أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd November,2000العدد:10262الطبعةالاولـيالخميس 6 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

تمهل لأنني أحبك !
محطات مرورية يجب أن تبقى في البال
عزيزتي الجزيرة
على صفحاتك المضيئة ارسل صوتي، اكتبه رسالة لم يحملها البريد لعله يصل,, رسالة لقائد السيارة.
عزيزي قائد المركبة, لا شك انك عزيز على قلوبنا وان حياتك تهمنا كثيراً واننا نكره فراقك ما حيينا وندعو لك دائماً وابداً بالسلامة زوجا كنت أو اخاً، او ابناً، او جاراً، قريباً غالياً,, لذلك ارجوك ان تتمهل في القيادة وان لا تنشغل بغيرها ولا تسرع فالسرعة قد تهلكك وتهلك اناساً آخرين ليس لهم ذنب سوى ان يكونوا معك او خلفك او أمامك أو على جانبك، فالقلوب حزنت كثيراً والدموع تحجرت في المآقي والنفس التاعت من حوادث الطرق,, فأينما تنظر سيارات محطمة هنا وهناك والطوارئ بالمستشفيات ممتلئة بالمصابين.
عزيزي قائد المركبة,, القيادة فن وذوق واخلاق فلماذا تكسر القلوب وتحطمها لماذا ترمل النساء وتيتم الاطفال، لماذا تدوس على قلوب بريئة لا ذنب لها، فلنمتثل لقول الله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وقال أيضاً وكان الإنسان عجولا صدق الله العظيم.
* عزيزي قائد السيارة: تحدثت كثيراً في موضوع السلامة، ولكني كنت اتحدث الى نفسي فبح صوتي وكتمت آهاتي في صدري ولملمت اشلاء خوفي وعتبي وكنت دائماً اعود ادراجي محملة بإحصائيات مخيفة من المسؤولين في إدارات المرور والحوادث والطوارئ.
بكيت كثيرا من الحالات التي رأيتها بأم عيني ولكن ما نفع البكاء ان لم يصل صوتي الى الآخرين ليسمعوه، وعبر جريدة الجزيرة سيصلكم صوتي ان شاء الله دائماً, وإليكم الآن هذا الحوار الذي دار بين احد سائقي الأجرة واحد الركاب والذي اذهلني رسالة من ابن الى والده ينصحه فيها بعدم السرعة.
السائق: انا لا احب الاشارات المروية فهي دائماً حمراء والانتظار يؤخر الناس عن اعمالهم ويعطل اعمالي ايضاً.
الراكب: انت سائق السيارة فلم العجلة، بينما أنا المتأخر عن عملي ولم اتضايق واريد ان اصل اليه سالماً وأنت كذلك تريد أن تعود في نهاية النهار لأهلك بخير.
السائق: ولكني أقود السيارة أكثر منك وتؤذيني هذه الاشارات.
الراكب: يا أخي مهلاً بالله عليك ألم تسمع بأنه في التآني السلامة وفي العجلة الندامة.
السائق: يبدو أنك لا تملك سيارة وإلا لتجاهلت مثل هذا المثل, وكرهت ايضاً هذه الاشارات.
وفي هذه الأثناء تفتح الاشارة وتصبح خضراء وينطلق سائق التاكسي بسرعة جنونية فيتضايق الراكب من سرعة هذا السائق.
الراكب: خفف من سرعتك يا هذا,, اتريد ان تتسبب في حادث ان بضع دقائق من التأخير خير لك من الندم.
السائق: انا قائد السيارة ارجوك اعرف شغلي ولا تتدخل فيه حتى تصل.
الراكب: سأضطر للتبليغ عنك عند أقرب رجل مرور إذا لم تخفف من سرعتك.
ويخفف السائق سرعته ويتضايق من الحديث ويمتعض.
السائق: انتم تحسدوننا على كل شيء لو اوصلتك بسرعة استطعت ان اكسب الوقت لأنقل راكباً آخر.
الراكب: انتم لا تهتمون إلا بالمادة وحياتكم أهم صدقني ما نفع المادة إذا توفيت او أصبت لا سمح الله.
السائق: لا وقت للنصائح,, ها قد وصلت سالماً اعطني الفلوس .
الراكب: خذ الاجرة وانتبه لا تقطع الاشارة ان لم تكن حياتك تهمك فهي تهم اسرتك وأهلك.
وفي هذه الأثناء انطلق السائق بسرعة جنونية وقبل ان يدخل الراكب مكان عمله سمع صفيراً حاداً ثم صوت الفرامل ثم لطمة قوية, التفت مسرعاً وإذا بسيارة التاكسي قد اصطدمت بسيارة نقل كبيرة.
فدخل مكان عمله وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله.
* أما رسالة الابن الى والده فتقول:
والدي الحبيب,.
اكتب اليك هذه السطور وقد علمت بأن جارنا قد أصيب في حادث مروري مروع، ونقل على اثره الى المستشفى، ورأيت اولاده يبكون وزوجته تستغيث، لقد اثر هذا في نفسي وأحسست انه من حقي ان احافظ على حياتك لانها تهمني وكيف لا,, وانت ابي وحبيبي.
ولأنني احبك يا ابي ارجوك ان تتمهل في القيادة وان تعود الينا سالماً بعون الله.
ابي الحبيب انني اذكر ذلك اليوم عندما لم تتوقف في احد المنعطفات وكدنا ان نذهب ضحية حادث مروع وقد قلت وقتها ان احقية المرور لنا.
هل تذكر ذلك يا ابي,,؟
حتى ولو كانت احقية المرور لنا فلماذا لا تتمهل؟ فبعد حصول الحادث الأليم لا يهم لمن تكون احقية المرور.
ابي الحبيب,, ارجوك ان تحترم كل اشارة مرورية لانك بذلك تحافظ على نفسك وعلينا, ارجوك ان تربط حزام الأمان لتعود الينا سالماً تمهل في ذهابك للعمل، وتمهل في العودة الينا نحن نحبك ونريدك سالماً.
ومني دعوة لجميع قائدي المركبات,, رجاءً التأني في القيادة ومراعاة أنظمة المرور ولا تحرقوا قلوبنا أكثر,, ولا تحرمونا ممن نحب.
وسيلة محمود الحلبي

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved