أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th October,2000العدد:10258الطبعةالاولـيالأحد 2 ,شعبان 1421

متابعة

الأمير سلطان شرّف حفل السفارة السعودية وتحدث للسفراء العرب
محنة فلسطين والقدس الشريف أمر يجب أن نضعه في ذهننا قائمين أو نائمين
تعديل ميثاق الجامعة العربية مع ما يتماشى مع العصر يجمع الأمة العربية
الإسرائيليون هم الذين سيندمون وهم الذين سيتراجعون غصباً عن أنوفهم
* * كوالالمبور رئيس التحرير - واس
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام مساء أمس الأول السفراء العرب المعتمدين لدى مملكة اتحاد ماليزيا يتقدمهم عميد السلك الدبلوماسي السفير الفلسطيني أحمد الفرا.
وفي بداية اللقاء رحب عميد السلك الدبلوماسي بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والوفد المرافق معربا عن خالص شكره وتقديره واخوانه سفراء العرب على هذا اللقاء.
وثمّن السفير الفرا مواقف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ووقوفهم بصلابة مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية مشيدا بموقف المملكة العربية السعودية في مؤتمر القمة الأخير في القاهرة ومبادرتها الكريمة بإنشاء صندوق انتفاضة القدس الأقصى.
وأشار عميد السلك الدبلوماسي إلى أهمية زيارة سمو النائب الثاني لماليزيا وأهميتها في دعم وتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية ودعم قضاياها,ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
أيها الاخوان,.
ليس لدي ما اقول لا قولا ولا لغة أكثر مما سمعت من اخي وزميلي,, واقع الحال,, امتنا العربية,, مهما قالت الامم عنا ان هناك بعض الخلافات او هناك بعض التصورات عندما تأتي المحن نكون يدا واحدة وقلبا واحدا وسيفا واحدا اذا دعت الحاجة إلى ذلك.
الواقع انه لم يمر على الأمة العربية منذ سنين اكثر مما هي به الآن,, ومحنة فلسطين وأهل فلسطين والقدس الشريف اولى القبلتين أمر يجب ان نضع في ذهننا قائمين او نائمين,, امر لا يمكن السكوت عليه بأي شكل من الأشكال,, امر لا يمكن ان نقبله بأي شكل من الأشكال ان يدنس بقنابل إسرائيل او بأيدي اسرائيل او بأقدامها.
ولكن لعل الحكمة والعقل والعمل الجاد والمثابرة والتعاون تعيد لنا حقنا السليب بدون قطرة دم لان العدو لا اعتقد انه في يوم من الايام أسوأ مما هو عليه الآن.
ولا اعتقد انه مر يوم من الأيام على اسرائيل بأسوأ مما هي فيه الآن,, مهما قالت برلمانات العالم,, مهما قالت بعض دول العالم مهما تكلمت مع صحف العالم هذه كلها لا تقدم ولا تؤخر في حقوق الأمة العربية.
موقفنا الشعبي لا غبار عليه,, موقفنا الحكومي والقيادي,, كان هناك شكوك من خارج العرب بأن العرب لن يجتمعوا,, العرب لن يأتلفوا,, ولكن الآن المشكك هو مغالط ومكابر ولذلك اعتقد ان الخطوات التي خطاها مؤتمر القمة في القاهرة اخيرا وهو مؤتمر طارىء لقضية خطرة على مستقبلنا جميعا انما هو يمثل القدرة العربية الأصيلة التي لا غبار عليها في تاريخنا القديم ولا نشك ان شاء الله في تاريخنا الحديث.
أولا,, اتفق العرب انه لا يمكن مجاملة إلا للأرض مقابل السلام,, لا يمكن العدول عن قرارات مجلس الأمن المعروفة لدى الجميع,, لا يمكن ان يمس القدس الشريف بأي شكل من الأشكال,, هذه أسس ثابتة عن كل عاقل وعن كل دولة والمغالط مغالط طوال حياته,, في نفس الوقت نعتقد ان اتفاقهم على عقد قمة سنوية للأمة العربية هذه في نظري خطوة ايجابية آمل ان يتبعها تعديل ميثاق الجامعة العربية.
الميثاق مر عليه أكثر من اربعين سنة,, لا بد ان يعدل هذا الميثاق مما يتماشى مع واقع الأمة العربية والواقع الدولي مما يجعلنا ايجابيين في كل تصرفاتنا كأمة عربية.
اليوم الفلسطيني سواء كان داخل فلسطين او خارجها ينظر الى مستقبله ويعرف حاضره ويعيش في كوخ او يعيش في خيمة او يعيش في بيت من حجر او من خشب لكنه ينظر لمستقبله بكل جدية وإيمان وعقيدة.
الإسرائيلي هو الذي سيندم,, هو الذي سيتراجع غصبا عن أنفه,, المهم ان يتعاون الشارع مع القائد,, المهم أن نكرس جهودنا في النواحي الدبلوماسية أو النواحي الوطنية أو القيادية أو الصحفية,, الا نفرق بين الشارع والقيادات.
يجب ألا يكون عندنا هناك استعداء للدول الكبرى سواء اوروبا او امريكا او روسيا او الصين أي الدول الكبرى هذه كلها وفرنسا يجب ان نستقطبها لكن لا يكون ذلك على حساب قضيتنا وكياننا وقدسنا الشريف بأي شكل من الأشكال.
لا يمكن ان ينعم بيت الله الشريف ومن يطوف به ليلا ونهارا أو مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام ومن يزوره إذا كان القدس مهددا ويداس بأقدام الدنيئين والدنساء بأي شكل من الأشكال,, لكن لا يجب ان نجر إلى موقع حتى نستعد لهذا الموقع بايجابية.
يعني اضرب مثلا صغيرا وهو في نظري انه يجب ان يكون قدوة ليس اعتراضا مني ابدا انا احدكم وأحد خدام القضية ليس اعتراضا على العالم العربي ولا على التعاون الذي حصل بين بعض الدول,, لكن مجلس التعاون الخليجي الحقيقة بدأ بداية متطورة ومتئدة وطموحة لكنها في ظل العقل والمنطق,, حتى بيننا نحن إخوانكم في مجلس التعاون الخليجي كنا نبدأ في عملنا بأنه هذا العمل عمل عربي,, ليس العمل هذا عملا فقط لمصالحنا الخاصة.
أول ما بدأت الفكرة بدأت من إخواننا في الكويت في مؤتمر القمة في عمان وبحضور كل رؤساء الدول تقريبا,, حينما طرح الشيخ جابر على الملك فهد تقابلوا الاثنين مع الشيخ زايد ومع اخوانهم الشيخ خليفة وقتها أوالشيخ عيسى والسلطان قابوس .
فبدأنا على بركة الله,, وما كنا في يوم من الأيام لا نحن ضد اخواننا في اليمن ولا نحن ضد اخواننا في العراق ولا نحن ضد اخواننا في سوريا ولا نحن ضد اخواننا في الأردن بأي حال من الأحوال وهؤلاء هم جيراننا المباشرين,, حدود مشتركة,, مصر العربية المعروفة انها قاعدة الأمة العربية,, يعني كبيرة في العقل والمكانة وقدوة في كل عمل.
من هذا المنطلق بدأ مجلس التعاون يعيش ,, طبعاً حصل بعدها الاتحاد المغاربي وحصل بعدها الاتحاد العربي,, وكلنا أمل أن نعود مرة أخرى وتعيش كما كانت ليس معنى هذا هدم للجامعة العربية بالعكس هي قوة أطناب للجامعة العربية,, الجامعة العربية مظلة كل مايكون أطنابها قوية كل مايكون السقف أقوى.
أنا يوم أقول تعديل ميثاق الجامعة العربية التعديل ربما تخص في أشياء الآن كل واحد له وجهة نظر فيها أو كل دولتين أو كل ثلاث,, لو عدلنا الميثاق فيما يتمشى مع عصر الأمة العربية في دينها ودنياها,, قصرنا الطريق واختصرنا الفكر في ظل عمل موحد يجمع الأمة العربية كلها صغيرها وكبيرها.
فأنا غير متشائم,, وطول حياتي غير متشائم التشاؤم جبن,, التشاؤم يعني تشكيك في قدرة الله سبحانه وتعالى,, التشاؤم تشكيك في نبل الانسان الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى مكانته.
الانسان اليوم ماهو الفرق بين الانسان والحيوان الله فرق بينهما بالعقل المميز,, تمييز الانسان بعقله وبصيرته وعلمه مالم يعلم يجب أن نستفيد من هذه الروحانية التي جعلها الله سبحانه لبني آدم.
فأقصد من كلامي هذا كله إننا في وقت ممتحنون,, ولكن التمسك بالله سبحانه وتعالى وعقيدتنا الإسلامية ووطنيتنا العربية ونخوتنا الحقيقية,, لاتفكرون فعلا ان علينا ضرر أبدا الخير موجود عندنا الزراعة موجودة عندنا,, البترول عندنا,, الصناعات عندنا,, الانهر عندنا,, كل شيء موجود عند الأمة العربية شرقها أو غربها مافيه علينا مشاكل ولا خوف أبدا,, ولاكبير إلا الله سبحانه وتعالى لان الله أكبر,, الانسان جعله ربنا سبحانه وتعالى,, والله أكبر فوق كل شيء,, مهما كبر الانسان الله اكبر منه,, مهما علت الدولة الله أكبر منها وهو القائم المستديم,, فإذا تمسكنا بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام هي النبراس الحقيقي,, وتمسكنا بعروبتنا وإخواننا ماعلينا من ضرر.
فمقاطعة إسرائيل المقاطعة الحقيقية التي حللناها من قبل كم سنة,, حللناها حبا في السلام,, ما هو بغضا في أنفسنا ولا حبا في الدول,, بل حبا ان نثبت اننا نريد أن نسعى للسلام بأي شكل من الأشكال ونقابل ما عملوه معنا الدول خصوصا أمريكا وروسيا الدولتين الراعيتين واخواننا الفلسطينيين الذين اجتمعوا في اوسلو واجتمعوا في مدريد واجتمعوا في واشنطن ووقعوا اتفاقيات مع عدونا,, لكن يريدون حل للسلام والأرض مقابل السلام ولكن الخطوات التي مشوا فيها نحن كذلك تجاوبنا كأمة عربية عن طريق الجامعة العربية كخطوات معينة في التخفيف من المقاطعة بين العرب وبين إسرائيل وتعرفون كلكم هذا.
مثل ما قال زميلي,, موقف المملكة في مؤتمر القمة,, الذي تبرع فيه سمو سيدي ولي العهد لاخواننا الفلسطينيين سواء للقدس او للشهداء او غيرهم,, أضعف الإيمان حقيقة,, يعني سموه عمل هذا حتى لا يكون مصدر ازعاج لجميع اخواننا العرب,, ان يكون محل إمكانية عمل.
وهذه خطوة الحقيقة تجعل الفلسطيني يعيش واسرته تعيش بدعم من اخوانه وزملائه,, نحن مثلا لحظة وحدة أمر الملك سلمه الله ان تفتح باب التبرعات في ثمانٍ واربعين ساعة أتت مائتا مليون من الشعب السعودي تجاه اخوانه.
ويعني هذا الإنسان كل شيء يسويه إلا المال,, المال صعب ان الواحد يعطيه لكن إذا كان عنده نفس أبية ما يهمه الشيء هذا كله.
فالذي عند السعودية وشعبها عند كل واحد عربي مثلنا او احسن منا,, ونحن ما ندعي الكمال, ولا ندعي اننا أطيب العرب,, بالعكس نقول احنا من العرب ولهم فقط منهم ولهم.
فاليوم مثل ما قلت لاخواننا السفراء في الصين وكوريا واقولها لزملائنا في كل سنوات سفرنا للخارج,, اسمع انه فيه خلاف بين السعودية وبين مصر لا سمح الله,, وبين مصر وبين البحرين لا سمح الله,, مثلا يعني لما اجي السفراء في الخارج,, إلا كلهم رجل واحد وقلب واحد، الإنسان يرتاح نفسيا لهؤلاء الذين يمثلون الأمة العربية تجاه الدول الأجنبية سواء الدول الإسلامية او الدول غير الإسلامية وإلى آخره,, معطين انطباع فاضل وحسن عن أمة العرب وهذا مما يريح النفس ويجعل مسألة انه ما هو شي مستاهل عند كل واحد منا كره الثاني,, بالعكس المستأصل هو التعاون والمحبة,, فيعني كل ما سمعته عنكم في هذا البلد الإسلامي الطيب من رجالها من رجال أعمالها انه ولله الحمد كلكم رجل واحد وكلكم تجاه واحد وهذا ما يجب علينا جميعا وتأكدوا امة هذا اتجاهاتها لا خطر عليها ابدا بأي حال من الأحوال,, وشكرا,وفي رد سموه على سؤال عن القرار الذي صدر عن الكونجرس الامريكي بادانة الجانب الفلسطيني باستعمال العنف ورؤية سموه لهذا القرار وخاصة انه يتزامن مع فترة الانتخابات الامريكية.
قال سموه: الكونجرس الامريكي ليست اول مرة يقول هذا الكلام الآن وفي نفس اليوم الذي اصدره الكونجرس الحكومة الامريكية اصدرت قرارها بان هذا غير صالح ولم يوافق عليه في نفس اليوم,, ولابد انك سمعتموه كلكم ان القرارات التي في الظرف وهو الانتخابات الآن لا قيمة لها.
لكن في نفس الوقت يجب ان يفهم منا الامريكي قيادة ومسؤولين وحتى الشركات الامريكية التي تعمل عندنا والتي يمثل كثير منها أعضاء الكونجرس يجب ان يفهموا ان هذا الكلام لا يمشي علينا,, نحن لن نستعجل الرد وموقفنا معروف لا هو جديد علينا ولا عليكم انما المهم ألا نستعجل او نظن فيما حدث بأن له دخل ابدا في قضية السلام,, انا لا اعتقد هذا أبدا,, وخصوصا ان دول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ضد هذه التصرفات نفس الرئيس كلينتون يعني ربما من أحسن الرؤساء الحقيقة الذين مشوا خطوات جيدة هو كلينتون.
وفي رد لسموه على سؤال للسفير المصري ما إذا كان دور ماليزيا جاء متأخرا بعض الشيء وماهو رأي سموه في موقف ماليزيا من الشرق الأوسط.
أجاب سمو النائب قائلاً: على كل حال كلنا نعرف ظروف ماليزيا لكن الذي سمعته أنا من دولة رئيس الوزراء ومن الوزراء المعنيين كلهم ووزير الخارجية حتى البارحة موقف لاغبار عليه أبدا,, ان ماليزيا ترفض هذه التصرفات وانها تؤيد حق العرب الواضح السليم.
ومضى سموه: وانا أوجه كلمة لزميلي سفير اليمن الشقيق بعض الدول وبعض الصحافات المغرضة,, جلسنا 24 ساعة طلعنا باتفاق شامل بحرا وجوا وبرا وكل شيء يعنى ,, بكل نفس رفيعة فقد صار حب لبعضنا وحسن الجوار,, مافيه كره لليمني ضد السعودي ولاكره السعودي ضد اليمني,, إذا كان فيه مشاكل موظفين مسؤولين بعض مصالح,, لكن لما جاء الوجه أمام الوجه,, ناقشناها بكل أمانة واخلاص في جلسة واحدة بدأت من المغرب مع الملك ثم بعدها من الساعة العاشرة اجتمعنا جميعا وولي العهد مع فخامة الرئيس علي صالح إلى الفجر,بعض الزملاء كان الدكتور مساعد معنا ضمن الجالسين حتى الفجر وهم كملوا بعدنا إلى الظهر وانتهينا,, وبعدها وقعوا الاتفاقية.
بكل أمانة واخلاص ومحبة سأل أناس لماذا يتفقون,, طيب أخي الذي يريده اليمن يأخذه مني أنا، ماعندنا مشكلة في هذا والذي أريده من اليمن أخذه منه,, وهذا الذي حصل وضعنا الخرائط وانتهينا فالقضية قضية أن العربي مع العربي ليس هناك كره حقيقي نحمد الله ونشكره.
نحن أنفسنا رفيعة على كل حال,, لكن يكون هناك عقلانية,, يكون فيه عقلانية ونرى أن الشتائم ليس من صالح أحد,, الصالح أن يأتيء لأخوه ويقول مشكلتي معاك كذا كذا كذا ,, فما فيه مشكلة الحقيقة,, ولذلك أنا مطمئن إلى أن العالم العربي بحول الله وقدرته يد واحدة عند الشدائد وعند الكرامة.
وحضر الاستقبال الوفد الرسمي المرافق لسمو النائب الثاني والوفد الإعلامي.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved