أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th October,2000العدد:10258الطبعةالاولـيالأحد 2 ,شعبان 1421

وَرّاق الجزيرة

ابن سليمان
محمد بن ناصر أبو حمرا
هذا هو الاسم المعروف عند رعيله ابن سليمان كان رجلاً يعتمد عليه في كل المناحي: مخلصاً ومفكراً وناجحاً بكل مقاييس الرجولة.
كان عبدالله السليمان الحمدان من خريجي مدرسة العبقري الملك عبدالعزيز الإدارية والسياسية.
كنت أذكر هذا الرجل على أفواه أبناء البادية والحاضرة على حد سواء, لكنني لم أعرف عنه هذا الكم الهائل من المعلومات قبل أن أطلع على كتاب عبدالله السليمان الحمدان: صفحة مشرقة في تاريخ المملكة العربية السعودية من تأليف الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد.
والأستاذ ابن رويشد بحكم طفولته في الرياض واتجاهه للعلم والتعلم اعتبره مرجعاً مهماً من مراجع تاريخنا المحلي, فهو يحدثك عن الملك عبدالعزيز رحمه الله؛ وعن أولاده؛ ويقفز إلى فيلبي ويقول كان يمر من عند بيتنا وعليه عباءة يحمل تحت ابطه صرة علف لماعز عنده يحتلبها, يحق اعتبر ان ابن رويشد من خيرة من يكتبون عن تاريخنا المحلي.
وحينما رأيت كتابه هذا قفزت إلى مخيلتي صورة الشيخ عمر بن ربيعان وابن فضلية وابن الجبعا وهؤلاء الرجال لم يكتب عنهم مع أنهم من خيرة الرجال الذين خدموا الملك وغيرهم كثير أيضا.
نعود إلى الشيخ عبدالله السليمان الحمدان ذلك العبقرية المتفتح والعارف بكل ما يحيط به, وقد قال الرويشد عاش في مناخ الملك عبدالعزيز فعرف متى يلتزم بالأمر ومتى يتكلم فيه ويبدي الرأي حوله, وأدرك الفروق بين مستوى الالتزام ومستوى الشورى ص8.
هذه نقطة مهمة في نجاح ابن سليمان, أو ما يسمى حديثاً ب الصلاحيات و حق التصريح أيضا.
لكن هذا الرجل العنيزاوي قد خالط العالم المتحضر بحكم رحلاته إلى البحرين والهند وغيرهما حتى حذق فن التعامل وابتعد عن جلافة الأجلاف، وهو سر نجاح أيضا.
لكن أيضا ابن سليمان عاش أكثر من 35 عاماً تحت ظل الملك؛ أفلا تكفي هذه المدة مع العبقري الملك عبدالعزيز أن تؤهل تلميذاً له, ليكون هذا التلميذ هو الذي يحقق رغبات الملك الإدارية والتنظيمية في كل أنواع الإدارة؟ خاصة إذا عرفنا ان الملك أعطاه من الصلاحيات الشيء الكثير, وكأن الملك يرحمه الله قد علم معادلة الثواب والعقاب معاً أو ما يسمى بالحافز الوظيفي فاعتمد على رجل كفء,ولد عبدالله بن سليمان الحمدان في عنيزة سنة 1302 ه أو 1305ه فتعلم عند الكتاتيب وعرفوا انه صاحب خط جميل جداً إلا أنه رحمه الله هب يبحث عن رزقه مثلما يفعل أهل نجد ممن هم في سنه.
وكان أخوه محمد السليمان يعمل في ما يسمى ب المكتب وهو ديوان الملك, فجاء الشيخ عبدالله إلى الرياض والتحق بالعمل وكان رئيسه ناصر بن سويدان, يرحمه الله وعندما سئل ابن سليمان عمن كان يعمل قبله قال إنه ابن سويدان ثم مدحه وذكر إخلاصه ووقاره أيضا, وهذا دليل على رجولة ورجحان عقل ابن سليمان يرحمه الله .
وكتاب عبدالله السليمان الحمدان اعتبره تحفة فريدة تعب فيها المؤلف فعاد إلى مراجع من الصعوبة ان توجد بسهولة ومثل هذه الصعوبة يذللها إدراك ومعرفة ابن رويشد حيث قلت إنه خير من يكتب تاريخنا المحلي بحكم معرفته ومعايشته للحياة في الرياض منذ الطفولة.
والكتاب يقع في 360 صفحة من الحجم الكبير مملوءة بالوثائق والصور النادرة التي وجدها ابن رويشد بعد تعب ومشقة ومراجع الكتاب اكثر من 31 مرجعاً ومصدراً, منها كتاب نادر ومخطوط تعبت في البحث عنه وهو تاريخ الذكير.
واختم هذا الضوء على الكتاب بقصة ذكرها المؤلف تدل على عبقرية وولاء وإخلاص ومحبة الشيخ بن سليمان للملك وهي :
* أن أحد زعماء القبائل ممن لهم دالة على الملك دخل عليه ذات يوم وقال للملك: ياعبدالعزيز أنا رجل مكثور (أي كثير الضيوف والاتباع) فأرجو أن يضاعف مخصصي من المؤن والأطعمة, فهب الملك في وجهه قائلا: لست أكثر مني ضيوفا, فكأن البدوي خجل وخرج كذلك, وكان ابن سليمان في المجلس فانسل واخذ سيارة محملة أطعمة وكساوى ومؤن إلى خيمة البدوي فرفضها قائلا: لا أطلب منك ياابن سليمان أو هكذا, فقال ابن سليمان: هذا من عبدالعزيز أمرني بذلك,
فما كان من البدوي إلا أن اتجه للقبلة رافعاً يديه وهو يدعو للملك, فلما عاد ابن سليمان أخبر الملك بما فعل فابتسم الملك وأيده على ما قام به, أ,ه,في هذه القصة نجد أن صلاحيات ابن سليمان كانت مطلقة وأنه أيضا كان ذكياً ولماحاً ومؤلفاً لقلوب الناس حينما كان يجب تأليف قلوبهم,حقاً إنه كتاب رائع يجب أن يقرأه تلاميذ الإدارة الآن حتى يستفيدوا على الأقل من التصرف في لحظة الحاجة وإلى التصرف.
ووفق الله الأستاذ عبدالرحمن بن رويشد للبحث عن شخصية أخرى ممن قدموا للوطن جهداً وعرقاً ورجولة ووفاء.
والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved