|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
ما أجمل التراث,, انه المرآة الصادقة التي تعكس بصدق ووضوح وموضوعية حياة مجتمعنا وعاداته وتقاليده وموروثاته التي تدل على شخصية هذا المجتمع رجالاً ونساء.
لقد تحركت مشاعر التراث والأصالة عندي في ظل غيابها عن كثير من نسائنا في هذا الوقت فطفقت اتذكر هذا التراث الأصيل وهذا الموروث الجميل وذلك أثناء تناقش مجموعة من النساء فيه بل بعضهن حاول انكاره وعدّه في عداد الأموات,, والبعض الآخر يؤكد أنه من تمسك بهذا التراث لا يعدو كونه رجعياً متخلفاً.
حقيقة لقد تألمت كثيراً لتلك الآراء ولهذه الأفكار التي وصل بها الحال إلى ان تنكر هذا التراث الجميل الأصيل والذي يدل على عروبتنا وشفافيتنا وبساطتنا.
لقد تألمت عندما سمعت بأذني تبرؤ الكثير من الفتيات منه والاستهزاء به مما حدا ببعض النساء الكبيرات في السن الى ان يتذمرن بل يتألمن من هذه الأفكار وهذا العقوق الجم لهذا التراث.
فيرق بين الثرى والثريا نساء يبكينه لانه جزء من ماضيهن وفتيات نسينه حتى غدا بالنسبة لهن ماضياً يجب أن يدفن في الثرى.
إن من يخالفني الرأي في مقولتي او يعتقد انني مبالغة فليستمع الى احاديث الفتيات وما يدور بينهن في أروقة المدارس والجامعات,.
ان اؤلئك الفتيات يعتقدن ان من يرتبط بالتراث ويعشقه ويحبه انه تراثي قديم, ويعتقدن أن تقليد الغرب هو التطور بعينه.
لقد ذبح تراثنا وأريق دمه من قبل بعض بناته ونسائه، فتشجع أؤلئك الغربيون وانبروا ينسجون لتلك الفتاة الموديلات الفاضحة تحت شعار التمدن والتحضر، بل اخذوا يصفقون لها وينعتونها بالجمال في حين ان ذلك خدعة منسوجة لتترك مجدها الزاهر وتراثها الغربي الأصيل وترتمي في احضانهم.
آه ثم آه لو أن التاريخ يتحدث لكتب بمداد أسود قاتم عن حال بعض فتياتنا اليوم وما فعلن ذلك إلا بواقع الحضارة والمدنية كما يعتقدن.
أفٍ لتلك الحضارة التي رانت على قلوب الكثير منهن وذهبت بجمال تراثنا فذهبت معه نضارة هؤلاء الفتيات وجمالهن, عفواً, ان اثقلت كلماتي نفوس بعض نسائنا او ضايقتهن ولكن هذه هي الحقيقة والحق احق ان يقال دون مجاملة لأن ما جعلني أراه على ارض الواقع يحتم على قلمي ان يترجمه عبر تلك الورقة لأن الأمانة قد طوقت عنقه فأبى إلا أن يكتب الحقيقة ويؤدي الأمانة الملقاة على عاتقه.
عذراً: اختي حواء لم اكتب تلك الكلمات وهذه العبارات إلا من اجلي ومن اجلك واجل بنات جيلنا جميعاً لأنني اتمنى ان تحين تلك الساعة التي نعود فيها الى انفسنا ونحمي تراثنا الأصيل حتى نقهر تلك الحضارة الزائفة فتستسلم أمواج تلك الحضارة لشواطئ تراثنا ونقذف معاً كل ما هو مخل بعاداتنا وتقاليدنا ونبتعد عن تلك الشعارات الجوفاء حتى نقتلع تلك النماذج الرديئة من مجتمعنا وهذا هو هدفنا جميعاً, وللعزيزة التحية.
طيف أحمد الوشم - ثرمداء
|
|
|
|
|
