أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th November,2000العدد:10269الطبعةالاولـيالخميس 13 ,شعبان 1421

فنون تشكيلية

تلميحة
إذا أردت أن تكون فناناً متميزاً فقم بزيارة ألف معرض
محمد المنيف
يقال لأي شاعر مبتدئ اذا اردت ان تكون شاعرا لا يشق لك غبار فاحفظ الف قصيدة ونحن هنا نقول للفنانين التشكيليين الشباب اذا اردتم ان تكونوا فنانين ذوي خبرة وثقافة فقوموا بزيارة الف معرض وحتى لا يكون الطلب مبالغا فيه عليكم بالاستفادة مما يقام حاليا من معارض متنوعة تغنيكم عن السفر والبحث عن مثل هذه اللوحات في بلدانها وقد لا تجدونها مجتمعة كما هي في الرياض حاليا فالفرصة لا تعوض ولا تعود الا بعد وقت طويل.
ففي التردد على ما يقام من معارض ما يضيف معرفة قوية متعمقة للفنانين عامة وللشباب الواعد بشكل خاص ممن لا يتمكنون من التنقل والسفر في بداياتهم اذ ان الاقتراب بشكل مباشر للعمل الفني والتمعن في الكيفية التقنية لتنفيذه اكثر تأثيرا من مشاهدة الصور في الكتب حتى ولو كانت متخصصة اضافة الى ان الالتقاء بالفنانين المشاركين ما يحقق الكثير من الفائدة والمعرفة التاريخية عن الفنون في الدول التي تعرض اعمالها في المعرض.
أتذكر هنا دور المشاهدة المباشرة للعمل ما كان يتلقاه تلاميذ الفنان الهولندي ربمرانت من توجيهات عبر الاكتساب البصري ومشاهدتهم لاسلوب التنفيذ التي يقوم بها عند ممارسته للرسم حتى وصل تلامذته الى مرحلة التقليد التام لاعماله فقام بالتوقيع على لوحاتهم كونها جاءت طبقا للاصل, نحن هنا لا نطالب بالتقليد المباشر وانما المعرفة والوعي بالتقنيات ومعرفة الاقرب منها لقدراتنا ومقارنتها بما نقوم به فإن كنا الافضل فتلك نعمة كبيرة وان كنا اقل فالمحاولة امرها سهل وهكذا.
لقد كنت والكثير من زملاء الدراسة بمعهد التربية الفنية عام 1390ه وفي بداية استكشافنا لهذا العالم الابداعي نحلم ان نرى ولو صورة صغيرة للوحة لفنان عالمي او عربي وكانت مكتبة المعهد شحيحة الكتب ناهيكم عن المكتبات التجارية التي لم يكن يخطر على بال اصحابها ولو مجرد التفكير بجلب اي من تلك الكتب, واصبح من يمتلك مصورا للوحات الفنية مرجعا للبقية فأحلنا المعهد تلك الفترة الى صورة مصغرة من متحف اللوفر لتقليدنا اعمال فناني عصر النهضة, هذه الذكريات يعرفها العديد من رفاق الدرب ويتذكرون حجم المعاناة اما اليوم وفي عصر الانترنت وسهولة التنقل والسفر وما نراه من خدمة رائعة من المسئولين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب واستضافتها لهذه المعارض ما يحمل الاجيال القادمة مسؤولية تدني المستوى الابداعي والثقافي فكل السبل ميسرة وبشكل مكثف وبقي دور المبدعين وكشف نتائج مكتسباتهم.
التربية الفنية مرة أخرى
هل حققت الهدف منها وما هي المعوقات التي تعيق تحقيقه لماذا لم يستطع المعنيون بها اثبات دورها التربوي.
ولماذا هي المدعاة للتهكم والتندر من بعض معلمي المواد الاخرى.
وما تأثير الغاء دور الدرجات في نظرة الطلاب تجاه هذه المادة.
وما هو الدور الحقيقي للمشرف التربوي في تحقيق الهدف من المادة تلك الاسئلة وغيرها ليست جديدة وهذا ما يدفعنا للتعجب ان لا اجابة لها على ارض واقع هذه المادة واذا استبعدنا مسألة الدعم وبحثنا عن الجانب المتعلق بالمعلم لوجدنا ان مسؤوليته اكبر واهم في بداية الامر ابتداء من امتلاكه لادواته وقدرته على الرفع من مستوى نظرة الآخرين لها مؤطرا ذلك بثقافته ووعيه بابعادها التقنية والمعرفية وازالة ما علق على هذه المادة من صفات واتهام بعدم جدواها حتى اصبحت مصدر تهكم لمعلمي المواد الاخرى وتساؤلهم عن اي اجتماع يعقد للمادة بقولهم (وعلى اي شيء تجتمعون ولماذا) بالاضافة للتعليقات المغلفة بالابتسامة عند حضور معلم التربية الفنية لاجتماع اولياء الامور وعن الحاجة للسؤال عن المستوى او غيره ان البحث عن اسباب تراجع الاهتمام هذا الواقع وما يمر به وما وصل اليه عند الرجوع للبدايات ومعرفة الهدف من اقرارها لوجدنا ان هناك الكثير من الفجوات والمراحل والمؤثرات في مقدمتها هذا المزيج الغريب من المنتمين لتعليمه والمختصين فيه علما دون معرفة وللحديث بقية.
الإنترنت مجال رائع لتسويق اللوحة
يستطيع الفنان وفي اي مكان من اقامة معرض لاعماله مستقبلا الزوار من مختلف بقاع العالم وذلك عبر استحداث موقع خاص به عبر الانترنت مما يلغي المعاناة التي كان يواجهها عند حجز صالة في لندن او باريس او في بيروت كما هي فرصة للفنان النشط بأن يقيم معرضا كل شهر ويتلقى الطلبات للاقتناء ايضا, عالم أمره عجيب
حفل شاي يختم بدفتر زيارات
تعودنا ان نجد دفتر الزيارة في المعارض الفنية او اي مناسبة ثقافية عامة او خاصة وفي مواقع رسمية لكن ان نجدها في منزل من يقدم لنا واجبات الضيافة فهذا ما لم نتعوده, هذه الجملة قالها احد الاشقاء الفنانين عند استجابته لدعوة من زميل تشكيلي لزيارة منزله مع عدد من الفنانين استعرض عليهم مجموعة من اعماله واخذ في التقاط الصور وتقديم دفتر الزيارات ليبدوا رأيهم بابداعه قبل ان تجف رائحة الدسم من اناملهم ويعلق هذا الشقيق المستضاف بقوله ماذا يتوقع هذا المضيف ان يكتب الحضور عما شاهدوه من اعمال قد لا تكون بمستوى الاعجاب غير عبارات الثناء تقديرا لحسن الاستقبال وكرم الضيافة مع ما اجبروا على قوله من ثناء على الاعمال بالطبع ويعود للتساؤل هل يعني هذا الاسلوب تعويضا لما يفتقده هذا الفنان من عدم اكتراث الآخرين بما يعرضه في المعارض المكشوفة امام الجميع بعيدا عن الاحراج.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved