أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th November,2000العدد:10269الطبعةالاولـيالخميس 13 ,شعبان 1421

الثقافية

أجنحة الكلام
هل أدلكم,,؟
ريمة المبارك
هل أدلكم على مقياس نعرف به اين تقف حياتنا الثقافية بالضبط او تسير! هناك موقف دائم في كل بلاد الدنيا بين الناس عامة وبين الادارة الحكومية واجهزتها، موقف طبيعي تمليه الاسس التي تنهض عليها الدولة، الناس يطالبون ويلحون في الطلب لانهم اصحاب احتياجات لا تهدأ حتى يتم اشباعها واحيانا يغالون في ذلك الطلب والادارة الحكومية تستجيب للمطلب العام في نطاق قواعد ولوائح وخطط وشروط وأولويات وغيرها، انها تستجمع على مدار العام ميزانية عامة، توزعها على بنود الانفاق وفقا للاولويات والضرورات وليس بامكانها ان تتجاوز حدود الصرف التي تسمح بها تلك الميزانية حتى وان بقيت طموحات وتطلعات فئة من الناس محبطة, أليست هذه هي القاعدة العامة؟
لكننا في حالات كثيرة نواجه مواقف عكسية تماما فلا تثير فينا الا رغبة في الضحك، مثل ان نرى في بعض الافلام القديمة مدرسة في قرية من القرى مكتملة العدد للمدرسين والمدير والسعاة ولكن كل عدد التلاميذ فيها واحد لا غير إذا تغيب يوماً ارتبكت المدرسة بكامل هيئتها ونعرف في بعض الجامعات ان بعض التخصصات في الدراسات العليا تضم طالبا واحدا ينتدب له الأساتذة من جامعات اخرى او من بلاد بعيدة ورغم ان مدرسة الطالب الواحد أو القسم الذي يضم طالبا واحدا مشروع غير اقتصادي فان الادارة الحكومية تصر عليه لسبب آخر يخرج عن موضوع الاحتياجات وتلبيتها، كرغبتها في نشر التعليم مهما كان الثمن او رغبة الجامعة في توفير كافة التخصصات لطلاب الدراسات العليا او غير ذلك,.
الحالة الاولى التي تزيد فيها المطالبة على الوفاء بالاحتياج حالة سلبية ذات مؤشرات ايجابية والثانية التي يتجاوز فيها عدد المؤسسات والخدمات على الاحتياجات الحقيقية للناس حالة ايجابية ذات مؤشرات سلبية فالاولىتعني درجة عالية من الوعي لا تلاحقها امكانيات الدولة المادية او الفكرية والثانية تعني امكانيات مادية وفيرة للدولة ونظاماً للادارة يتميز بالوعي والطموح يقابله تقاعس الناس او تخلفهم,,!!
اريد ان اخرج من هذا كله الى وضع يبدو غير مفهوم لدينا,, تلك المؤسسات الثقافية كالاندية الادبية وجمعية الفنون والتي تبدو في بعض الاوقات مدرسة الطالب الواحد والمجلات والصفحات الثقافية في الصحف اليومية التي لا تكف تلاحق الادباء بحثا عن قصيدة جديدة او قصة متميزة او لقاء او حوار وقاعات العرض الفنية والمساحات الزمنية في اجهزة الاذاعة والتلفزيون المخصصة للبرامج الثقافية حيث لا تجد مادة جادة تملأ بها فراغها فتلجأ الى تعبئة الهواء فيها باي شيء,, هذه وغيرها ليس لها اي معنى الا ان حجم الوفرة في الامكانيات اكبر بكثير من قدرتنا على استغلالها بكامل طاقتها وامكانياتها، او اننا واقعون تحت سيطرة وهم يزين لنا ان حياتنا الثقافية معطاءة ومنتجة فاستراحت افئدتنا الى الاستنامة لهذا الحس دون تأمله واختبار مصداقيته فان شئتم مقياسا نعرف به ان حياتنا الثقافية موارة بعطائها متميزة بثرائها في الكم والكيف فقد نجده في خبر نسمعه، ان شاعرا كبيرا او قاصا يمسك بعمله الاخير ويدور على جهات النشر واحدة بعد اخرى يبحث عن مكان لنشر عمله لا تكون امامه فيه قائمة مطولة من الانتظار!!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved