أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th October,2000العدد:10258الطبعةالاولـيالأحد 2 ,شعبان 1421

محليــات

مستعجل
أحكام جاهزة في الاستراحات
عبدالرحمن بن سعد السماري
** عندما تجلس مع أحدهم,, بصرف النظر عن ثقافته ,, تجده يقلب جريدة أو مجلة عامة أو مجلة متخصصة أو مجلة علمية,, يقلبها بسرعة ثم يرميها ويقول,, مافيها شيء يستاهل,, ثم يلتفت ويقول,, لو أنهم يفكوننا من ها الجرايد كان أحسن .
** ومشكلة مثل هذا القارىء الضحل البسيط,, أنه لا يعرف شيئاً,, وإلا لو كان يعرف أي شيء لتحدث بتفصيل عما يريد,, ولأوضح وجهة نظره,, ولقدم ما يعضد هذا النقد,.
** أما أن يتحدث عن جهود وعرق وتعب وفكر الآخرين بهذا الشكل,, ويسفه هذه الثقافة وبهذه البساطة,, فهذا شأن الجهل,.
** وليت صاحبنا هذا ومن هم على شاكلته يكون له وجهة نظر تستحق المناقشة,, أو يكون له رأي ناضج يستحق الوقوف عليه,, أو يملك فكراً أو ثقافة تسعفه عند الحوار,, ولكن هذا وأمثاله ممن اشتهروا برفض كل شيء,, والاستخفاف بأي شيء وكل شيء عندهم ما يسوى شيء .
** ومن المعلوم,, أن أي صحيفة أو مجلة يقوم عليها مجموعة من المثقفين والمبدعين والمهنيين الذين احترفوا هذا العمل,, ويحرصون أشد الحرص على تقديم مادة نافعة متعوب عليها,.
كما أن بعض مواد الصحيفة او المجلة يكتبها مفكرون وأكاديميون ومثقفون يحملون أعلى الدرجات العلمية,, ويحملون ثقافة وفكراً ووعياً,.
فهل يصح أن يقال عن هذا كله أنه تافه,, وأنه لا قيمة له,, وأن هذه المطبوعة لا قمية لها؟!
** الصحف اليوم,, وهكذا كانت بالأمس,, مليئة بالزاد العلمي والثقافي والمعرفي وكل معلومة جديدة,.
** والصحف اليوم أيضاً,, تضاعفت عدة مرات عن ذي قبل,, وتضاعفها هذا,, لم يكن لمجرد ملء الصفحات,, بل كان انعكاساً لتوسع ثقافة وفكر الأمة,, وانعكاساً لسباق المعلومات والانفتاح الإعلامي,, وازدياد وعي وثقافة البشر في كل مكان,.
** هذا الانفتاح,, وهذا التوسع,, وهذا التمدد الإعلامي أجبر هذه المطبوعة لأن تكون بهذا الحجم الكبير,.
** ومشكلة هؤلاء الساخرين من الصحف,, أنهم لايقرأون أبداً,, ولو قرأوا لما فهموا أي شيء,, لأنهم دون مستوى الفهم,, وفاقد الشيء لا يعطيه,, وإلا ,, كيف يسمح إنسان بسيط لنفسه أن يقوّم جهد عشرات الأدباء والمثقفين والمتخصصين والنخبة من أبناء المجتمع؟
** هل يمكن أن يصدق أحد أن هذا الجاهل أو ذاك يستطيع أن يكون حكماً على جهود هؤلاء وعلى ما يقدمونه,, وهل هو جيد أو رديء؟
** مشكلة بعضنا اليوم,, أنه لا يعرف لنفسه حدوداً,, ولايعرف لنفسه ضوابط,.
** ومشكلة بعضنا اليوم,, أنه لم يتعرض لإنسان يسكته ويبين حجمه وقدراته وكفاءته بالضبط.
** ومثل هذا الصنيع,, أن يأتي إنسان جاهل مركب ويحكم على عالِم أو مفكر أو مثقف بأنه لا يعرف شيئاً,, أو أنه لايفهم أو أنه مهبول .
** نعم,, قد يأتي أحدهم ويسخر من عالِم أو مفكر أو مثقف أو أديب أو أكاديمي ويقلل من قيمته وقدراته وكفاءته,, وهذا الحكم,, يصرخ وسط مجلس مليء بالبشر,, دون أن يكون لهذا المتحدث مؤهلات سوى طول اللسان وقلة الأدب والحياء وضعف العقل,, هذه ,, هي أبرز مؤهلاته,.
** هذه الأحكام الجاهزة ,, أو الاحكام المخجلة,, تكون في الاستراحات والمخيمات والكشتات,, فاللسان طويل و الوجه مغسول بمَرَق .

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved