أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd October,2000العدد:10252الطبعةالاولـيالأثنين 26 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

لنا في الرسول الكريم أسوة حسنة
التواضع يرفع شأن صاحبه
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
كلما ازداد المسلم تواضعا لله ازدادت محبته للناس من اقارب وأصدقاء قريبين كانوا أو بعيدين فالتواضع سمة من السمات الحميدة التي يهبها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده المسلمين لا فرق بين رئيس ومرؤوس وغني وفقير فالكل من بني آدم وآدم خلق من تراب.
ومما لا شك فيه ان التواضع يرفع من شأن قدر المسلم، هذا عدا السيرة العطرة التي سيجنيها المتواضع، فضلا عن التقدير والاحترام من الناس.


تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ
على صفحات الجو وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخان يعلو بذاته
إلى طبقات الجو وهو وضيعُ

وهناك أناس لم تطغ مناصبهم الرفيعة أو كثرة أموالهم على تواضعهم خلاف غيرهم ممن يتباهون ويتبخترون بما نالوه من مناصب الدنيا او ما رزقهم الله من مال وفير فيحس من يراهم كأنما يرى الطاووس اثناء فتح ريشه متبختراً به وقد تناسوا أن مصيرها الزاول عاجلا أم آجلا.


ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ
والفارغات رؤوسهن شوامخُ

ولنا في رسولنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم في التواضع اسوة حسنة، هذا النبي الكريم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه فكان عليه السلام نعم المعلم ونعم المربي ونعم المتواضع كيف لا فهو بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام أحسن الناس أدباً وأخلاقاً فقد قال الله في حقه: (وإنك لعلى خلق عظيم) 4 القلم فتواضع النبي الكريم فيه من الدروس والعبر لأمته كي لا يفخر احد على أحد والاحاديث والاخبار عن تواضعه كثيرة ولنقتبس من تواضعه عليه السلام ما ورد في كتاب نور اليقين من سيرة سيد المرسلين للشيخ محمد الحضري بك رحمه الله فقال: وأما تواضعه عليه السلام على علو منصبه ورفعة رتبته فكان أشد الناس تواضعا وأقلهم كبراً وحسبك أنه خير بين ان يكون نبيا ملكا أو نبيا عبداً فاختار أن يكون نبياً عبداً، وخرج عليه السلام مرة على اصحابه متوكئا على عصا فقاموا فقال: لا تقوموا كما يقوم الاعاجم يعظم بعضهم بعضا وقال: إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد وكان يركب الحمار ويردف خلفه ويعود المساكين ويجالس الفقراء ويجيب دعوة العبد ويجلس بين اصحابه مختلطاً بهم حيث انتهى به المجلس جلس وقال عليه السلام لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله .
فهذا غيض من فيض عن تواضع نبي الهدى والرحمة الذي وجب على كل مسلم ومسلمة الاقتداء بتواضعه فكل مسلم من ذكر وأنثى راحل كما رحل الانبياء والرسل عن هذه الدنيا الفانية التي لا تساوي بزخارفها ونعيمها عند الله جناح بعوضة.


إنما الدنيا فناء
ليس للدنيا ثبوتُ
إنما الدنيا كبيت
نسجته العنكبوتُ
كل ما فيها العمري
عن قليل سيموتُ
ولقد يكفيك منها
أيها العاقل قوتُ

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه المرسلين.
عبدالعزيز بن عبدالله الجبيلان
القصيم عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved