أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd November,2000العدد:10263الطبعةالاولـيالجمعة 7 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الواسطة هل من ضمير يؤنبها أو نظام يردعها؟!
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد:
اطلعت على ما كتبه الأخ محمد الفوزان في العدد 10218 حول الواسطة وان هذه الأيام هي أيام الواسطة وسوقها وأحببت أن أدلي بدلوي حيال الواسطة التي هي مستمرة على مدار العام ولها أوقات ذروة تنشط فيها منها ما يتعلق بالتعيين أو القبول أو الحركة أو غيرها.
وأقول إن الواسطة أو المحسوبية أو التوصية تعني في النهاية ان هناك تجاوزاً لنظام ما لصالح شخص ما, ان تجاوز النظام او القانون في حالة كهذه يعني ان شخصاً أعطي ما لا يستحق وان شخصاً منع من حق والأشخاص الذين لا يتوفر لديهم فيتامين الواسطة أو المحسوبية قعدوا في أماكنهم وحرموا من حقوقهم.
نسمع ونشاهد بين الحين والآخر ان شخصاً رقي في إدارة ما ليس للكفاءة العلمية أو العملية ولكن لقوة التدخل السريع وهي الواسطة أو التوصية ثم ما هو موقف زملائه في تلك الإدارة وهم يعرفونه حق المعرفة ابتداء من الكفاءة العلمية مرورا باهماله العملي وسلوكه الشخصي,وهذا طالب حرم من القبول في الجامعة أو الكلية ليس لتدني تقديره أو معدله ولكن لتدني فيتامين الواسطة أو التوصية أو المحسوبية ومعلمة نقلت بكل يسر وسهولة لانه توفر لها من الوساطة ما لم يتوفر لزميلاتها اللاتي لديهن من الخدمة ما يفوق خدمتها.
ومراجع انجزت معاملته وهو يتناول الشاهي في مكتب أحد الموظفين بدون معاناة أو اشكالات بينما تذمر مراجع من سوء المعاملة من قبل الموظفين وأخرت معاملته أو أهملت نظراً لعدم وجود معارف لديه في تلك الإدارة, الأمثلة كثيرة لا يتسع المقام لسردها ولعل الأسباب التي ادت إلى تفشي ظاهرة الوساطة هي:
1, عدم وجود عقوبات وجزاءات رادعة في أنظمة وزارة الخدمة المدنية فلا المسؤول يحاسب على استجابته للواسطة أو الموظف الذي لا يتعامل إلا بالواسطة.
2, الواسطة أصبحت اتفاقا ضمنياً لا نظاميا ولذا كثر طالبوها والباحثون عنها وهي حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو مكابر.
3, وجود قلوب مريضة وضمائر ميتة لا يهمها إلا ما يحقق مصالحها الذاتية وغاياتها الخاصة وهذا يتم على حساب القفز على النظام.
4, البحث عن السمعة والشهرة والمكانة من خلال استغلال المنصب أو الوظيفة من أجل أن يتوسل الناس إليه نتيجة لرجاء أو توصية أو واسطة بسبب علاقات القربى والانتماء والصداقة والمعرفة وجلسات الشيشة على حساب الآخرين.
5, تتحقق الواسطة من خلال تبادل المنافع بين المسؤول أو الموظف المستجيب لصاحب الرجاء أو التوسل أو التوصية من صديق أو قريب أو ذوي الجاه أو المال الذي صدرت منه تلك المفردات مقابل المعاملة بالمثل إذا ما احتاج المسؤول أو الموظف قضاء مصلحة في إدارة أخرى.
إن تفشي الواسطة لا ينم عن تقدم المجتمع بل عن تأخره وينتج عنه اختلال ميزان العدل وفقدان الثقة وانعدام النزاهة في تلك الإدارة مثلاً, فيجب علينا ان لا نفرق بين شريف أو وضيع أو متحضر أو بدوي أو صغير أو كبير كما يجب ان نكون عند حسن ظن من شرفونا بخدمة هذا الوطن ومواطنيه بتحقيق العدل والتوازن بين المواطنين أمام المرافق العامة وعدم الخلل أو العبث بالأنظمة والتعليمات وتسخيرها لكل ما يخدم مصالحنا الشخصية متصفين بالأنانية وحب الذات فهل نتذكر مخافة الله في جميع تصرفاتنا وأعمالنا وما ارتكبنا من بخس لحقوق الآخرين ومنعهم منها مستخدمين المنصب والجاه والمكانة والوظيفة واننا سوف نحاسب على ما اقترفناه من الظلم و الجور يوم القيامة؟!
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
حائل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved