أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd November,2000العدد:10262الطبعةالاولـيالخميس 6 ,شعبان 1421

العالم اليوم

رغم الدعم الحكومي والتأييد الأهلي المرأة المصرية تتعثر في الانتخابات
في المرحلة الثانية :خسارة 42 مرشحة من أصل 43 مرشحة
* القاهرة مكتب الجزيرة ريم الحسيني
تسعى الحكومة والمنظمات الأهلية المصرية إلى تفعيل دور المرأة السياسي وزيادة تمثيلها في مجلس الشعب المصري فهل تستطيع المرأة المصرية إحراز خطوات متقدمة في المعركة الانتخابية الراهنة بما يحول وجودها من مجرد وجود ديكوري هزيل إلى تمثيل حقيقي يستند إلى واقع ان النساء هن 49% من سكان مصر؟
لكن مسار الانتخابات خلال المرحلة الماضية لم تحرز فيه النساء المرشحات نجاحات مقدرة بالرغم من الدعم الحكومي والأهلي الكبير فما الأسباب التي تعيق المرأة المصرية؟
المشكلة معقدة كما تقول د, جنات السمالوطي مقررة اللجنة السياسية في المجلس القومي للمرأة حيث ان المشاركة السياسية للنساء تنقسم إلى قسمين يتعلق احدهما بالمرأة المرشحة والآخر بالمرأة الناخبة أي توسيع كتل النساء المشاركات في العملية الانتخابية وتضيف د, جنات أستاذ العلوم السياسية أيضا ان دور المجلس القومي للمرأة في الانتخابات الحالية هو تقديم الدعم اللازم للمرشحات من كافة الاحزاب السياسية بلا تمييز، وتضيف ان المجلس قد خاطب كل الأحزاب المصرية بضرورة مراعاة تمثيل نسائي معقول للأحزاب في الانتخابات، كما زارت رئيسة المجلس السفيرة ميرفت التلاوي حزب التجمع لهذا الغرض فيما ستقوم بسلسلة زيارات للأحزاب الأخرى.
واشارت السمالوطي إلى انه تم عقد منتدى فكري حول الأساليب الداعمة للمرأة المصرية في الانتخابات البرلمانية، وكذلك رفع أداء المراة لوظيفتها البرلمانية وتقديم الخبرات اللازمة سواء أثناء المعركة الانتخابية أو بعد الحصول على عضوية البرلمان.
ورغم الموقف الإيجابي للمجلس القومي للمرأة في هذه المرحلة إلا ان د, جنات تشير إلى ان المشكلة أكبر من مجرد ترشيح النساء فالمرأة المصرية حصلت على حقوقها الدستورية منذ عام 1956 إلا انها تقاعست عن ممارسة هذه الحقوق فلا يوجد إلا 35% فقط من النساء المصريات مسجلات في القوائم الانتخابية وذلك في ظل وجود مناخ اجتماعي غير موات كان حصاده النهائي نسبة تمثيل للمرأة في البرلمان لا تتجاوز 1,5% في البرلمانات المصرية منذ عام 1957 باستثناء برلمان نهاية الثمانينات الذي كان للنساء فيه 30 مقعدا بالتعيين.
وإذا كان المجلس القومي للمرأة حاول تحريك المياه الراكدة فماذا كان رد فعل الأحزاب؟ الحزب الوطني رشح 11 امرأة فقط من مجموع 444 مرشح للحزب في الانتخابات أي بنسبة 2,5% فقط وذلك في وقت يصل فيه عضوات البرلمان في بلد أفريقي مثل جنوب إفريقيا إلى 30% من اعضاء البرلمان كما لم يجدد الحزب الوطني في الوجوه النسائية المرشحة للانتخابات إلا على نحو محدود فكانت أبرز ترشيحاته الجديدة د, مريم مصطفى وكيلة كلية الآداب بالاسكندرية ونائب رئيس مجلس الشعب المحلي بالمدينة، أما نائبة الاسكندرية السابقة وداد شلبي فقد خاضت المعركة الانتخابية ولم تنجح، ومع ذلك تقول إنها قدمت تجربة ذات مذاق مختلف تلمس فيه التجربة الواسعة والاصرار على تحدي المصاعب الانتخابية.
وتضيف وداد شلبي انه لا فرق بينها وبين أي رجل في المعركة الانتخابية وان جمهور دائرتها يعلم تماما انها بألف رجل وتضيف شلبي ان هذا الحصاد كان حصيلة مشوار اجتماعي وتطوعي كبير فقد خاضت المعارك النقابية حتى وصلت إلى نائب رئيس نقابة الملاحة البحرية كما انها نجحت كمستقلة في انتخابات 1990 وحين انقطعت في انتخابات 1995 و 2000 عن الترشيح فانها تنقطع عن أهالي دائرتها التي تعتبرها أسرتها الكبيرة، وتشير شلبي إلى ان اهم مشاكل التمثيل النسائي في البرلمان وخوض المرأة لمعارك العمل العام هي الأمية فمع التعليم يمكن ان نخلق جمهورا قادرا على التمييز.
والمثير للدهشة ان الحزب الناصري الذي حصدت المرأة المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اهم انجازاته في الحصول على حق الانتخاب تخلو كوادره من أي وجود نسائي بعد ان استقالت أمينة المرأة أمل محمود من عضوية المكتب السياسي للحزب قبل ثلاثة أشهر وذلك في سياق المعركة الجارية بين الأجيال الناصرية في الحزب وخارجه ويعترف أحمد حسن أمين التنظيم بالحزب وكذلك عبدالله السناوي رئيس تحرير العربي الجريدة الناطقة باسم الحزب بتقصير الحزب في هذا المجال، ولكن أحمد حسن يرى انه تقصير من الحزب ومن نساء الحزب على حد سواء اللاتي لا يرغبن في خوض هذه التجربة الصعبة، واضاف حسن انه في صف اجراءات تميزية لصالح المرأة حتى لدفعها للعمل العام.
أما أمل محمود التي كان من المنتظر ان ترشح نفسها قبل استقالتها فقد قالت ان الشرط الرئيسي للمشاركة النسائية هو تصحيح المسار الديمقراطي سواء داخل الأحزاب أو خارجها واضافت أمل محمود ان التمثيل النسائي في البرلمان لن يكون بمعزل عن مناخ اجتماعي يكرس ويشجع مشاركة الفتاة داخل المدرسة ثم الجامعة ثم في العمل السياسي فالقضية موصولة وغير منقطعة.
اما حزب التجمع فقد اتخذ اجراء ديكوريا بإعلان ترشيحه لثلاث سيدات في الانتخابات السابقة إضافة إلى لمياء صبري وهي وجه جديد إلا انها لم تستطع الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات, وتشير د, عواطف عبدالرحمن أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة انه على الرغم في وجود احزاب عديدة في مصر تعترف نظريا بتفعيل دور المرأة وضرورة اعطائها الفرص السياسية والمهنية إلا ان هذه الأحزاب لا تطبق هذه الفكرة عمليا.
أمينة شفيق الكاتبة الصحفية بالأهرام ومرشحة حزب التجمع في دائرة أبو العلا تفتح النار على كل الأحزاب ولا تستثني الحزب الوطني الذي تجد ان قائمته النسائية غير كافية,, تقول أمينة للجزيرة ان معركة المرأة متواصلة لا تقف عند جيل أو فرد وتقول ان ما تم غير كاف للمرأة وتضيف ان ما تم غير كاف للمرأة المصرية في هذه المعركة الانتخابية ونحن الآن بصدد استنهاض قوانا وخوض معاركنا ليس فقط في الانتخابات البرلمانية ولكن أيضا في المحليات التي يجب أن نبدأ فيها من الآن في النقابات وبالأخص نقابة الصحفيين التي لم تضم في عضوية مجلسها حاليا أي زميلة صحفية.
والشاهد ان المرحلتين الاولى والثانية في الانتخابات المصرية لم تسجل سوى فوز مرشحة من الحزب الوطني ومرشحة أخرى مستقلة في الصعيد، أما باقي المرشحات فقد خسرن وكانت 43 سيدة قد خاضت انتخابات المرحلة الثانية، وقد خسرت منهن 42 مرشحة وتبقى واحدة للإعادة ومن المتوقع ان يتم تعيين بعض الوجوه النسائية في البرلمان الجديد، ومع ذلك فإن نسبة عضوات البرلمان لن تزيد عن 3% وهي نسبة محدودة للغاية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved