أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd November,2000العدد:10263الطبعةالاولـيالجمعة 7 ,شعبان 1421

الثقافية

حبة كل ثلاث مرات في اليوم
دلف المريض للمستشفى المكان خال لم يجد احدا على طاولة الاستقبال نادى بصوت عال ارتد اليه صوته دون ان يجيبه احد في هذه الاثناء اقفل الباب تلقائيا عاد يحاول فتح الباب بارتباك شديد لكنه لم يستطع فسار مضطربا في ممر طويل عله يجد احدهم كان هذا الممر شبه مظلم تسمع به اصوات مختلفة ما بين انين وآهات المرضى الذين لا وجود لهم ليزداد وجله انتهى به الممر لباب مرسوم عليه جمجمة خلف عظمتين متقاطعتين فتح الباب ليجد نفسه وسط صالة كبيرة انوارها حمراء وفي ركن الصالة رجل في الاربعين كبير الانف قد تجمعت اجزاء وجهه نحو انفه يبدو انه طبيب كان منهمكا في قراءة كتاب بين يديه ولما شعر بوجود المريض صاح باثنين من مساعديه دخل الاول يتبعه الثاني يتمتعان ببنية كبيرة جعلت منهما عملاقين مخيفين امسكا بالمريض واجلساه على مقعد امام الطبيب نهض الطبيب من مقعده وتوجه ناحية المريض ببطء شديد حتى وقف امامه ليبادره بصوت خشن: بماذا تشعر أيها الحقير؟
المريض وقد تملكته الدهشة الممزوجة بالرعب: ما هذا؟ ماذا يجري هنا؟ الطبيب بصوت مرتفع مما تشكو؟ اجب فقط فلا يحق لك ان تسأل هنا.
المريض بعد ان سيطر على بعض خوفه: لا اشكو من شيء.
الطبيب بصوته الذي يعتبر مجرد سماعه عذابا : هذه المرة الاخيرة التي اعيد لك فيها السؤال: مما تشكو؟ تكلم لابد ان تعترف والا استخدمت معك القوة.
المريض: قلت لك انني لا اشكو من شيء الطبيب: هكذا اذا ,, حسنا رفع الطبيب سماعته التي تحيط بعنقه والصق رأسها بصدره فانتفض وبدأ يصرخ من شدة الالم ثم ازاحها عنه وقال له: ها,, امازلت تنوي كتمان الحقيقة المريض: اي حقيقة؟ انا لا اشكو من شيء هذه هي الحقيقة.
التفت الطبيب لاحد المساعدين مخاطبا اياه: اذهب وأحضر لي حبة مضاد حيوي!
المريض وقد انهارت قواه وأجهش بالبكاء قال مستسلما لا,, لا سوف اعترف,, سوف اعترف, الطبيب هيا تكلم.
المريض: انني اعاني من زكام.
الطبيب: تعاني من زكام؟ لماذا؟
المريض: لقد شربت ماء باردا ثم خرجت تحت الشمس الحارقة.
الطبيب وقد استشاط غضبا: لماذا هذا الاهمال انتم تخطئون ايها السفلة ونحن من يتعب هذه جريمة لا تغتفر ايها الاحمق ثم صاح بالعملاقين خذوه لقسم التنويم حتى يلقى جزاءه.
حمله الممرضان وسارا به خارج الصالة وهو يصرخ قائلا: لا,, لا ارجوكم لا تفعلوا حتى وصلوا به لقسم التنويم وقد وقف المرضى جميعا على ابواب الغرف المطلة على الممر ممسكين بالقضبان وهم يتضاحكون ويصرخون هنا ,, هنا,, تعالوا به هنا.
لم يمض وقت طويل على الاطباء في قسم الطوارىء وهم ينتظرون حتى جاءتهم الممرضة بالفرج تجر سريرا يحمل رجلا مغمى عليه قد سقط من على قمة احد الابنية فانقضوا عليه على عجل وتحلقوا حوله يحمل كل منهم في يده اما مقصا او مشرطا او منشارا صاح احدهم: دم,, دم,, دم حقيقي رد عليه س بصوت اعلى منه: تحلى بآداب المهنة ايها الاحمق واقطع مما يليك عاد الجميع للعمل صامتين لكنهم توقفوا على صوت س متسائلا اين ك انني لا اراه اجاب ع وهو منهمك في عمله هذا جزاء من يتغيب عن زملائه س بصوته الحاد حب لاخيك ما تحب لنفسك ايها الاحمق، ليذهب احدكم لمناداته والبقية عليهم الانتظار ط لا قدرة لنا على الانتظار س : قلت لكم انتظروا والا سوف احرمكم اذهب يا ع وناد ك ولا تنس ان تحضر معك التاتريون ع بامتعاض: حسنا.
خرج ع من غرفة العمليات متوجها لغرفة الملاحظة ليجد ك منهمكا بفتح بطن طفل صغير والقط بجانبه ينظر ما يسقط اليه.
عبدالله محمد القرني

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved