أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd November,2000العدد:10263الطبعةالاولـيالجمعة 7 ,شعبان 1421

شرفات

كرّمه مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي
المخرج أشرف فهمي
يكفيني أن ثلث أفلامي دخل تاريخ السينما
* (50) فيلما قدمها المخرج المصري المخضرم اشرف فهمي خلال اكثر من 30 عاما,, اشرف الذي كرمه مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي في سبتمبر الماضي بدأ مسيرته ب(ليل وقضبان) ليكشف عن مخرج واعد ولد مالكا لأدواته الفنية,, وواعيا بأهمية السينما كأداة تأثير وتغيير اجتماعي هامة، وفي الشهر الماضي عرض فيلمه الاخير (امرأة تحت المراقبة) بطولة نبيلة عبيد ورغم تعرضه لقضية فساد البنوك الا ان الفيلم الخمسين لأشرف فهمي لم يقابل باهتمام نقدي او جماهيري لافت للنظر.
وما بين ليل وقضبان آخر انتاج للقطاع العام السينمائي وامرأة تحت المراقبة يتوقف اشرف فهمي عند (15) فيلما له يراها من علامات السينما المصرية منها حتى آخر العمر ورحلة داخل امرأة ومع سبق الاصرار ولا يزال التحقيق مستمرا والشيطان يعظ والراقصة والطبال واغتيال مدرسة وليل وخونة ويعلق اشرف فهمي على مسيرته قائلا: كتر خيري على كده .
* قلنا له 15 فيلما من 50,, الا ترى تذبذباً في مستوى اعمالك ,,, ؟
هذا التذبذب طبيعي فالفنان مثل لاعب الكرة يبدع في مباراة,, وتهتز لياقته البدنية والمزاجية في مباراة اخرى والفن مثل اي نشاط انساني,, يحتمل الخطأ والصواب,, وما بينهما.
* كيف ,,, ؟
قد تخطئ تقديراتي كأن يعجبني موضوع ما,, ثم اكتشف انه لا يعجب الناس وانت لا تملك جهازاً يحدد لك ما يطلبه الجمهور قبل ان تقدم فيلمك، وقد يرجع تذبذب العمل الى غياب الانسجام عن (كاسيت) الفيلم، فالسينما مجموعة ابداعات تتضافر,, صحيح انني القائد والمسؤول عن العمل، لكن معي جيش من العازفين,, لابد ان نعزف هارموني واحد,, وإلا خرج عملنا (نشازاً).
* وأيٌّ من هذه الاسباب وراء الفتور الذي واجه (امرأة تحت المراقبة) ,,,؟
حتى الآن لم أفهم ما حدث فالقضية تشغل بال كل الناس وفساد البنوك مشكلة تؤرق الاجهزة المصرية والفيلم من انتاج التلفزيون وبذلنا فيه مجهوداً كبيراً وبطلته نبيلة عبيد نجمة كبيرة لها قيمتها وتاريخها.
* (نبيلة) تحدثت عن تقصير المنتج المنفذ في الاعلان عنه,, رغم ان التلفزيون اعلن عنه بما يكفي,, فهل الساحة لم تعد تتحمل أحداً سوى الشباب ,,, ؟
الامر يحتاج لدراسة، فأفلام الشباب سمحت لافلام اخرى بالوجود على شاشات العرض, صحيح انها لم تحتل المقدمة,, لكنها ظلت باقية.
* البعض انتقد ان ينتهي (امرأة تحت المراقبة) بالقبض على كل الفاسدين,, ورأوا ذلك غير واقعي,, ويفقد الفيلم مصداقيت ,,؟
(حاجة غريبة),, نعم هناك فساد,, وقد كشف ذلك الفيلم كما ان العديد من قضايا الفساد يتم كشفها ويحاكم القائمون بها وابرز دليل على ذلك قضية نواب القروض وكل المتهمين فيها لهم ثقلهم، غير ان هذا الثقل لم يحمهم,, وهم الان في السجون.
* ألا ترى ان هذا النقد تأكيد لاتهام النقاد لك منذ الثمانينات بابتعاد افلامك عن الواقع وانحيازهم لتيار آخر اكثر تحديدا في موقفه السياسي والاجتماعي ,,,؟
الناس تريد الابتعاد عن المشاكل (والكآبة) بدليل اقبالها المنقطع النظير على افلام الشباب الكوميدية بعد ان هرب الجمهور ممن يدّعون العبقرية,, ويسعون لبريق الجوائز بأعمال (دمها ثقيل) بزعم الواقعية وهؤلاء لا يفهون الواقعية,, فهي ليست في تصوير الشوارع القذرة والمقابر، والا كان (لوميير) رائدا للواقعية.
* وكيف ترى أنت الواقعية ,,, ؟
في رأيي أنها واقعية الانسان نفسه فأنا عندما اصور انسانا في أزمة نفسية,, أو في صراع داخلي,, او مع الاخرين، فأنا اصور الواقع والخلود سيكون للأفلام التي تسير على هذا المفهوم لان الخلود مرتبط بالانسان وازماته ومشاعره وليس بالأماكن.
* لكن البعض يرى ان أشرف فهمي ,, ابتعد عن واقع صناعة السينما بإصراره على التعامل مع نجمات في زمن يعتمد على الشباب وان النجمات يفرضن شروطهن الخاصة على العمل؟
هذا غير صحيح, فنادية الجندي مثلا عندما عملت معي في (الخادمة) تختلف تماما عن قيمتها المعروفة في كل اعمالها، ففي الخادمة ظهرت قبيحة,, بعيدة تماما عن جبروت المرأة ونفس الشيء ينطبق على فيفي عبده,, ونبيلة عبيد,, هذا من ناحية,, ثم ان النجمات والنجوم ليسوا (خيل حكومة),, نطلق عليهم الرصاص لمجرد ان جيلاً جديداً ظهر, سيظل للاجيال السابقة وجودها وادوارها التي لا يستطيع الجيل الجديد أداءها.
* ألا ترى فارقا واضحا بين استقبال النقاد لفيلمك الأول (ليل وقضبان) وأفلام مثل (وصمة عار) و(لايزال التحقيق مستمرا),, وبين افلامك الاخيرة؟
بمنتهى الصراحة وبعد طول صبر,, تعودت ان اترك الكتابات النقدية خلف ظهري,, بحلوها ومرها والا اتوقف الا عند ما يفيدني ويدعم رؤيتي كمخرج.
* لماذا ,, ؟
لأن بعض النقاد,, وللأسف هم اصحاب الصوت العالي، يتحمسون لأفكار سياسية معينة ويتناسون ان للفن نظرته الشمولية واعمق من المستوى السياسي الذي يظل جزءاً من العمل,, لا العمل كله.
* لكن بعض احلامك أيضا ذات اتجاه سياسي واضح واعتبرها البعض جزءاً من موجة (الكرنكة) ,, ؟
الكرنك فيلم احترمه لكنني لا اقلد ولا اتبع احداً في افلام مثل (إعدام قاضي) و(قانون ايكا) قدمت انتقادات لما أراه سلبيا ولا يعني هذا انني ضد عبدالناصر بالعكس,, وقد قلت هذا اكثر من مرة,, أنا أحبه ورغم أنني من عائلة ارستقراطية الا أنني استفدت من تجربته,, سافرت في بعثة دراسية وأنتج لي القطاع العام اول افلامي (ليل وقضبان)، وانتقادي لبعض المظاهر السلبية في عهده لا يختلف عن انتقادي عبر افلامي لمظاهر سلبية بعد رحيله,, منها ما نعيشه الآن.
* لكنك هاجمت تدخل القطاع العام في الانتاج السينمائي ,,, ؟
هذه هي الرؤية الجزئية التي يصر عليها البعض, لم اهاجم القطاع العام وانما انتقدت بعض العيوب التي اثرت سلبيا على عمله,, انا اعلم ان القطاع العام قدم افلاماً هي أروع ما عرفته السينما العربية.
* والآن وبعد تكريمك من مهرجان الاسكندرية الدولي، الا ترى انك في حاجة لوقفة مع النفس لاعادة قراءة الساحة السينمائية في مصر ,,, ؟
بالتأكيد التكريم اضافة كبيرة لي,, ويشعرني بأن ما قدمته لم يضع هباءً غير ان الوقفة التي تشير اليها كان يجب ان افعلها منذ (الشيطان يعظ) وصحيح أنني في امس الحاجة لها الآن الا انني تأخرت كثيرا.
* ولماذا لم تفعلها بعد (الشيطان يعظ) ,,,, ؟
يبدو انه مكتوب على العاملين في السينما المصرية ان يستمروا في السير على الاشواك, هناك متطلبات الحياة التي تدفعنا لتقديم أعمال من قبيل (اكل العيش),, وانا لديّ من الشجاعة ما يجعلني اعترف بهذا, ثم هناك الخوف من ان يؤدي التوقف الى خروجك من الساحة,, ومن ان الغياب يعني النسيان,, وهبوط الاسهم, لهذا نهرول جميعا في سباق لا نعرف له أول من آخر.
عمر محمد

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved