أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th October,2000العدد:10258الطبعةالاولـيالأحد 2 ,شعبان 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
حين يتسع الخرق على الراقع
خالد ابا الحسن
لا يزال البحث العلمي ركيزة التقدم في كل حضارة من الحضارات وهذا ما دفع مؤسساتنا التعليمية لتجعله جزءاً رئيساً من المنهج الدراسي لإثراء العملية التعليمية في مدارسنا وجامعاتنا, ومع اضافة هذا العنصر الذي وجده بعض طلابنا ثقيلا فقد توجه عدد لا يستهان به منهم للاستعانة ببدائل تختصر الجهد او تلغيه تماماً.
وما تزال الصحف تطالعنا بتحقيقات تبحث عن أسباب اتجاه أبنائنا الى المقتاتين على جيوبهم والمستغلين لكسلهم بتقديم البحوث اليهم جاهزة ومكتوبة من خلال قنوات متعددة كان من بينها محلات تصوير المستندات وخدمات الطالب الجامعي, وقد رأيت بعض تلك الإعلانات بنفسي في وقت مضى وعجبت وألمت لوقاحة اولئك المعلنين الذين يهدمون العملية التعليمية ويسهمون في ضعضعة بنيانها على مرأى ومسمع منا.
وقد تحدثت الى بعض الطلاب وسألتهم عن مدى استفادتهم من هذه الخدمات وأشاروا الى ان رخصها ويسر الحصول عليها هو ما دفعهم الى الجري وراء مقدميها وتوفير الجهد والتعب.
وعلى الانترنت لا اجد وصفاً أقرب من أن أقول قد اتسع الخرق على الراقع فمثل هذه الخدمات لا يكاد يمكن منعها بأي سبيل سوى تفعيل دور المعلم والاستاذ.
فعلى سبيل المثال انشأ اليهودي الإسرائيلي Kenny Sahr أول وأشهر موقع لمحاربة البحث العلمي وهو موقع School Sucks والذي يتيح لمرتاديه وغالبهم من طلاب الجامعات تبادل البحوث العلمية وتناسخها وما الى ذلك من العمليات التي تنحر الأمانة العلمية على مرأى من الملأ, وجعل هذا الإسرائيلي موقعه منتدى يلتقي فيه طلاب الجامعات واتاح لهم الحصول على العضوية مقابل تسليم بحوثهم اليه لينشئ منها قاعدة بيانات ضخمة تم تصنيفها الى تخصصات مختلفة يتيح لأعضاء موقعه البحث فيها عما يروق لهم ويناسب المطلوب منهم من بحوث علمية واستخدامه كيف شاؤوا بل ان اصحاب البحوث الاصليين يقومون بتحديد الدرجة التي حصلوا عليها لدى تسليم تلك البحوث لأساتذتهم سعيا منهم لطمأنة من يرغب في استخدام بحوثهم.
والمذهل ان هذا اليهودي قد تمكن من الصمود في معركة قانونية خاضها أمام نخبة من الجامعات الأمريكية مثل جامعة ستانفورد وهارفاد التي قامت بتشكيل جبهة تولت ملاحقته في المحاكم الأمريكية سعيا لإغلاق موقعه الذي أصبح مزارا علميا يؤمه آلاف الطلاب وينوء بطلبات زواره في نهاية كل فصل دراسي, وفشلت الدعوى في إغلاق الموقع فيما عدا مطالبة صاحب الموقع بالاشارة الى ان الموقع تربوي يهدف لتقديم نماذج من البحث التربوي والعلمي وأنه لا ينبغي استخدامها بصورة غير قانونية.
وفي الحقيقة ان نتيجة هذه الدعوى كانت مدعاة لأن قام صاحب الموقع بتوسيع نشاطه ليشمل غالبية اللغات الحية ثم قام بإنشاء مواقع مساندة Mirroring Sites ظهر أولها في إسرائيل وذلك لمواجهة الطلب الشديد على خدماته, كما قام بتأسيس شركة تتولى رعاية المواقع واستصدر لها التراخيص القانونية ليصبح من رجال الأعمال المرموقين بما يقدمه من خدمات لا يقال عنها سوى أنها قذرة ولا تليق إلا بيهودي مثله, ولدى تعاظم أمر هذا الموقع وتحقيقه الإيرادات الضخمة من مبيعات البحوث التي قام بجمعها وبيعها على أقراص مدمجة تسابق ضعاف النفوس من أمثاله لتقديم خدماتهم من كل نوع وعلى صور متعددة ومتطورة لاستهداف طلاب الجامعات بوجه خاص, فتجدهم يعرضون كافة الخدمات ما بين شرعية وغير شرعية في سبيل الحصول على مكسب رخيص, ولعدم وجود الرادع لدى هؤلاء فإنه لا سبيل لوقف تأثير هذا التيار العارم إلا بسبيل واحدة وهي تطوير طرق تدريس البحث العلمي وعدم تكليف الطلاب بتسليم البحوث في نهاية الفصل الدراسي وحسب بل ينبغي متابعة كتابته والاقتراب أكثر من عمل الطالب بانجاز هذا البحث والوقوف معه على مشكلاته واحتياجاته والاستجابة إليها, فالعمل المباشر مع الطالب من شأنه ان يتيح له مجالاً أكبر لتلقي توجيهات استاذه واستشارته فيما يشكل عليه أما مطالبة الباحث بتقديم بحثه في نهاية الفصل الدراسي وعدم السؤال عنه إلا في آخر يوم دراسي فان ذلك أسلوب غير فاعل علمياً ولا يعدو في نظري كونه باباً مفتوحاً لمثل هذه الممارسات المرفوضة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved