أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th November,2000العدد:10269الطبعةالاولـيالخميس 13 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الألَم والحُرقة والأمَل
قصيدة في رثاء الشهيد محمد الدُّرة وهي لسان حال أبيه جمال الدرة وهو يخاطبه قائلا:


بُنَيَّ: مِن أيِّ رُزءٍ فيكَ أبتَدىءُ
وَفِي فؤادِيَ نَارٌ ليسَ تَنطَفِئُ
بُنَيَّ: يا ألقَ الصُّبحِ الذي انكَسَفَت
شُموسُه، وغدَت فِي الأفقِ تَنكفِئُ
بُنَيَّ: ياقطرَةَ العُمرِ التي نَضَبت
مَا زِلتُ أرقُبُها إذ كَظَّني الظَّمَأُ
بُنَيَّ: يا جُرحِيَ الدَّامِي على كَبِدي
بأيِّ ذَنبٍ لكَ الأعداءُ قَد نَكأُوا
عَدَوا عَليكَ بأحقَادٍ مُؤجَّجَةٍ
تَناقَلوها مِنَ الآباءِ إذ نَشَأُوا
مَا فَتَّ فِي عَضُدِ الجَانِي تَوسُّلُنا
وَلَم يُحرِّك ضَمِيراً نَحونا المَلأُ
مَضى الخلائقُ كُلٌ فِي شَوَاغلِه
وَعدتُ وحدِيَ فَوق الجُرحِ أتكِىءُ
وهَوَّمَت لِلَذيذِ النَوم أعينُهم
فِي حين عَيني إلى الأحزانِ تَلتَجىءُ
قُلوبُهم مِن قَليلِ الحُزنِ فَارِغَةٌ
وَقلبيَ اليومَ بالآهاتِ مُمتَلِىءُ
بُنَيَّ: فِي جَنَّةِ الفردَوسِ مَوعدُنا
فاهنأ بعيشِكَ فِي أكنافِ مَن هَنِئوا
بُنَيَّ: عُمرُكَ لَم يُكمِل رِوايتَنا
إذ لَم يُخبِّركَ عن إرهابِهم نَبَأُ
قَالوا: بأنَّ (كَليمَ اللّهِ) قُدوَتُهم
وهم بتورَاتِهِ واللّهِ ما عَبَأُوا
لَم يَفقهوا فِكَرةً مِن سَمحِ شِرعَتِه
وكِلمَةً مِن مَدَى التَّلمودِ ما قَرَأُوا
إن يزعموا أنَّهم للصُلحِ قد لجأوا
أو يَدَّعوا أنَّهم سِلمٌ، فقَد خَسِئُوا
شَريعةُ الغَابِ نَهجٌ يُؤمٌنونَ بِه
ومِن سِواهُ وحَقِ اللّهِ قد بَرِئُوا
كَم مِن رِقَابٍ بِكَفِّ الغَدرِ قَد نَحروا
وأعينٍ بِيد الطُّغيانِ قد فَقأُوا
في (ديرِ ياسينَ) في (قَانا) جَرائِمُهم
تحكي: بأنهمُ عن دِينهم صَبَأُوا
قد دَنسوا المسجدَ الأقصى وصخرَتَه
وفوقَ أرضهما غصباً لقد وطئوا
ما كان خنزيرُهم (شارونُ) أوَّلَهم
بل قَبلَه ألفُ خِنزيرٍ قد اجترأوا
خَمسونَ عاماً ودُنيا البَغي بَارزَةٌ
ونَحنُ فِي طُهرِنا نبقى ونَختَبئُ
أسيافهم مِن بَرِيقِ النَّصرِ لامِعَةٌ
وَسيفُنا يعتليهِ الخوفُ والصَّدَأُ
سَقَوا لنا الذُّلَّ مٌن كأسٍ مُصَبَّرَة
حتى إذا ما شَرِبنا قَطرَةً مَلأُوا
أبناءَ صُهيونَ: والأيامُ في دُولٍ
وليسَ يبقَى على حَالاتِهم مَلأُ
إن سَرَّكم زَمَنٌ قَد سَاءَ غيرَكمُ
فَلا تظنُّوا بأنَّا أُمَّةٌ هُزُؤُ
ولا تَظُنّوا بأنَّ الموتَ يُرهُبِنا
فالمسرِعونَ إلى لقياهُ مَا فَتِئُوا
جَرَّبتمونا بلُبنانَ التي اندَحرَت
فُلولُكم فَوقَها مِن بَعدِ مَا خسئوا
فاستَقبلوا قَافِلاتِ الموتِ وَاحدَةً
فِي إثرِ أُخرَى على هاماتِكم تَطأَُ
سَيقتلُ الجَديُ ذئباً فِي تَحفُّزِهِ
وَيصرَعُ الليثَ في إقدامِه الرَّشَأُ

زكي إبراهيم السالم
الأحساء

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved