أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th November,2000العدد:10269الطبعةالاولـيالخميس 13 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

لله دركم يا قادتنا ما أكرمكم وأوفاكم!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد هيأ الله لهذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية أولياء أمور أوفياء جندوا أنفسهم وأولادهم، وأموالهم، وسخروا كل أوقاتهم وجهودهم وإمكاناتهم المادية والمعنوية من أجل إعلاء كلمة التوحيد، والحفاظ على مبادئ الاسلام والعمل بها عقيدة وشريعة وأخلاقاً، وتطبيقها على الصغير والكبير، الغني والفقير، الذكر والأنثى، والانطلاق منها في العلاقات والتعاملات، والتصورات والأحكام، والنظرات والاعتقاد الجازم والقناعة التامة أن التمسك بها والعمل بمقتضياتها والثبات عليها هو العزة الحقيقية، وسبب التمكين والنصر والرفعة والقوة، تحقيقاً لقول الله تعالى الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور وقوله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتني .
وليس هذا فحسب بل انهم حملوا على عواتقهم الدعوة إلى الله وفق العقيدة الصحيحة والمنهج السليم فوق كل أرض، وتحت كل سماء، وعلى مختلف المستويات والأصعدة، والأحوال والظروف، دون كلل أو ملل أو منة، مع ما يصاحب ذلك من الوقفات الصلبة والقوية والمخلصة الصادقة مع قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ودعمها بدون حدود.
وإن الغاية الكبرى، والهم الأول لهؤلاء الرجال الأفذاذ، والقادة المتمرسين، والولاة المصلحين تتمثل في توفير كل ما من شأنه خدمة أبناء هذا الوطن والحرص على ما يحقق لهم الرفاهية والاستقرار ورغد العيش، ويوفر لهم الأمن والأمان والطمأنية، ويجعلهم أعضاء عاملين نافعين، ولبنات صالحة من لبنات مجتمعنا الطيب، خاصة منهم الشباب الذين هم رجال المستقبل وحماة العقيدة ورصيد الأمة، وعنوان مستقبلها ودرعها الواقي بعد الله، فمن أجلهم وضعت الخطط، وهيئت البرامج، وأقيمت المؤسسات التعليمية والعملية وغيرها، وفق أحدث الوسائل، وأرقى الأساليب، مع تواصل منقطع النظير، واستمرار لا يعرف السأم أو الوقوف عند حد معين، في تفعيل دور جميع القطاعات العامة والخاصة ومتابعتها ودعمها بدون حدود لتؤدي رسالتها المنوطة بها تجاه هؤلاء الشباب باحتضانهم وتعليمهم وترتيبهم وتوجيههم الوجهة السليمة، واعدادهم الاعداد المطلوب ليكونوا مصدر عز الأمة وفخرها، وليواكبوا الأمم الأخرى في جميع الميادين وشتى المجالات بل ويتفوقوا عليهم مع التمسك بالثوابت والاصول والأسس التي قامت عليها بلادهم الأمر الذي معه أصبح الحلم حقيقة والخيال واقعاً، فصار أبناء هذا الوطن يشار إليهم بالبنان ويقصدون للاستفادة منهم من كل مكان، وينظر إليهم نظرة تقدير واعزاز واحترام، ويحسب لهم الحساب.
والفضل في ذلك والمنة لله سبحانه ثم لولاة أمورنا الذين يسهرون لينام الناس، ويتعبون من أجل راحة رعيتهم، وها نحن نرى في هذه الأيام وبكل اعتزاز وافتخار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وفقه الله يتابع وبكل دقة وحرص أحوال أبنائه المواطنين في منطقة جيزان بنفسه ليطمئن على احوالهم الصحية والاجتماعية ويوجه بتوجيهاته الكريمة جميع الوزارات والقطاعات الحكومية من مدنية وعسكرية لتؤدي واجبها تجاه ما ألم بتلك المنطقة من ذلك المرض المسمى بحمى الوادي المتصدع وذلك قبل اسبوعين يباشرها ويشرف عليها المسؤولون عن تلك المؤسسات وفق التوجيه الكريم بكل جد واخلاص وأمانة مع أمره حفظه الله بتعويض أصحاب الحيوانات وغيرها والتي قد تكون ناقلة أو مسببة لهذا الداء عند اتلافها مع استخدام الكفاءات المدربة والخبرات المتميزة من الأطباء والمختصين لمكافحة هذا الفيروس ومسبباته ووضع الاحتياطات التي من خلالها توجد الوقاية من هذا المرض في المستقبل إن شاء الله دون نظر إلى قلة التكاليف المادية أو المعنوية أو كثرتها لأن الهم الأول والأخير لولاة الأمر كما سبق وان ذكرنا هو انسان هذه البلاد من أي بقعة من بقاعها، شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً، وتوفير جميع متطلبات الحياة وضرورياتها بل وحتى الكماليات والتحسينات وأبعد من هذا تلك الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله لمنطقة جازان بعد عودته سالماً غانماً من رحلته المباركة والميمونة التي زار خلالها عدداً من دول العالم حاملاً معه كل خير لأبناء هذا الوطن، إلا أنه رغم طول مدة السفر وبعد المسافة وعظم المهمة وكثرة التنقلات جاء وبكل محبة وشوق متوكلاً على الله مؤمناً بقضائه وقدره لينقل تعازي أخيه خادم الحرمين الشريفين لأهالي جيزان ويتفقد من خلال هذه الزيارة جميع الخطط والترتيبات والأعمال التي أُديت من قبل الجهات ذات العلاقة لمكافحة هذا الوباء والقضاء عليه كما يشرف على ما يبذل من جهود مباركة تجاه هذا الأمر ويقف عليها بنفسه داعماً ومفعلاً ومنشطاً وموجهاً ومطمئناً ومعايشاً لابنائه المحبين المخلصين الأوفياء في تلك البقعة الغالية من وطننا الحبيب.
إن الأثر الذي أوجده ذلك الاهتمام من خادم الحرمين الشريفين وهذه الزيارة لسمو ولي العهد ورسماه وأرسياه ليمثل قوة عرىالمحبة وصلابة وشائج المودة وعظم حقيقة التآلف والولاء بين الراعي والرعية والحاكم والمحكوم وصدق تحمل المسؤولية والقيام بها على أتم وجه في هذه البلاد المباركة يتجلى ذلك بصورة لا يوجد لها نظير في العالم كله ولم أر لها مثيلاً فيما اطلعت عليه من أحوال الأمم.
ومن هنا كان شعور شعب المملكة بصفة عامة وأبناء تلك المنطقة بصفة خاصة لا يكاد يوصف وسرورهم لا يحد بحد وانطباعاتهم لا يمكن أن ينطق بها لسان أو يسطرها قلم أو تصفها مشاعر، فلم يبق لهم إلا أن تلهج ألسنتهم ليلاً ونهاراً بالدعاء الخالص لقائد هذه البلاد وإمامها وولي عهده الأمين بأن يحفظهم الله من كل سوء ومكروه، وأن يديم عليهم نعمه الظاهرة والباطنة ويكلأهم بعنايته ورعايته، ويزيدهم عزاً ونصراً وتمكيناً ويبارك لهم في أعمارهم وأولادهم وأموالهم وأفراد شعبهم وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله.
د, سليمان بن عبدالله أبا الخيل
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved