أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd November,2000العدد:10262الطبعةالاولـيالخميس 6 ,شعبان 1421

الثقافية

قصص قصيرة
لميس منصور
1 كسرة خبز
وقفت منتصبة القامة، توزع نظراتها على تلميذات الصف الخامس، وقد ارتسم العبوس على قسماتها، كل شيء فيها يوحي بالحزم والصرامة، وقد خفقت قلوب تلميذاتها خوفاً ورعباً؟!
صرخت بصوتها المجلجل:
أين راوية؟
ارتعبن التلميذات,, وظلت نظراتهن الحائرة تجوب المكان,, تتكسر الكلمات فوق شفاههن؟!
وبصوت واحد لم تأت ياأبله !!
ألم تسمع الجرس؟!!
,,,,,,,,!!
أين تختفي بعد الفسحة
لا ندري يا أبله !
لقد تكرر تغيبها أكثر من مرة؟!
دائماً بعد الفسحة لا تحضر إلا بعد انتهاء الحصة!!
حانت منها التفاتة فرأت راوية تقف أمام الفصل مطأطئة الرأس، مقدمة اعتذارها عن التأخير وتستأذنها بالدخول.
أمسكت بها وشدتها مع شعرها وأخذت تتوعدها ان لم تقل الحقيقة فستعاقبها عقاباً شديداً، ويكون سبباً بطردها من المدرسة!!@@
أطرقت,, وأخذت الدموع تغالبها وقالت:
لن أقول لك أمام زميلاتي,, عندما تكوني بمفردك أبوح لك!!
دهشت معلمتها ونظرت إليها طويلاً ثم طلبت منها العودة إلى مقعدها.
وعندما انفردت بها,,, أطلعتها الصغيرة على سرها:
إنني أتخلف بعد انتهاء الفسحة وأجوب فناء المدرسة كي أجمع فتات الخبز المتساقط,, واضعها في كيس أبعده عن الأنظار وعند الانصراف أحمل الكيس إلى تلك الغرفة التي تضمني أنا وأمي المشلولة وشقيقاتي الست لنسد به جوعنا,, فليس هناك من يتحمل مسئوليتنا بعد وفاة والدي!!
وعندما يأتي المساء نبحث عن لقمة العيش بين حاويات النظافة!!
فهل بعد ذلك,, تلقين باللائمة على تأخري!!
صعقت المعلمة من هول ما سمعت,, غير مصدقة!!
ودهشت من طريقة حديثها فهي تتحدث بلغة الكبار، فهل الحاجة,, والفقر,, والألم سببا بنضجها!!
*******************
2 شمس الحرية:
انتصب أمام بوابة كبيرة، يقف على جانبيها رجلان ضخمان، تعتلي قسمات وجهيهما تكشيرة وعبوس منفر, أرخى يديه,, أخذ يفرقع أصابعه، وحاول أن يتأكد من أنهما غير مقيدتين، التفت إلى الخلف ليطمئن بأنه مازال طليقاً,, ولم يمسك به أحد,, تقدم إلى الأمام، اصطدمت عيناه بأشعة الشمس الحارقة,, ظهر هذا اليوم المشرق، وضع يده ليداري أشعتها المنطلقة بدون قيود التي أصبحت أكثر شراسة عن ذي قبل!!
أطلق قدميه للريح خوفاً من ان تمتد إليه يد وتعيده إلى حيث الظلام، ولزوجة المكان، وليل يكبل إرادته، ويحبس أنفاسه.
فرحة الانطلاق ورؤية شمس الحرية أنساه تجاهل أهله، ورفاق عمره.
انطلق يجري دون أن يلتفت إلى الوراء، يبرق من عينيه وميض الندم,, ويشع من روحه الإرادة والعزيمة.
*******************
3 أشباح الماضي
لملمت بقايا أنفاسي، وقد تصاعد دخان احتراقها,, بعدما استبد بها الشجن!!
وأوقفت شهقات كادت تصرخ بروح تعلقت بأشباح الماضي!
أمرر بأطراف أصابعي على خدي في محاولة يائسة لوقف ما تساقط من قطرات منهمرة كالمطر!
تقف أمامي بتحدٍ كبير تلك الورقة اللعينة التي أثارت مكامن ألمي,, يخيل إلي بأنها تمد لسانها هازئة وساخرة من ضعفي وانكساري!!
أي هزيمة هذه التي أشعر بها أمام أربعة أحرف هي لا تعني نهاية العالم,, ولكن تعني نهاية حياة آمنة مستقرة!!
وإحداث شرخ عظيم بجدار الروح,, وجرح غائر بالفؤاد!
تلوكك ألسنة لا ترحم,, وتلسعك عيون,, بنظراتها كأنها سياط قاتلة!!
إنها ورقة تحمل أربعة أحرف ولكن تأثيرها,, مؤلم حد الموت!!
lamesM @ hotmail.com
المدينة المنورة ص,ب: 3035

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved