والحديث عن العيون يطول ويتسع اتساع ما تدركه العين نفسها من رؤية والدليل على ذلك ان القارئ لو القى نظرة على أي عمل أدبي ناهيك عن دواوين الشعر فانه لابد واجدا للعين حضورا فيها على اي صورة وبأي مفهوم لان أهل الأدب وأرباب الشعر والكتابة يجعلون لكل شيء عينا مبصرة او عينا معنوية يستخدمونها كرمز لابراز ما يصفونه من الاشياء التي تخطر لهم فيها خواطر تلزمهم بالكتابة عنها.
ولا اريد هنا ان اذكر شيئا من النماذج التي يكون للعين حضور فيها فقد سبق هذا الموضوع عدة موضوعات تناولت فيها العين بشيء من التفصيل عن تأثيرها في بعض جوانب الحياة وذكرت الشيء الكثير عن ذاتها وسيلحق هذا الموضوع ان شاء الله موضوعات اخرى اتطرق فيها للعين من زوايا اخرى ومن جوانب لها فيها اثر وتأثير.
ولا بأس ان اكتفي في هذا الموضوع بذكر شيء من عيون الشعر في العيون مقتصرا على ذكر ما قيل في وصفها وتأثيرها وما لها من هيبة وما فيها من رقة تجلب الهوى وتفتح باب الغزل.
يقول احد الشعراء معبرا عن هيبة العين:
أفكر ما اقول اذا التقينا
واحكم دائبا حجج المقال
فترتعد الفرائص حين تبدو
وانطق حين انطق بالمحال
اما عن البكاء وتأثير الدموع على الكحل فيقول احدهم:
فيا حسنها اذ يغسل الدمع كحلها
واذهى تذرى الدمع منها الأنامل
عشية قالت في العتاب قتلتني
وقتلي بما قالت هناك تحاول
أما تأثيرها على من تصوب نحوه فيظهر في قول الشاعر:
وتنال ان نظرت اليك بطرفها
مالا ينال بحده النصل
ويقول احدهم واحسبه امرىء القيس:
وماذرفت عيناك الا لتضربي
بسهمك في اعشار قلب مقتل
وقد تفوق العين بنظرتها ما يفعله السيف والسنان يقول الشاعر: