أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th October,2000العدد:10258الطبعةالاولـيالأحد 2 ,شعبان 1421

مقـالات

شدو
في البدء كان القلم (1)
د , فارس محمد الغزي
من البدهي القول إن مجرد اقدام الفرد على النشر يفقده حق (الحصانة الأدبية)، بل ويجعل من (ما تم نشره) حقا مشاعا لمن شاء أن يخضعه تحت مجهر القراءة والاستقراء ومشرط النقد والتفنيد والتمحيص.
ومع ذلك فهناك العديد من (المحاذير) التي لابد من مراعاتها توخياً للموضوعية والواقعية وتجنبا للخلط بين التأويل الشخصي لفكر الكاتب (وشخص) الكاتب,
إن نهج التهويل فاعطاء الكاتب حجما أكبر من حجمه وتصويره بأنه يمثل خطرا فكريا لاخلال بفضيلة (التبين) المحذرة من إلقاء التهم جزافا وتخرصا وعدوانا, ما المناسبة؟ ,,حسنا، المناسبة تتلخص في استلامي لرسالة بريدية من أحد القراء يعلق فيها بأسلوب (باسلوب ركيك وأخطاء إملائية فادحة!) على ما ورد في مقالة سابقة، واصما إياي، في النهاية، بدس السم بالعسل!!,, الغريب، أو المضحك، أو المبكي، أو (كلها!) أن مقالة (شدو) المشار إليها قد كتبت بالذات باسلوب موغل بالمصطلحية العلمية! وما ذلك إلا لكونها تتمحور حول موضوع تاريخي / اجتماعي/ لغوي (جاف!) موجه في الأساس إلى طبقة معينة من القراء, وعليه، كيف يتسنى للفرد دس السم في العسل والإيغال في الوقت نفسه في المصطلحية والرمزية، خصوصا أنه وكما أشرت آنفا يخاطب فئات مطلعة، إن لم تفقه علما وثقافة؟ بل وما هي الفائدة المرجوة من (عسل مخلوط بسم!) لا يستسيغ مذاقه (تفكيكا!) سوى فئة معينة (قليلة!) محصنة بالعلم والتجربة؟ المهم وبغض النظر عن هذا وذاك، فمن الواضح أننا ندور في حمى أو فلك قضية قديمة/ جديدة/ متجددة متمثلة بكل صراحة في أن عدم فهم (البعض) لما يكتب أحيانا يثير لديه غريزة الشك (بقدراته الذاتية!) أو الفضول ,, أو أو، مما يدفع به إلى تبرئة قدراته من خلال إدانة الكاتب، وإساءة تأويل قصده، فوصمه مثلا بالعلمانية، أو بدس السم بالعسل، أو بالنفاق,, وهلم جرا (ووصما!).
لا أعتقد، في الحقيقة، أن ثمة كاتب على وجه الأرض لا يسعى إلى نيل رضا القارئ، بل ولا يطمح إلى (الاستثمار) في القارئ الحصيف كأساس ومحور ووقود للعملية الكتابية، وبالتالي الافادة والاستفادة, إن الكتابة وعلى الرغم من أنها نوع من أنواع التفاعل غير المباشر تدخل ضمن نطاق (سنن الدفع) الكونية؛ الأمر الذي يجعل من (التماحك الفكري) عاملا من عوامل عدم فساد وكساد الكتابة, ورغم الحقيقة هذه، فالقراءة الفكرية غير المتأنية تقود في الغالب إلى التأويل الخاطئ، فالاصرار على الانتصار (الشخصي) المغلف بوهم الانتصار للفكرة ذاتها!!, إن ثمة (حيزا رماديا!) واسع النطاق وصلد الأطناب الفكرية: حيز يعج بقراصنة فكر على أهبة الاستعداد للقتال هدرا في سبيل تحقيق النصر الذاتي بامتشاق (أسهل سلاح وأمضاه!)؛ ألا وهو قنابل التأويل الخاطئ الانشطارية!.
ختاما، من الخاسر هنا؟!,, أعتقد أن (هذا هو السؤال) وتلك عجالة لا توفيه حقه؛ وعليه ففي المقالة القادمة إن شاء الله سوف نستعرض جدلية: لمن يكتب الكاتب حين يكتب؟ ,, وهل من الضروري فهم الجميع لما يكتبه الكاتب وإلا,,؟ فإلى اللقاء.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved