أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th October,2000العدد:10258الطبعةالاولـيالأحد 2 ,شعبان 1421

وَرّاق الجزيرة

رحم الله التنسيق
يوسف بن محمد العتيق
حدثني عزيزي القارئ الكريم كم مؤتمرا أو ندوة حضرتها؛ ولم يكن من بين التوصيات التي قال بها جميع الأعضاء وأكدوا على أهميتها ما يلي: أهمية التنسيق بين الجهات المشاركة,, الجامعات تقول في مؤتمراتها لابد من التنسيق في عملية النشر وتحقيق المخطوطات؛ ومراكز البحث العلمي تنص في توصياتها على أهمية التنسيق في ما تخرجه من بحوث، هذا الأمر دائما ما نسمعه ونطالعه على المستوى المحلي والاقليمي والدولي؛ ولا يختلف اثنان في أهمية التنسيق وانه واجب علمي وبحثي وأخلاقي لدى جميع المراكز والجهات البحثية,, لكن حينما نأتي إلى الواقع نجد عجبا كتاب واحد تنشره أكثر من جهة في بلد واحد؛ مخطوط واحد تحققه أكثر من جهة على الأصول الخطية نفسها,,موضوع واحد تكتب فيه أكثر من جهة,, أين التنسيق؟ هل هو على قيد الحياة أم توفي؟!
المتأمل في هذا الوضع سيخرج بأمرين لا ثالث لهما فيما أعلم : الأول: أن التنسيق إنما هو قضية مجاملة لا أقل أو أكثر من هذه الجهات فيما بينها ولا يلتزم به؛ والأمر الثاني: أن التنافس غير الشريف بين بعض الجهات جعلها تتجاوز التنسيق إلى أخذ موضوعات الآخرين والكتابة فيها مع العلم بأن الجهة الأخرى قد كتبت في الموضوع نفسه؛ وكما تلحظ فنحن بين أمرين أحلاهما مر وخيرهما شر.
وقد تؤول بنا هذه الوضعية إلى تنسيق غير علني!! بين الجهات المتفقة في موضوع واحد على ترك التنسيق والقيام بالأعمال العلمية والبحثية في (سرية تامة) مع عدم الاكتراث بما يقوم به الزملاء لأن دعوى التنسيق قد تسبب في إطلاع الآخرين على مجهودات وأعمال لا يعلمون بها من قبل فتنفتح الشهية للمشاركة أوالاقتباس والنقل أوغير ذلك من طرق البحث المذمومة، والتي يجب ان تختفي في عالمنا العربي والإسلامي وهنا لابد من احترام كامل للتنسيق بين الجهات وأن يعلم كل باحث ومختص أن من سبق إلى بحث علمي فهو أولى به إذا كان السابق إلى البحث جادا؛ وأن علينا ان نتعاون معه قدر الإمكان حتى يقوم هو بدوره في التعاون معنا في مجالات سبقناه إليها وهذه الطريقة المثالية في العلم؛ فالتنسيق يا جهاتنا العلمية ليس كلمة تلطف بها الأجواء ونجامل بها بعضنا البعض فلابد من التنسيق الجاد عن طريق الكتب وقواعد المعلومات وشبكة الإنترنت، حتى نصل إلى الدرجة المأمولة من النضح العلمي, وعليه متى نجد التنسيق بين الجهات العلمية حتى يكون التنسيق (قولا وفعلا) وليس حتى تكتمل التوصيات التي نراها في مؤتمراتنا العلمية ولا يختلف عن توصيات كل مؤتمر والآخر سوى المكان والتاريخ وجوانب شكلية لا تخفى على الجميع.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved