أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 25th October,2000العدد:10254الطبعةالاولـيالاربعاء 28 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحمك الله أخي عبدالله
اتصل بي أحد الدعاة صباح الجمعة الماضي الموافق 24/7/1421ه راغباً أن أنوب عنه في خطبة الجمعة في مسجده وأفادني أن أخاه عبدالله قد توفي فجر هذا اليوم الجمعة ثم قال لي وصوته ممزوج بالبكاء والله يا أخي إنه يغبط ذلك، أنني لما أخبرت والدي بعد فجر هذا اليوم بوفاته استقبل القبلة ورفع يديه وقال:اللهم ارض عنه فإني راض عنه، اللهم أحسن إليه كما أحسن إليّ واستمر يردد هذا الدعاء أكثر من ساعة ونصف الساعة وهذا الوالد شيخ كبير قد تجاوز المائة سنة وهو من حفظه كتاب الله تعالى يتلوه آناء الليل وأطراف النهار وقد عرف بالاستقامة والصلاح والتقوى والصيام والقيام هكذا نحسبه ولا نزكيه على الله وقد قام ابنه عبدالله رحمه الله بالقيام على شؤونه وسبق ببره برا عظيما ففاز بتلك الدعوات العظيمة من هذا الوالد الصالح فما ظنكم؟
إن بر الوالدين من أعظم أسباب رضا الله جل وعلا ولعظم حقهما فقد قرن حقهما بحقه سبحانه في مواضع من كتابه، من ذلك قوله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا وقد فقه أخونا عبدالله غفر الله له وأكرمه بفسيح جناته مثل هذه الآية فكان متواضعا لوالده مكرما له باذلاً نفسه في خدمته فهنيئاً له هذا السبق وهنيئاً له هذا البر وهنيئاً هذه الدعوات العظيمة.
نعم إن بر الوالدين من أعظم اسباب دخول الجنة فقد أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنهما أوسط أبواب الجنة وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات واخبر صلى الله عليه وسلم ان رضا الله برضا الوالدين واخبر صلى الله عليه وسلم ان دعوتهما مستجابة, والنصوص كثيرة في كتاب الله تعالى وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بشأنهما وفضل القيام عليهما والإحسان إليهما وإن أردتم أن تعرفوا سر السعادة في هذه الدنيا وفي الآخرة فهو بر الوالدين, أهدي هذه الأسطر إلى بعض شبابنا هداهم الله الذين لا يلقون بالاً لحقوق والديهم بل يصل بهم الأمر إلى التأفف أحياناً أو رفع الصوت عليهما أحياناً ونحو ذلك.
أسأل الله لأخي عبدالله المغفرة والرحمة وأن يستجيب الله دعوة والده له وأن يصلح ذريته ويجمعهم على ما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د, إبراهيم بن عبدالله المطلق
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved