أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd November,2000العدد:10263الطبعةالاولـيالجمعة 7 ,شعبان 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
دروس من الأزمة 2-3
د,رقية بنت محمد المحارب
لم أجد عبارات أبغض الى نفسي هذه الأيام من ضبط النفس التعقل الهدوء لا لأنني أعشق العنف وأدعو الى التخريب ولكن لان هذه المفردات تساق في معرض لغة الذل والاستسلام والإفلاس المادي والمعنوي، أحلم باليوم الذي يدعو فيه العدو إلى عقد جلسة لمجلس الأمن مطالباً فك الحصار عنه، واتمنى أن أعيش اليوم الذي يضغط فيه العالم علينا لنقبل بوقف القصف حتى ينجلي اليهود من الأراضي التي احتلها, دروس كثيرة علمتنا اياها هذه الأزمة اوجزها فيما يلي:
لقد علمتنا هذه الأزمة ان مشاعر المسلمين مع الأقصى ومع اخوانهم المسلمين في فلسطين وانه متى ما وجهنا رسالة إعلامية صادقة فاننا نستخرج من قلوب الناس عواطف جياشة وعطاء سخياً ودعاء حارا وإنابة الى الله وكنوزاً مدفونة تحت ركام التغييب, وهذا نموذج للتفاعل الصادق:


نساء فلسطين تكحلن بالآسى
وفي بيت لحم قاصرات وقصر
وليمون يافا يابس في غصونه
وهل شجر في قبضة الظلم يزهر
ألا يا صلاح الدين هل لك عودة
فإن جيوش الروم تنهي وتأمر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم
وجهدك في حطين ظل مكبر

ومع كل هذا فإن سبب البلاء الذي يصيب الأمة هو من ذاتها كما قال تعالى: قل هو من عند أنفسكم انها السنن الربانية التي تسري في كل زمان ومكان وان المخرج مما نحن فيه هو في العودة الصادقة الى الدين والأخذ بقوة بالكتاب العزيز والسنة النبوية, لا يمكن لأمة تعتصم بمصدر عزها ان تهزم ولكن ما اقرب الذل من أمة تاهت في وسط الشهوات والشبهات، وأصبحت تستجدي الأعداء، وتحسن الظن بقاتلها، وتحسب الورم شحماً كما يقول المتنبي:


إني اعيذها نظرات منك صادقة
أن تحسب الشحم في من شحمه ورم

لقد علمتنا هذه الأزمة ان غياب العلماء وتركهم لمهمتهم أكبر مصيبة تصاب بها الأمم، ولا عجب ان يركن الناس الى الخمول والترف وتتردى أحوالهم الإيمانية ويزهدوا في طلب العلم إذا كان علماؤهم بعيدين عن هموم المسلمين, لقد كان للعلماء خصوصاً في قضية القدس دور رائد واقرأوا تاريخ الأقصى تروا عجباً، وتأملوا في دور عز الدين القسام والحسيني وغيرهم, ومتى ما أدرك أهل العلم مكانتهم في القلوب واستعانوا بالله تجاوبت معهم قلوب المؤمنين والمؤمنات وانتشر الخير وطابت الأرض وحلت البركات.
لقد علمتنا هذه الأزمة ان جذوة الصراع مع الأعداء اليهود والنصارى يجب ان تبقى، وان إذكاء روح البراءة من الكفار سبب من أسباب العز والتمكين، وارتفاع البلاء ونيل المهابة, ومتى زال هذا الصراع أو خفت حدته طمع العدو وتبجح, وان إعادة عقيدة الموالاة لإخواننا في العقيدة في فلسطين وغيرها أمر تفرضه الظروف الحالية ولذا لابد من برامج عملية لتنفيذ هذه الإعادة على أرض الواقع.
لقد علمتنا هذه الأزمة أننا لا نعرف كثيراً عن أحوال المسلمين في فلسطين واسماء مدنهم وظروف معيشتهم، بل إننا لا نعرف بالقدر الكافي تاريخ القدس بل ان كثيراً منا لا يفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة!.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved