أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th November,2000العدد:10268الطبعةالاولـيالاربعاء 12 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

حال الأمة التي تداعت عليها الأمم
كم نشجو عندما نتذكر الماضي التليد, وكم تذرف العين من عبرات عند حلول أحلى الذكريات، ولم لا تنهمر الدموع حين سماع ذكر العظماء, فمن يرى حال أمتي اليوم لا بد له من ذلك، فكل سنة تمر تكون ما قبلها خيرا منها، ومحنة العالم الاسلامي لا تعادلها أي محنة، فزماننا هذا هو زمن ذل وهوان وانتكاسات.


وماذا ينال الضعيف الذليل
سوى أن يحقرا أو يزدرى

وإن سبب ما نمر به هو بعدنا عن ديننا وتفرقنا وعدم الائتلاف على بعضنا والعيش من أجل أنفسنا، فمن يعش لنفسه لا يجد اي صعوبات بل حياته حياة ترف ورغد, وعندما نقول كان العالم الاسلامي قويا لا تهزه العواصف ولا النكبات, أتدرون لماذا؟ لأنهم كانوا يعيشون لغيرهم من المستضعفين والمنكوبين، ولا يقبلون الذل لغيرهم من المسلمين أيا كانوا، وبرهان ذلك عندما صرخت امرأة تستغيث بالمعتصم قائلة وا معتصماه فأجاب تلبية ندائها والثلج قد غطى الارض بجيش مقدمته بعمورية وآخره في أرض منابت النخيل، وفي عصرنا تصرخ الفتيات من عهر الفجار وتئن الثكالى من فقد الأزواج ولا يجيب نداءهم سوى صدى أصواتهم.


رب وا معتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتم
لا مست اسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم

حروب شرسة على جسد كان قويا قد هرم، تنشر أعضاؤه كما ينشر المنشار الخشب بقصد الاستيلاء على ثرواته وتغيير هويته، وهذه دولة بني صهيون تتربع على المسجد الأقصى لبناء هيكلها المزعوم، دون اعتبار لمشاعر أحد, لقد مزقت فؤاد العالم الاسلامي ونحن صامدون ولكن على الذل، خرجوا من أفران هتلر يريدون الانتقام,, بنشر الانحلال الخلقي والفساد الاجتماعي.
وهذه الهند يستولي عليها عبدة الحيوان ويجعلونها أرض الكفر والطغيان، تئن من وطأتها كشمير المسلمة شعب يريد البقاء بحضن أمة، ولكن هل تظنون بأجساد نزعت من قلبها الرحمة أن ترجع الطفل لكنف والدته.


كم صرفتنا يد كنا نصرفها
وبات يملكنا شعب ملكناه
كم بالعراق وكم بالهند من شجن
إذا بكى رددت الأهرام شكواه

وإذا نظرنا نحو المشرق الاسلامي حيث اندونيسيا لوجدنا حمى التنصير تزداد فيها، لقد أصبح الآن فيها 20 مليون نصراني وهذا بسبب غفلتنا عنهم إن النصرانية لتنتشر فيهم كما تنتشر النار بالهشيم.
وإنا لنخشى ونتقي ضربات اليد البعيدة ولكن نفجع حين نطعن من قريب, لم تبق لنا الأمم شيئا وحتى تراثنا وحضارتنا لم تسلم من أيديهم وعبثهم لقد أخذوا حضارتنا وأخذنا ما في حظيرتهم, استولوا على منابر العلم التي كانت في حوزتنا,, ثم اتهمونا بالتخلف والرجعية, يريدوننا أن نبعد عن مصدر قوتنا لخوفهم من ذلك وحق لهم أن يخافوا لمعرفتهم جيدا اذا تمسك المسلم بدينه ما سيكون.
لقد جففوا الأقلام التي تكتب التاريخ وتسطره، بأمور عدة كالغزو الفكري على شبابنا حتى سخروهم لا يفكرون إلا الى أرنبة أنوفهم حتى قال القائل منهم كأس وغانية تفعل بالشباب المسلم ما لا تفعله ألف دبابة.
ولكن وان طال الزمان لا بد أن نتنفس الصعداء، ويظهر البريق الساطع ألا وهو نور الاسلام وعدله (وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب) ومتفائلون ببشرى النبي محمد ,, ولن يبقى بيت شذر ولا مدر إلا وسوف يدخله الاسلام بعز عزيز أو بذل ذليل أو كما قال، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وليد بن أديب صالح

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved