أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th October,2000العدد:10254الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,رجب 1421

محليــات

لما هو آتٍ
أدب الكتابة وأدب السلوك
د, خيرية إبراهيم السقاف
*** أدب الرحلات: نافذة إلى الوصول للرابط بين بصمة القدم وبصمة الرؤية، وبصمة الفكر,,.
والختم الذي يجمع هذه البصمات في تشكيلة فنية هو الحرف,,.
,,,, أدرك ذلك القدماء,,, ولم يَفت عليهم ختم البصمات فورَّثوا كتب ووثائق الرحلات,,.
أما المتأخرون فقد فقدوا الأختام التي توثق بصمات الرحلات على كثرة ما أتيح لهم من سبل السفر,,, وعلى كثرة ما يسافرون!!,,,.
ترى,,.
لماذا ضاع الإحساس بجمال الإحساس بمقتنيات العين والقدم في ذاكرة الإنسان في هذه المراحل من عمر الزمن؟
*** أدب السيرة الذاتية: نافذة إلى خصوصية ذاتية إما لمرحلة زمنية، وإما لأفراد بذواتهم بكل دقائق ما تتميز به المرحلة الزمنية، أو تفاصيل ما يميز الأفراد,,.
وهو وسيلة لرصد حركة هذه الخصوصية وسط مفارقات,,, تتيح مجال المقارنات للخلوص بإيجابيات، أو سلبيات المرحلة أو الشخصية.
ولأن الناس تذهب مع منهجية ما طرأ من أساليب البحث العلمي في دراسة المراحل والمتغيرات,,,، والتركيز على ما هو في الواجهة من الشخصيات,,, فقد فقر مجال أدب السير الذاتية، ولم يعد يعنى به، لا من يدوِّنه، ولا من يوثقه,,.
ترى,,.
لماذا لا يتنبَّه الإنسان إلى أن هناك شخصيات تفرض على الواقع وجودها، وتستحق أن تدوَّن سيرها الذاتية لإثراء المنافذ,,, عن طريق النوافذ إليها؟,,.
كما أن المراحل الزمنية تحتاج إلى توثيق عن طريق السير الذاتية أدبياً وليس فقط تأريخياً؟!,,.
*** أدب التفكير: لا يختلف عن أدب التعبير,,,، ويشابهان أدب الحوار,,.
والرابط بينها هو الخلق ,,, وعنها تعطى الآداب الأخرى معانيها وقيمها,, فمن يتمتع بأدب التفكير والتعبير والحوار,,, يمكن أن يعطي صدقاً وهو يدوِّن أيَّ نوع من أدب الكتابة.
وهذا النوع من الأدب يوسم به صاحبه، لأنه نابع عن تركيبته الأخلاقية، لذلك يوسم سلوكه بالأدب,,.
فلا ينبو، ولا يجهل، ولا يبذأ,,,، ولا يكذب,,,، ولا يبالغ,,,,، ولا يغيّر الحقائق,,, ولا يجترىء على قيمة,,,، ولا يتطاول على اعتقاد,,,، ولا يهزأ من أفراد,,,,، أو جماعات,,,، ولا يشوه الحقائق,,,، ولا يُغفل المستحقّ,,,، ولا يغضب من الحق,,,، ولا يتعالى,,,، ولا تضيق الكلمات بغيره,,,,،,,,.
ترى,,,.
في كلِّ مانقرأ,,,، ونسمع,,,، ونحاور,,,،
هل نلمس أدب التفكير، والتعبير,,,، والحوار؟!
*** لماذا فقد الأدب تلك اللمسات الجميلة الجاذبة التي كنا نستمتع بها,,,، ونطرب إليها؟
هل لأن التعبير الذي يشفُّ عن البواطن هو في ربطه بين رهجة الحس,,, وواقع الإحساس,, بين الناطق والسامع,,,/ المعطي والمتلقي/ يكشف عن بواطن داكنة بفعل ما,,, ولعلَّ أشد الأفعال في الوقت الراهن هي وطأة الحياة بكلِّ ما فيها من الكلف والبؤس، والفقد، والضياع، والقسوة، والموت، والتشتت، والهلاك؟!,,.
ولماذا أصبح المعبِّرون يتناولون أقلامهم ويكتبون وهم واقفون,,, تماماً كسرعة الذي يعبر بالطريق فيبتاع بجوار عربته من نافذة صغيرة شرائح الأكل ويلتهمها في طريقه وهو يقود عربته؟!,,.
هل تحوَّل الزمن إلى عصا,,, تلاحق الإنسان حتى تشتت استقراره؟ ولم يعد يأنس إلى اطمئنان إحساسه,,,؟!
من أجل ذلك فقد الجلوس الهادىء لاستقرار خطواته على الأرض وتدوين بصماته، ورصد خصوصية مراحل الحياة بمتغيراتها وآثارها وشخوصها,,, فلم نعد نقرأ أدب الرحلات بجمال ما جاءت به هذه النوافذ؟ ولا أدب السير الذاتية برونق مادوِّن منها على أيدي من سبق ممن اطمأنوا إلى مجالسهم,,, واستقرت بهم لحظاتهم فكتبوا ما أمتع وآنس؟!,,.
ولماذا لم نعد نلمس أدب التفكير والتعبير والحوار في سلوك المعبِّرين كي نطمئن إلى ثوابت أخلاقيات الناس عن مفكريهم؟!,,.
أسئلة تنهض بحجم الفقد الذي يتمادى,,,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved