أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th October,2000العدد:10254الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,رجب 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
تعرف من,, تعرف ماذا!
د, محمد الكثيري
كتبت ذات مرة وتحت عنوان اقليمية النخبة معلقا على ما كتبه احد الزملاء حول تصريح مسؤول يقع على رأس الهرم الإداري في جهازه حول رفضه تعيين اقاربه وأبناء منطقته ووضع الكفاءة هي المحك الرئيسي في التوظيف, وأشرت في ذلك الى ان هذا توجه محمود وان ما اشار إليه ذلك المسئول جاء نتيجة احساسه بمشكلة لا تقتصر ممارستها على فئة معينة من المسؤولين بل هي تمتد لتشمل قطاعاً عريضاً يدخل ضمنه المتعلم والمثقف ويتجاوز الأمر فيه منشآت القطاع العام ليطال القطاع الخاص ايضا.
لم اكن ارغب العودة للحديث عن هذا الموضوع لأنه لم يعد في حاجة الى إثبات بقدر ما هو في حاجة للمكافحة، لأن ما كتبه الأخ الدكتور سامي العمري في هذا المكان وفي العدد 10213 من هذه الجريدة اجبرني على العودة مرة اخرى لنفس الموضوع, حيث يقول الدكتور العمري بعد ان تحدث عن المحسوبية في الشركات العائلية (اما في الشركات المساهمة او العامة فإننا لا نسمع نفس العبارة على الإطلاق لأن الكل سواسية تختفي كلية او احد صلة القرابة والمحسوبية فيها فكل موظف متقيد بساعات العمل مؤد مسؤولياته بكل إتقان لخوفه من الفصل الوظيفي والاستغناء عن خدماته).
لا ادري كيف خرج اخونا الدكتور العمري بهذا الاستنتاج المذهل عن بيئة العمل في الشركات المساهمة والعامة والذي من خلاله قصر المحسوبية والفوضى الوظيفية فقط على الشركات العائلية, وهو استنتاج من الصعب اطلاقه هكذا بل ومن الصعوبة ربطه بنوع معين من الشركات دون الآخر,, فمع الاسف الشديد ان ما تحدث عنه الاخ العمري هو قاصمة الظهر وأم القضايا حينما نتحدث عن التوظيف في مؤسساتنا عامها وخاصها ولا نستثني منها الا القلة القليلة التي رحمها ربي بقياديين يعون نتائج كل تصرف يفعلونه وكل قرار يتخذونه.
إننا في هذا البلد ومع الاسف الشديد نعاني من مشكلة كبيرة عند الحديث عن التوظيف وما يجري بعد التوظيف حين ممارسة العمل، حيث لا يقتصر الامر على المؤهلات المطلوبة والأساسية لشغل الوظائف بل انها تسبق دائما بمؤهل يبرز في المقدمة وهو (نهاية اسم المتقدم ومسقط رأسه) بل إنك لا تعدم من يسأل سؤالا صريحاً ومباشراً يدور حول عائلة المتقدم ومن أي منطقة أتى وكأن هذين العنصرين هما اللذان يحددان قدرة الشخص على اداء عمله وتحقيق الاهداف المطلوبة منه, بل اننا لا نبالغ إذا قلنا انه اذا كان التوظيف في الدول المتقدمة يعتمد على ال Know How() اي معرفة ماذا لدى المتقدم فانه لدينا يعتمد بنسبة كبيرة على ال(Know who) أي معرفة من, فإن هذه (الماذا) هي التي تشفع للمتقدم بالقبول ومن ثم الترقي في مجال عمله في تلك الدول، اما هنا فإن هذه (المن) هي العصا السحرية التي تفتح كافة الابواب, ولكن يا ترى لماذا يحدث ذلك هناك ويحدث هذا هنا, إن هذا لا يعني ان اولئك القوم أكثر نزاهة او اكثر موضوعية او صدقاً من غيرهم من شعوب الأرض، ولكنها الانظمة التي تحكم سلوكيات البشر وتصرفاتهم, فهناك يخضع التوظيف بل والعمل بكل خطواته وإجراءاته الى انظمة يأتي في مقدمتها وعند التعيين نظام (التوصيف الوظيفي) الذي تحدد من خلاله الاعمال والمهام التي سيقوم بها شاغل الوظيفة وكذلك المؤهلات المطلوبة لشغل تلك الوظيفة وبالتالي ليس هناك مجال لإدخال عوامل اخرى عند التوظيف او الترقية او غيرهما, اما حينما يغيب مثل ذلك الإجراء او لا يطبق التطبيق السليم تظل الأهواء والرغبات هي المحرك الاساسي وهو اساس لن تتوفر معه العدالة والموضوعية.
kathiri @ sol. net. sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved