أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd November,2000العدد:10262الطبعةالاولـيالخميس 6 ,شعبان 1421

مقـالات

ضحى الغد
الوطن لأهله، وللمغتصب الحجر!
عبدالكريم بن صالح الطويان
منظر الجنائز المشيعة، والجماهير الغاضبة، والأم الثكلى بولدها وهي تقبله قبلة الوداع، والطفل الصغير الذي يرمي الحجارة، والعجوز التي تفتت الحجر الكبير لتموين الرماة، ثم وهي تشاركهم رجم اليهود، والشعب الأعزل الأسيرة المحاصر في ضفة من ضفاف وطنه وهو يتصدى لمغتصبي أرضه بالحجر وهو المادة الوحيدة التي يسيطر عليها ويملكها ويتصرف بها في وطنه، فالوطن لأهله وللمغتصب الحجر، لقد آن للشعب الفلسطيني ان يقذف جلاديه وطغاته وقاتليه بالحجارة، وأن يعلن بأنه لا يريد حكمهم ولا يريد قيودهم ولا يرغب بسلطتهم ولا بسلطانهم عليه! فيأيها الديمقراطيون والمدنيون والمتنورون حماة حقوق الإنسان وحقه في انتخاب من يحكمه في أمريكا وأوروبا، ها أنتم ترون الفلسطيني يعلن لكم أنه لا يريد حكم اليهودي عليه، لا يريد طاقيته وجديلتيه وجبروته وعقده وتاريخه الأسود وحقده وضغينته! أفترون أنتم انه يجب ان يحكم هذا الشعب المظلوم البائس بطائرات أباتشي وصواريخ (أوروا، ولاو) ورصاص الدمدم، وآخر ما أنتجته المصانع الأمريكية من الدبابات وقاذفات القنابل!
يا أصحاب حقوق الإنسان، ومجلس الأمن، وهيئة الأمم، وحماة الأقليات، ودعاة الديمقراطيات، قولوا لليهودي، ان القدس والضفة الغربية هي حظ الفلسطيني وقسمته من فلسطين السليبة، فإن غُلب على هذه الضفة (الباقية) فالعراء والشتات له! وياقتلة الأطفال يا يهود الكيد والحقد، إنكم بإطلاق النار على حشود الشباب والأطفال تخسرون كل شيء، وأدنى هذه الأشياء آدميتكم ولا نقول إنسانيتكم، إن العالم وهو يشاهد فظائعكم ليمقتكم ويحتقركم أكثر من احتقار هؤلاء الأطفال لكم! ولن تحكموا الضفة وغزة بسلاحكم الفتاك، فالشعوب لا تحكم بالقهر والإذلال والاستعباد والإلغاء، إنها تفضل الموت على الذل، والرصاص على الإهانة، فالمدن الفلسطينية ليست محاصرة وهي تهب في وجوه محاصريها، بل أنتم المحاصرون والمنبوذون امام مرأى وسمع العالم المتمدن! وكل يوم نشهد فيه جنودكم المدججين بالأسلحة وهم يحتمون بالمدرعات والمصفحات المحاصرة لمداخل المدن الفلسطينية، نزداد احتقاراً وسخرية ورفضا لكم من المحيط إلى الخليج، حتى تعودوا إلى الصواب وتدركوا ان الطرف الآخر الذي تريدون تطبيق السلام معه هو إنسان وليس حيوانا يقيد بوتد ويربط إلى حجر!
الطرف المتفاوض معكم هو إنسان صاحب حق وأرض وحرية وكرامة وإباء، وما لم يأخذ حقوقه الإنسانية كاملة فلن يرضخ لاستبدادكم ولو ظل يكافحكم قرونا طويلة، وإياكم ان تظنوا ان أسلحتكم وحصونكم مانعتكم من بطش الله وغضبه، لقد ظن أجدادكم مثل هذا الظن، فخابوا وخسروا، فتذكروا قول الله تعالى :هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا انهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب (الحشر 2).
إن قتلكم الأطفال هو أول البراهين، على سقوطكم في وحل الظلم ومن بعده غضب الله عليكم، ولن تحميكم حصونكم المسلحة من غضب الله ثم غضب الأمة الإسلامية التي طال صبرها على جبروتكم وأسركم للأقصى الشريف، ولا بد للظالم من يوم ينال فيه جزاء ظلمه، والتاريخ يشهد على النهايات السوداء للطغاة الظالمين، ولكن الظالم أعمى بقوته وجبروته، ثم يعود مبصراً نادماً إذا مسه عذاب الله الذي لا يرد بأسه عن القوم الظالمين.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved