أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th October,2000العدد:10258الطبعةالاولـيالأحد 2 ,شعبان 1421

العالم اليوم

أضواء
باراك يتوافق مع انتماءاته الفكرية
جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس فقط سعياً رخيصاً منه للاحتفاظ بالسلطة في الكيان الإسرائيلي، يعمل أيهودا باراك على تشكيل حكومة حرب مع تكتل الليكود، بل إن هذا التوجه يتوافق تماماً مع المخطط الإسرائيلي الذي يعمل على تنفيذه على حد سواء اليسار واليمين الإسرائيليان وليس هناك أي فروق بين مَن يطلقون عليهم المتشددين والمعتدلين، فالعداء للعرب والفلسطينيين بالذات لا خلاف عليه بين الإسرائيليين الذين يعملون ويعتقدون اعتقاداً جازماً بألا وجود لهم إلا بإبادة الفلسطينيين أو على الأقل طردهم من وطنهم، وهذا بالضبط ما قامت به كل الحكومات الإسرائيلية منذ فرض الكيان الصهيوني وجوده في المنطقة، وسواء رأس الحكومة الإسرائيلية سياسي من العمل أو الليكود، سواء أكان يمينياً أو يسارياً حسب التصنيفات التي يطلقونها جزافاً على الإسرائيليين، يظل الفكر الصهيوني وحده النبراس، والموجه الايديولوجي والعملي لأداء الحكومات الإسرائيلية والحركة الصهيونية المؤسسة على أفكار وفلسفات عنصرية مركبة,.
فالصهيونية تتجاوز في تطرفها الحركات العنصرية التي سبقتها، فهي أكثر شذوذاً من النازية التي تعتبر العنصر الآري العنصر البشري النقي، وأشد خطورة من الفاشية التي تطلق سلطة القومية الواحدة، والشوفونية التي تقدم قومية محددة على سائر القوميات الأخرى، ولا عنصرية الابرتايد التي أسقطها المواطنون السود في جنوب افريقيا، بل هي كل هذا وأكثر، فالحركة الصهيونية تجمع بين المعتقد الديني التوراتي الخاطئ لليهود بأنهم شعب الله المختار وبين التسلط المتفرد لشعب بعينه هو الشعب اليهودي، الذي عليه ألا يتردد في استعمال كل ما يتاح له من سلطات مطلقة لجعل اليد الطولى لليهود، من أساليب فصل عنصري، بل وإبادة أقوام واستعباد أقوام آخرين.
والذي يتابع تاريخ نشوء الحركة الصهيونية يجد أن اليهود الصهاينة استعبدوا الأوروبيين أولاً، فعن طريق المال استعبد اليهود البريطانيين فأنجزوا لهم ما أرادوا بوعد بلفورهم المشؤوم، واستعمارهم لفلسطين ونكثهم لمسؤوليات الوصاية الدولية، حيث سلموا وطناً ائتمنوا عليه إلى قوم آخرين لا حق لهم فيه، وساعدوا من خلال استعمارهم لفلسطين على تجميع اليهود وتسليحهم ليوفوا بعهد بلفورهم ويخونوا بذلك عهد الوصاية الدولية، وبعد أن حقق البريطانيون لليهود مأربهم اتجهت محاولاتهم الاستعبادية للأمريكان الذين وقعوا بين كماشتين: المال والإعلام اليهودي، فأصبحوا مسلوبي الإرادة أمام أي موضوع يخص اليهود، وبدت اسرائيل تأمر فتطيع أمريكا، وحال أمريكا وان اصبح أكثر وضوحاً لسيطرة الفكر الصهيوني على التوجهات السياسية والاقتصادية والعسكرية وحتى السلوكية الأمريكية، فإنه لا يزال يمارس هيمنته الاستعبادية على الدول الأوروبية والغربية عموماً التي لا يجرؤ قادتها بل وحتى مفكروها للاعتراض على الأعمال الوحشية، وغير الإنسانية التي يقوم بها الإسرائيليون تجاه الشعب الفلسطيني، فالأمريكيون والأوروبيون يتابعون ما يقوم به الإسرائيليون من عمليات إبادة جماعية لشعب كامل دون أن يحركوا ساكناً، والجبن الذي يسيطر على الأمريكيين والأوروبيين يمثل اعلى درجات الاستعباد، وأهل الغرب عموماً تخلوا عن إرادتهم مثلهم مثل أي عبدٍ مستأجر,,! ما يريده اليهود من الفلسطينيين والعرب ان يكونوا عبيداً آخرين لهم,, وإذا نجح اليهود في استعباد الغرب بالمال والإعلام فإنهم يحاولون استعباد العرب جميعاً بدءاً بالفلسطينيين، عن طريق شن الحروب وممارسة القتل، وهذا هو الهدف الحقيقي من تشكيل حكومة الحرب الذي يسعى إليها باراك ليكون صادقاً مع انتماءاته الصهيونية ومعتقداته التوراتية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved