أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 5th November,2000العدد:10265الطبعةالاولـيالأحد 9 ,شعبان 1421

مقـالات

شدو
مجتمعك طائرة!
د , فارس محمد الغزي
يستحيل على المجتمع الذي انتقل من مرحلة إلى المرحلة التي تليها الرجوع إلى ما كان عليه من حالة سابقة، إنه هنا أشبه ما يكون بالطائرة عند بلوغها نهاية المدرج في طريقها إلى الاقلاع فوصولها إلى نقطة النهاية او ما يعرف بThe Point of no return مما يعني حتمية اقلاعها بغض النظر عن أي شيء قد يحدث في الأرض او في السماء، بل ان المجتمع بعد اقلاعه كتلك الطائرة بعد اقلاعها أيضا: فكما ان الاهتزازات أو ما يسمى بالمطبات الهوائية عادة ما تصاحب الدقائق الأولى لانطلاقة الطائرة في الهواء وحتى بلوغها حدا معينا للارتفاع، فإن المجتمع كذلك يصاحب اقلاعه من مرحلة إلى اخرى اهتزازات ومطبات قيمية تتفاعل مع بعضها البعض وتتماحك مع القادم الجديد لتتمخض في النهاية عن شيء ما : شيء يحدد سلبيته أو ايجابيته تعامل صائغي القيم مع الجديد بترحاب وحذر ويقظة او بصدود وغفلة وانكار! حسنا، ماذا يحدث لقيم وعادات وتقاليد المجتمع في حال انتقاله من مرحلة إلى المرحلة التي تليها؟ يقولون علميا بأن النتيجة وقوع احد ثلاثة احتمالات: طغيان القيم الجديدة وسيادتها على القيم القديمة إلى حد المسخ، او ثبات ورسوخ الثوابت من القيم وتكيف المتغير مع الجديد القادم، او اصطدام القيم القديمة بالجديد فبروز خليط سلبي من هذا وذاك مما يعني تشرذم وتفكك علاقات وعلائق المجتمع اغترابيا ,, والأخير في هذا هو في الحقيقة ما أردت الوصول إليه من خلال كل ما ذكرت آنفا: فمن المعلوم ان مجتمعنا المحافظ بدأ في التغير مما أفسح المجال لقيم جديدة بل وغريبة على عاداتنا وتقاليدنا والتي من ضمنها ما طرأ من تغيرات على المفهوم الثقافي للزواج والطلاق في وقتنا الحاضر.
بالطبع لم يكن في السابق زواج من خارج البيئة الضيقة وبالتالي لم يكن هناك طلاق غير مألوف، ولكن بمضي الزمن ومع ما اعتور مفهوم الزواج من تأثيرات ثقافية فردية ومجتمعية بدأ معدل الطلاق بالارتفاع حتى وصل إلى مستويات مخيفة بالفعل، مع مضي الزمن كذلك ومع مزيد من القيم الجديدة الوافدة توسع مفهوم الزواج للرجل من بنت العم إلى بنت الجيران، إلى القرية، إلى المدينة، إلى الاقليم، واخيرا إلى الخارج، بل ان توسع مفهوم الزواج للرجل أعقبه ان لم يكن قد واكبه توسع بالنسبة لمفهوم زواج المرأة نفسها، وذلك بدليل ان الفتاة السعودية قفزت فجأة من مرحلة الزواج (من ابن العم) الى الزواج من اجنبي وخلال سنوات قصيرة ايضا، هنا هل اعترفنا بأننا قد تغيرنا اجتماعيا وثقافيا فبادرنا بمجابهة الواقع الجديد بما يستحقه هذ الواقع؟,, لا اعتقد ذلك لأننا ورغم التغير فنحن لم نتغير! اعترافا واقرارا بل واصلنا الرفض والانكار ولأسباب نفسية لا يتسع هذا الحيز لشرحها، فقط عليكم التمعن بأي برنامج,, بأي مقالة صحفية,, بأي,, بأي!!,, لتروا كيف اننا نناقش الزواج والطلاق مثلا وكأن الوضع لا يتعدى زواج السعودي من السعودية بينما الوضع في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير وكثير، ان من الواجب علينا الاعتراف بما استجد من مفاهيم للزواج والطلاق في عصرنا هذا: مفاهيم من ضمنها زواج السعودي من أجنبية وزواج السعودية من أجنبي وكل ما يصاحب ذلك من اختلاف وقيم، وتباين خلفيات، وطرائق تربية، وحقوق حضانة أطفال، بل وتداعيات سياسية.
الاعتراف بالشيء خطوة أولى نحو المجابهة والمواجهة: والنتيجة؟: علاجه فالبرء او البراءة منه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved