أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th November,2000العدد:10268الطبعةالاولـيالاربعاء 12 ,شعبان 1421

مقـالات

ما ذنب هؤلاء النساء؟!
حمد بن عبدالله القاضي
* من حق الرجل عندما يجد الاسباب القوية التي تحتم عليه الفراق، ان يفارق زوجه على أساس إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان، ومن حق الرجل أن يتزوج بأخرى عندما يكون له سبب قوي يدفعه الى هذا الزواج.
لكن ما يحز في النفس ان تسمع وتقرأ في عصر النور والوعي عن هذا أو ذلك الذي انفصل عن زوجته لانها لا تلد الذكور، أو ذلك الرجل الذي إذا بُشِّر بالأنثى ظل وجهه مسوداً كأنه يعيش في عصور الجاهلية.
ولقد أثار شجني مؤخراً ذلك الاستطلاع الذي نشرته مجلة اليمامة والذي التقت فيه الصحافية سالمة الموشي مع عدد من السيدات اللواتي طلَّقهن ذكورهن لأنهن لا ينجبن الأولاد الذكور,,!
تصوروا هذا يتم في عصر النور واشعة الوعي,,!
واقرأوا معي هذا الأنموذج الدامي الذي ترويه هذه السيدة لتحسوا أن من الذكور من نزع الله من قلبه الإنسانية والرحمة والإحساس وإدراك أبعاد الأمور.
تقول هذه السيدة: بعد أن خرجت من غرفة السونار أو الاشعة التي تبين جنس المولود، تقول وهي تروي مأساتها: أخبرتني الدكتورة أنني حامل ببنت وهذا يعني أني سوف أنجب البنت السابعة وذلك صدمة كبيرة على نفسي لأن زوجي يريد ولداً وقد أكد لي أنه سوف يتزوج إذا ما أنجبت له بنتا هذه المرة,, ويعلم الله أني أتحمل عناء الحمل والولادة كل عام تقريبا منذ تزوجت من أجل أن أنجب له ولداً، ولكن ذلك بيد الله سبحانه وتعالى وليس بيدي شيء ولا أدري كيف سأخبره بذلك؟ وكيف سأقضي ما بقي من الأيام حتى يحين موعد الولادة، ليتني لم أعرف وظل الأمر في علم الغيب حتى اليوم الموعود,,, .
إنني أتساءل,.
بل أسأل مثل هذا الزوج:
ما ذنب هذه المرأة التي تلد البنات؟
وهل هي التي أرادت أو رغبت ذلك؟
ألست مسلما فتقرأ قوله تعالى:
(لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) الشورى آية 49 50.
صدق الله،
وخاب مثل هذا الزوج،
وسؤال آخر: ألست إنسانا تملك أدنى قدر من الانسانية والمشاركة الوجدانية مع أقرب الناس إليك، أتجمع عليها بين غياب الولد، وغياب الوفاء، ترى ألم يمر على أمثال هذا الزوج تلك المرأة في الزمان الجاهلي عندما غضب عليها زوجها لأنها لا تلد البنين فقالت في بيتين شجيين صادقين:


ما لأبي حمزة لا يأتينا
زعلان ألا نلد البنينا
والله ما ذلك في أيدينا
إنما نلد ما يوضع فينا

وقد صدقت.
لقد عرفت هذه المرأة الحقيقة قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام,, وقبل أن يثبت العلم أن مني الرجل هو المسؤول عن جنس الجنين بتقدير الله سبحانه,,!
ومسألة أخرى ومهمة:
***
* أيها الرجل:
إن الذي رزقك بالبنات هو الله، ولذلك فإنني أسألك وأمثالك، هل تدري أيهما أنفع لك وأصلح، البنات أم البنون؟
قد تكون البنت الصالحة خيرا لك من ألف ولد,, والواقع المشاهد يثبت ذلك.
فكم من بنت برت بوالديها، وحنت عليهما في كبرهما، بينما تخلى بعض الأولاد وبعبارة أخرى انشغلوا بتجارتهم وأعمالهم وزوجاتهم وأولادهم وقصروا في حقوق والديهم.
كم من بنت كانت أوفر رحمة وأقرب رحما.
***
أما المسألة الأهم من كل ذلك في تقديري فهي أن يحمد الله هذا الرجل الذي رزقه بأسوياء ولم يرزقه بأولاد مرضى أو مشوهين أو معاقين، بل عليه أن يحمد الله على صحة المولود سواء كان بنتا أو ولدا، والعاقل عندما يدرك هذه الحقيقة يدرك رحمة الله وتغيب عن هواجسه مسألة البنت أو الولد.
ثم بعد كل ذلك،
ما يدريك أيها الزوج أنك عندما تتزوج بأخرى من أجل إنجاب الأولاد أن الزوجة الأخرى سوف تنجب لك أولاداً لا بنات؟؟ لقد سمعنا كثيراً عن مثل هذه الحالات التي تزوج فيها الزوج من أجل أن يرزق بخلفة ذكور ولكن كان العكس,, ولقد روت السيدة التي رمزت لاسمها بأم العنود في استطلاع اليمامة هذه القصة ما يؤكد هذه الحقيقة إذ تقول عن وضعها:
رزقني الله بتسع بنات وقد قرر زوجي أن يتزوج بامرأة أخرى إذا كانت البنت التاسعة وكان ذلك، وقد أخبرتني الدكتورة بعد عمل السونار أنني حامل بأنثى، وقد ساءت حالتي وتعذبت كثيرا، ليس لأنها بنت، ولكن لأن الرجال في مجتمعاتنا لا يفكرون إلا في إنجاب الذكور وقد علم زوجي بذلك وتزوج بامرأة وحملت في السنة الأولى بثلاث توائم مرة واحدة أي 3 بنات، مما أدى إلى أن كاد زوجي أن يصاب بالجنون ولكنه أدرك الحكمة التي أرادها الله .
وبعد,.
أيها الرجل
أيها الزوج
إن عليك أن تفرح ببتفاحة القلب وريحانة العين كما وصف البنات الخليفة معاوية بن أبي سفيان وفرحك ليس دنيويا فقط، بل هو فرح أخروي أعظم وأبقى.
ألم يقل حبيبنا وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يخلف سوى بنات عظيمات صالحات حيث توفي ابنه إبراهيم وهو صغير ألم يقل: من عال جاريتين أي بنتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصبعيه وفي حديث آخر من عال ثلاث بنات فأدبهن وأحسن إليهن فله الجنة .
أتريد أيها الرجل ذو البنات، أعظم من بشارة صحبة المصطفى ودخول الجنة؟؟
إن هذه البشارة تجعل وجهك مضيئا لا مسوداً.
وزيدة القول: احمد الله على أن رزقك بالبنات فهن من نعم الله عليك.
وربما أن السعادة معهن وبهن أكثر من السعادة بالأولاد,, وأنت لا تدري أيهما أقرب نفعا لك الأولاد أم البنات؟؟
وأنا لك إن شاء الله ناصح أمين,,!!
وزير الشؤون البلدية والوعي بهذه المشكلة
* قرأت ذلك الحوار الذي امتاز بالوضوح وملامسة كثير من القضايا التي تهم المواطن والذي أجرته صحيفة (الوطن) مع معالي وزير الشؤون البلدية والقروية.
لقد كان د, محمد الجارالله موفقا وصريحا عندما أجاب على عدد من القضايا والمشكلات (بشفافية).
ولعل من أهم القضايا التي تناولها الحوار: موضوع اكتظاظ المدن الكبيرة مثل الرياض وجدة والدمام بالسكان وقد تناولت هذا الموضوع قبل فترة (بالجزيرة) وأشرت الى ظهور عدد من المشكلات نتيجة لذلك ليس أهمها: صعوبة تغطية الخدمات البلدية والسكنية والصحية وغيرها، وليس أقلها زحام الشوارع وصعوبة السير فيها.
ولقد سعدتُ أن وزارة الشؤون البلدية وهي إحدى الجهات التنفيذية المعنية بهذه القضية قد بدأت كما جاء في الحوار بخطوات عملية للحد من الهجرة الى المدن الكبيرة، والعمل على تهيئة الحلول والوسائل التي تقلص الهجرة إلى المدن، وتحفز الناس على البقاء في المدن الأخرى,, ولعل أهم الوسائل توفير الخدمات والمطالب التي يريدها المواطن في المدن الصغيرة من خدمات بلدية وصحية وتعليمية وتهيئة فرص العمل بإنشاء المصانع والشركات وغيرها.
إن قضية هجرة الناس إلى المدن الكبيرة مشكلة كبيرة لا تزال تعاني منها عدد من العواصم والمدن الكبرى بالعالم,, حتى أصبح العيش فيها لا يطاق زحاما وقلة خدمات، وبيئة غير صحية وخلافها.
تحية لوزارة الشؤون البلدية والقروية على وعيها لهذه المشكلة وبدئها بالخطوات العملية للإسهام في حلها,, ونتطلع ان تبادر كل جهة مسؤولة لها علاقة لها بهذه المشكلة بالعمل والتخطيط حتى لا نقع فيما وقعت به بعض الدول وعندها لا ينفع تخطيط ولا يفيد تنفيذ.
***
* آخر السطور:
للشاعر العربي الحزين:


نساء فلسطين تكحلن بالأسى
وفي بيت لحم قاصرات وقصّر
وليمون يافا يابس في أصوله
وهل شجر في قبضة الظلم يثمر


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved