أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th October,2000العدد:10254الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,رجب 1421

مقـالات

روى وآفاق
مع مؤتمر وصول الطائرة
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
يحرص ولاة الأمر في هذه البلاد على سلامة المواطن والمقيم، فعندما عادت الطائرة المخطوفة من العراق خرج إليها الأميران الجليلان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، واستقبلا الركاب عند باب الطائرة مهنئينهم بالسلامة، ومتفقدين أحوالهم وأحوال طاقم الطائرة، وبعد أن اطمأنا على الركاب، والطاقم، تحدثا يحفظهما الله عن الحادثة حديثاً ينبىء عن الشعور بالمسؤولية الوطنية، فأساس الوطنية حب الوطن، والذود عنه، وحمايته، وأن يكون الانسان السعودي في أي موقع، وعلى أي بقعة من تراب المملكة العربية السعودية رقيباً وحامياً لوطنه، فالمواطنة تدفع الإنسان السعودي إلى الرفعة من شأن وطنه، في جميع المجالات، فمن يشتغل في جهاز الأمن فهو على ثغر يحميه، ومن يشتغل في أجهزة الثقافة فهو يسعى الى عمومها، ومن يشتغل في التعليم فهو يبني الأجيال ويحمي النشء من الأفكار التي لا تلائم ديننا ووطنيتنا، وقد أدخلت في التعليم في السنوات الأخيرة مادة التربية الوطنية، لما لها من الأثر في لفت أنظار الطلاب إلى حق الوطن:
وللأوطان في دم كل حر
يدسلفت ودين مستحق
فالوطن يحوي التراب الذي يحمل أثر الخطوات الأولى للمواطن، ويحوي الثمار التي غذت جسم المواطن حتى أصبح رجلاً، ويحوي دور العلم التي زودت المواطن بمعارفه الدينية والدنيوية، أفلا يستحق هذا الوطن التفاني في خدمته؟ بلى انه يستحق ذلك، أما الإساءة إليه في أي صورة كانت فهي منافية للدين، والشيم العربية الأصيلة، فضلاً عن الأعراف السائدة على مستوى الأوطان عامة، وبما ان المواطنة تعني سلامة المواطن والمقيم على أرض الوطن، من قبل من يناط به الإشراف على الأمن، فقد انصب حديث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على سلامة ركاب الطائرة من سعوديين ومقيمين، فقال يحفظه الله ان هذا الموضوع بالنسبة للخاطفين نعتبره ثانويّاً جدّاً، الأولى هو سلامة الركاب، وهذا الحمد لله تحقق، ونشكر ونقدر كل من ساهم في هذا ، وإذا استقرأنا أجوبة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وجدناها مرتبطة بالوطنية، فقد أظهر أسفه الشديد على تخلي الخاطفين عن وطنيتهما وتنكرهما لبلدهما، حيث قال: إن هذين الاثنين أخطأ في حق نفسيهما لأنهما تنكرا لبلادهما وحرما نفسيهما من أفضل خدمة وهي خدمة دينهما ووطنهما، وهذا ما أقسما عليه ولكن للأسف حنثا بهذا القسم .
وفي إشارة سموه إلى الحرمان من خدمة الوطن حكمة وعظة للشباب السعودي، فخدمة الوطن أغلى ما يملكه الإنسان السعودي، أما اشارة سموه إلى القسم فهي اشارة إلى الخيانة من قبل الخاطفين، فالقسم شأنه عظيم، فإذا أقسم المسلم على أمر من الأمور ثم نكثه فإن ذلك يكون خللاً في دينه، فكيف بمن أقسم على الاخلاص للدين ثم للمليك وللوطن ونقض ذلك كله وتخلى عنه؟! انه لا يقدم على نقض الإيمان إلا من بيَّت الخيانة وابتعد عن المواطنة، واتبع هواه، فإن اتباع الأهواء يوصل الإنسان إلى الهاوية، ويرديه من حيث لا يدري في مسالك الشقاء, وأشار سموه الكريم إلى ان الإزر ينحصر فيمن نكث العهد، ولا يمتد إلى غيره، فأسرتا الخاطفين بمنأى عن العمل المشين الذي اقترفه الخاطفان، فإشارة سموه تؤكد على أمر سار في هذه البلاد، وهو أن الإنسان لا يؤخذ بجريرة غيره، وبعد سماع حديث الأمير نايف من قبل والدي الخاطفين واسرتيهما سارع والدا الخاطفين إلى التبرؤ من عمل الخاطفين، عندما قابلا صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة، ثم أكد مشايخ قبيلة بلي استنكارهم لما قام به الخاطف المنتسب للقبيلة عندما قابلوا صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك ثم استقبل الأمير نايف ناجي بن حمود البلوي والد فيصل الخاطف الذي تبرأ من عمل ابنه وأنكره وجدد ولاءه وأفراد أسرته للقيادة.
وأشار الأمير نايف إلى أن الإرهاب مرفوض، وهناك اتفاقية مكافحة الارهاب، التي وقع عليها وزراء الداخلية، ووزراء العدل العرب، ونحن مع اشارة الأمير نايف، فالإرهاب لا يقره أو يرضى به إلا ناقص عقل، فالأمن مطلب للبشرية عامة، وقد حثت عليه الأديان، والحكم والأمثال، وكل فكر مستنير، ومن المعروف ان المواثيق الدولية تمنع خطف الطائرات، وتعده من الجرائم الكبرى.
جنب الله بلادنا كل شر، وأدام عزها وأمنها، في ظل قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved