أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th November,2000العدد:10269الطبعةالاولـيالخميس 13 ,شعبان 1421

الثقافية

المزيد من الكلام في الشأن الثقافي
تهاني الغريبي
في مجتمعنا طبقية ثقافية واضحة حيث زخم من الايديولوجيات والتيارات الفكرية المتباينة وبصرف النظر عن المثقف والمدرسة التي ينتمي اليها فإن حركته او اوجه نشاطه، رغم محدوديتها تظل عشوائية غير محكومة ولا مرصودة، وتأتي المعضلة في ان المثقف عادة ما يكون اقل تقبلا للوصاية بجميع اشكالها أهو فعلا فوق الوصاية وفي غنى عنها.
للمثقف توجهاته الخاصة وفكره المستقل الذي اضناه حضانة ورعاية، ولعل ما يميزه عن غيره جوانب من شخصيته تعب هو وحده في تعزيزها وارساء دعائمها مما ولد لديه شعورا بالاستقلالية وحب الذات والاعتزاز بها ونرتكب خطأ فادحا في بعض الأحايين حين ننهمك في اظهار ما لدينا من علم قليل على حساب الاستزادة من العلم الكثير الذي يرمقنا وهو يقبع هناك في انتظار ان ننهل منه وبمعنى آخر ان طاقة المثقف الانتاجية تفوق طاقته الاستهلاكية للمواد الثقافية، والأساسي منها احيانا تزدحم صفحات الجرائد بالمقالات متنوعة المواضيع وهذا يثير اسئلة اراهن على انها ستبقى دون اجابة لوقت طويل : هل الكتابة في الصحف النشاط الثقافي الوحيد الذي يريد المثقف ان يمارسه؟ هل هذا هو النشاط الثقافي الوحيد المتاح للمثقف ان يمارسه؟ وهل هذه السبيل الوحيدة لأن يفعل دوره في خدمة وطنه ويحقق رسالته المتوقعة منه؟ والسؤال الاساسي ماهي رسالة المثقف فعليا؟ وماهو المتوقع منه في الأساس؟ وهل من واجبه اثارة الاسئلة ام توفير الاجابات؟
في رأيي ان تنظيما مؤسساتيا على نحو ما يجب ان يتوافر ليشعل النار في اتون عقول توشك ان تخبو وبعضها قد خبا بالفعل والبرهان الاول على ذلك قاعات البحث: البعض مكره على الحضور، والبعض الآخر متطفل وهناك المزعجون والمنزعجون والمتكلمون والمتفلسفون والمتململون وقلة هم الجادون والمهتمون والذين يتم اثراؤهم والمثرون، قاعات البحث كنز حقيقي حبذا لو استفدنا منها كأحد اشكال النشاط الفكري والتفكير الجماعي او ما يعرف بالbrainstorming لا اعتقد انه يجدر ان نرغم استاذا جامعيا على حضور مثل هذه الحلقات اذا لم يكن هو يرغب في ذلك كما لا يجدر ان يدلي بدلوه الا اذا كان مملوءا.
والبرهان الثاني تخاذل العقل المثقف - ان صح التعبير - تدني عدد الحضور من السيدات في المحاضرات العامة التي لا يعلن عنها في وسائل الإعلام وإنما توجه الدعوات للجامعات والكليات فقط كأنما المعني بهذه المحاضرات هو صاحب الشهادة العليا فقط ، والتعليل الوحيد لدي هو تدني مستوى الاهتمام بالشأن الثقافي.
المثقف الحقيقي مطالب باحداث اثر وهو لن يحقق ذلك معبأ بالسخط والنقمة والتعالي والاحساس بعدم الجدوى، وهو فوق ذلك محاط بأجواء متصحرة ثقافيا وجماليا، وقد تكون الحقيقة قاسية ولكنه هو احد مسببات هذا التصحر من الضروري برأيي ايجاد قنوات غير الكتابة لا يمارس فيها المثقف ثقافته حسب بل وينميها لعل من المهم بمكان تعزيز التواجد السعودي في المؤتمرات العربية والعالمية وتكثيف التواصل مع مثقفي العالم الحقيقيين واستجلاب المحاضرين والمحاضرات من الخارج وفتح سبل التعاون الثقافي المشترك مع الآخر، ودعم المشاريع الثقافية التي تقوم عليها ورش الاكاديميين والمثقفين المختصين وفتح مراكز للمحاضرات وحلقات النقاش مما يكفل بث الحركة في اوصال الجسد الثقافي الذي يغطيه غطاء كثيف من المقالات المنهمرة وكثرة المقالات النقدية التي يقابلها ندرة في الاعمال الادبية وكثرة الاسماء المشتعلة بالثقافة وليست بالضرورة المثقفة.
paperblabe @ hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved