أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 5th November,2000العدد:10265الطبعةالاولـيالأحد 9 ,شعبان 1421

محليــات

لما هو آتٍ
أنتَ,, وأنتَ,.
د,خيرية إبراهيم السقاف
إلى متى ويكون الزمن رقما والعمر عدَّاً؟!
وهذا الذي يذهب مع ذيول الشمس، ويأتي مع خيوط القمر,.
لا يزال وقتاً,, يهجع فيه من يهجع,,، وينشر فيه من ينشر؟!
ودولبة ماضية,.
وضجيج قائم,.
والإنسان يحسب أن هذا العدَّ، وهذا الترقيم,, عمرَه، وتأريخَه، وزمنَه,, بحالات ما مضى منه، وما يكون، وما سوف يأتي؟!
إلى متى ويكون الإنسان هو هذا المختوم داخل إطار دائري في حلقة لولبية مكوكية متحركة لا تتوقف,,، ويحسبها الإنسان بالمسافة والعدد؟!.
إلى متى؟ وهو لا يقدر على شيء منها، ولا يملك أن يضع الحدَّ بين بدئها ونهايتها؟
بين جزء يحدُّ الماضي منها في منأى عن الحاضر لها، ويحدُّ نقطةَ الفصل بين ما سيأتي؟
و,, آه,.
والإنسان معلولٌ بذاته,.
موبوءٌ بها,.
مريضٌ لا يقوى على الفكاكِ من ذاته,.
مغرقٌ في أنانيته,.
مسحوقٌ في نرجسيته,.
لا يخرج من ذاته إلا إليها,.
يتجوَّل فيها، ولا يعرفها؟!
إلى متى؟!
ومواسم الإنسان في أطرٍ داخلية,.
حتى إذا ما استوى الشعاعُ إلى الشعاعِ,.
وجدتَّه قد لهث,, لهث,, وما لبث أن انتكس,,، وانتكاسته داخل بئر موغل في غياهبه الخاصة,, وعالمه الذاتي.
إلى متى وعدُّه لا يخرج عن أجزائه,.
وأرقامُه لا تحصي سوى أشيائه؟
وعمرُه لا يضمُّ سوى جزئياته؟,.
والإنسان مشغول بكل شيء لا يبعد عنه، ولا ينفصل منه؟!
ولا يزال الزمن له إلا زمنه,.
ولا الأوقات إلا ما يكابدها؟,.
يا أيها الذي تقطن الأرضَ، وتأكل ثمارَها، وتستظل سماءها، وتشرب ماءها وتقف فوق بساطها,.
ألا فانظر من أين أنت؟
وكيف جئت؟
وما الذي جيء بك؟
ولماذا جئت؟
ومتى جئت؟
ومتى ستغادر؟
واصغ للأرض، أعطها حسك كي تسمعها، وعينك كي تراها، و,.
أجب عن كل سؤال ورد في هذا الكلام,.
واشعل قنديلك,.
واشحذ يراعك,.
وهب للأرض من وقتك كي تهبك من بساطها, وارسم ناقشا فوق ثراها إجابةَ كلِّ سؤال,.
ثمَّ,.
عد لذاتك و,, اتعظ أو كابر,.
فإن اتعظت لا تخف,.
وإن كابرت,, فلا تستخفَّ,.
و,.
اهجع أو انشر,.
سيأتي القمر,,، وستأتي الشمس,.
والشمس تجري لمستقر لها ,.
والقمر قدّرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم
لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار,,
وكل في فلكٍ يسبحون ,, 3840 يس .
أما أنت؟!
فمتى تأتي وكيف تأتي؟ بعد أن أتيت واستويت الإنسان بكامل بنائك، وبكلِّ قواك، وبما أنت فيه وعليه؟,.
وهذه الحياة بين يديك,.
وهذه الأرض ممتدة تحت قدميك,.
وهذا الزمن يلفك بكل أبعاده,,!
*** تصويب:
وردت أخطاء طباعية في مقال الأمس تصويبها كما يلي: (تنبثق) بدلاً من (فبثق)، (وبذلتِ) بدلاً من (ونبلتِ),,, والصواب لا يخفى على القارئ الذكي.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved