أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd November,2000العدد:10263الطبعةالاولـيالجمعة 7 ,شعبان 1421

أفاق اسلامية

رياض الفكر
المسابقات القرآنية والثمار الخيرة
سلمان بن محمد العُمري
يعد الأطفال الناشئة والشباب عنصراً أساسياً وفعالاً في المجتمع، فهم عدة المستقبل، وبقدر ما قدمنا، ووفرنا لهم من جهد وتربية وأدب وأخلاق بقدر ما نجني من ثمار حاضراً ومستقبلاً، وفي هذا عزة لنا وللإسلام والمسلمين في كل مكان.
إن أبناءنا أمانة في أعناقنا، وتربيتهم وصية كبيرة نحملها بعقولنا وقلوبنا، وما أجمل تلك التربية، وما أحلى التعليم، وما أروع تأدية الأمانة عندما تكون وفق كتاب الله تعالى وبمقتضاه، وما أغلى النتائج عندما تكون القلوب تلهج بكلام الله، وهكذا كان تعليم وتدريس كتاب الله وتفهمة وتدبر معانيه والعمل بما يقتضيه من أول مهام الإنسان المسلم، وفي الحديث الشريف يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم القرآن وعلمه وما أروع أن يسعى الإنسان لأن يكون من هذا الخير.
لقد قامت بلادنا المباركة وقواعدها وجذورها وفروعها كلها لا هدف لها إلا إعلاء كلمة الحق وراية الدين الحنيف، ولذلك لا عجب إن كان القرآن الكريم هو الدستور المجيد لهذه المملكة الحبيبة، ولا عجب ان رأينا هذا الاهتمام المتواصل الذي لا انقطاع فيه بالاعتناء وحفظ وتعليم كتاب الله سواء لأهلنا وأبنائنا داخل المملكة، أو لكل أبناء المسلمين في كل أرجاء المعمورة.
لقد كانت المسابقات القرآنية لتحفيظ القرآن الكريم إحدى الوسائل والسبل التي خدمت الهدف الكبير، ونجحت نجاحاً لا نظير له، وأصبحت له أصولها وطرائق عملها الواضحة والبينة، كما أعطت ثماراً ونتائج لا يستهان بها بكل المعايير.
إن لتلك المسابقات على سبيل المثال ليس الحصر آثاراً إيجابية في تنمية مهارات القراءة والكتابة وحسن الأداء والإلقاء والمناقشة وترسيخ المفاهيم والأحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم، كما أنه من المعلوم أن حفظ القرآن الكريم يحصن الأبناء، ويحفظهم بإذن الله من المؤثرات الزائفة في هذا الزمان، ومما لاشك فيه أن تلك المسابقات تخلق جواً من التنافس البريء والشريف على حفظ القرآن ومعرفة أحكامه والخوض بمجالات إعجازه مما يزيد في الذخيرة العلمية للإنسان صغيراً كان أم كبيراً، ويساعد في تقديم الحجج أثناء مسيرته الدعوية في هذه الحياة، لأن كل مسلم هو داعية بمجال عمله بشكل أو بآخر.
إن من يتنافس في مجال الذكر الحكيم يكفيه فخراً أنه اشتغل بأفضل الذكر بعيداً عن ملهيات العصر وأكاذيب الزمان وعبثه.
وإذا كانت تلك بعضاً من فيض الثمار التي يجنيها الفرد، فما بالك إذا جمعت تلك الثمار على مستوى الأسرة وعلى مستوى المجتمع والأمة، فالنتائج هائلة ورائعة، ولا يمكن تقديرها بمقاييس دنيوية، إنها ستؤدي للسعادة وللعمل بشكل سليم وفق ما يرتضيه الله تعالى، سواء في الشارع أو في المدرسة أو المؤسسة أو أي دائرة في المجتمع.
إن عملية تربية الجيل ومتابعة هذه العملية مع جيل المراهقين والشباب ليس بالعملية السهلة، وإن الشاب الذي يتربى على الحياة الإسلامية هو السعيد حقاً في الدنيا والآخرة، إننا لن نخسر لو قدمنا كل ما نستطيع في سبيل أن تكون هذه التربية وفق الأسس الإسلامية الصحيحة، وعملية تحفيظ القرآن الكريم هي من تلك الأسس الكبرى، كي يستطيع الأبناء تلاوة الكتاب الحكيم حق تلاوته مع معرفة بأحكام التجويد وفهم للمعاني بما يمكنهم من حمل أمانة الدعوة باقتدار.
إن المملكة العربية السعودية التي تعرف حق المعرفة أهمية تلك الأمور وواجبها نحو تحقيقها قد شجعت كل ما من شأنه العناية بكتاب الله تعليماً وتحفيظاً وطباعة وتوزيعاً على كافة المستويات ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ومروراً بكل مستويات القيادة الحكيمة والحكومة الراشدة، وانتهاء بكل أبناء هذا الشعب المعطاء.
لقد قامت تلك النشاطات، وأقيمت المسابقات في المدارس بأنواعها، وشملت الطلاب ذكوراً وإناثاً، وانتشرت في الجامعات والمعاهد في مختلف ربوع البلاد، وكان لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم دورها البارز في هذه الميادين وأمثالها، وكانت هناك مسابقات متميزة على الصعيد المحلي والدولي، نذكر منها ذكراً لا حصراً مسابقة الأمير سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم، ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية التي انتشرت شهرتها في الآفاق، وكذلك اشترك أبناء هذه البلاد بالمسابقات والمنافسات القرآنية حتى في خارج المملكة، فحيثما كان الخير موجوداً تجدنا، ذلك هو التنفيذ العملي والعقلي لكون القرآن الكريم دستورنا, والله ولي التوفيق.
alomari 1420 @ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved