أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th November,2000العدد:10268الطبعةالاولـيالاربعاء 12 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

النعم والنقم
هي زوجة لرجل متعب في 199% من تصرفاته، وأم لتسعة بطون يصح القول عليها بأنها فارغة ، تقيم هذه التركيبة في بيت ضيق مكدس متواضع بل رديء، تسميه الصندوق !
في النهار زحام لا يطاق وطوابير على المرافق العامة وصراخ قد تصل أحيانا الأمور الى تطاول الأيدي!
في الليل، لا مكان محدد للنوم، كل الأماكن متاحة، والصغار بلا حواجز يتقلبون الى ان يخرجوا في الممرات حتى ان الداخل ربما يطأ رأس أخيه ولا غرابة لكن الغريب ان الموطوء لا يشعر بشيء، ولا يستيقظ لأنه اعتاد دفع ضرائب العبور!
فوضى,, وازعاج، والكل يركض ويلهث,, وبين كل ذلك ثمة صبر طويل,, فالكثرة تغلب الشجاعة,, والضيق يخنق القناعة,, وقلة الموارد مخجلة، قاهرة ولا تكاد تتبدل,, كل هذا العذاب وليس ثمة من يزور,, انهم يقدرون الحالة البائسة تلك,, ولا يفضلون أن يكونوا هماً على كل هذه الهموم,, وربما لأنهم لن يجدوا الراحة في صندوق مزحوم ورديء,, واقع مر,.
انتفاضة واستدانة وتنازلات وبيع لما يمكن بيعه وصبر آخر طويل أيضا,, ثم ظهر البيت الجديد,, وانتقلت اليه الأسرة القديمة وحاولت عبثا التزاحم ليس من أمل، لقد كانت صالة الاستقبال وحدها ضعفي مساحة المنزل السابق بشيء قليل,, قليل جدا من المبالغة ,, كثير من المشاكل حصلت على خروج دون عودة وبدأ الزوار يتوافدون,, وتنوعت مع الأيام طبقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية أيضا,, وكان منهم من يستطيع ترك بصمة مؤثرة لا تزيلها المنظفات كانت أهم هؤلاء زائرة تملك سائقا خاصا لا شغل له الا الترويح عنها في الأسواق والمطاعم والبيوت، وهي لا تعترف بالوقت والعرف، الوقت الذي يحفر قبرها والعرف الذي يخطط لدفنها فيه,, ماذا هل تستسلم؟! أليست كائناً حياً من حقه العيش والتمتع بالحياة,, آه الأولاد وأبو الأولاد,, ليس ثمة من يحسن القضاء على شباب المرأة ونفسيتها مثل هذه العصابة,, لابد من انتفاضة أخرى,, لماذا عليّ أن أتحمل؟!
لماذا لا تأتين معي,, سأذهب الى متجر رائع ورخيص,, لا عليك سأقرضك! سأزور صديقتي التحفة انها خير من يسليك وينسيك همومك,, لا أدري من أين تأتي بأخبار العالم,, كل الأخبار,, كل العالم,.
كلامها يوسع الصدر وبيتها مفتوح على مدار الساعة,, قناة اخبارية ترفيهية غير مشفرة ,.
كثر الاغراء,, فوجدت طويلة الصبر نفسها قليلة الصبر,, ملولة,, حاقدة على تلك العصابة وعلى الظروف التي أخرت خروجها من القمقم,, فباتت لا تفارق تلك الزائرة الحرة,, ومنحت بصيرتها اجازة مفتوحة لن يغلقها الا هذه الصديقة,, ذلك الزوج المتعب صار مسكينا,, وطرق الانحراف باب المنزل وقصد ابنيها الكبيرين,, سهر,, تدخين,, إهمال للدروس,, شلل غريبة وغامضة أين كنتما؟! مع ناس من هؤلاء الناس؟ ناس !
استمر الحال كما هو إلا ان ملت تلك الزائرة فلم يعد لدى صديقتها جديدا إلا وصفات الدواء وتعليقات الأطباء المتجددة,, وهي ليست مشرفة اجتماعية,, هي بحاجة لصديقة تحفة ,, أما هي فأدمنت حياة الحرية واستماتت بحثاً عن البديل.
قالت لها يوما احدى الناصحات: لم يجر بيتك الجديد لك سوى المشاكل,, لماذا لا تعودين لصندوقك القديم حيث الزحام لا يحمل المرض,, والضيق يجمع أطفالك حولك,, والصلاحيات كل الصلاحيات للأم المقيمة!
لولو الحبيشي

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved