أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th November,2000العدد:10269الطبعةالاولـيالخميس 13 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الإعلام الصهيوني وحتمية مواجهته بنفس أدواته
عزيزتي الجزيرة:
عندما نستدني الورق ونمسك بالقلم,, ونبدأ في عقد المقارنات والموازنات ونأخذ في استعراض ميزان القوى نجد أن البون شاسع والهوة كبيرة بيننا وبين العدو الصهيوني، فليس هناك وجه للمقارنة بين جيشنا العربي وبين الجيش الاسرائيلي بصناعاته وتقنياته وتجهيزاته,, وهذه حقيقة,, ما أظن أن أحداً يشك بها أو ينكرها.
ولكن بما ان اليهود يرتكبون على الأرض المحتلة أبشع وأعنف المظالم,, ويفجرون عن طريق وسائل الاعلام قنابل كلامية مليئة بالتهديد والتخويف للعرب,, فلماذا نحن نرسم على ظهور الصحف والمجلات خريطة ضعفنا وهواننا ونلقي في نفوس متلقينا الرهبة والاحباط؟ لماذا نعلن هزيمتنا أمام العدو ونبيّن له خللنا ونقصنا,, واذا كنت أيها الكاتب وأنت أيها المفكر والمحلل السياسي ضعيفاً ومهزوماً نفسياً وقلمياً إن جاز التعبير فان بني عمك فيهم رماح فيهم الذين لا يهتمون بالعدو ولا ينظرون الى هذه المفارقات والموازنات ومستعدون لمنازلة العدو ولو كانوا عُزّلا من السلاح لأنهم يعرفون ضعف العدو وهوانه ويعرفون خوفه وذلته وصغاره,, وكما رأينا الشعب الفلسطيني الأعزل والمجرد من السلاح وكيف واجه العدو ووقف أمامه فلم ترهبه طائراته ودباباته وأجهزته المتطورة وامكاناته لم ينظر الى كل هذه الأشياء بل خرج الى الشوارع وأخذ يستقبل مدافعه وقنابله بصدره ورأسه.
فاذا كنا عاجزين عن مواجهة العدو ومنازلته سلاحيا وعاجزين كذلك عن مقاطعته اقتصاديا فلماذا لا ننازله ونحاربه كلاميا لماذا لا نلقي فيه الرعب لماذا لا نجعل الساحة الاعلامية تضج بالرسائل التهديدية والتخويفية الموجهة للعدو,, لماذا لا نقابل تصريحاته ورسائله التهديدية برسائل أخرى تفوح منها روائح القوة والشجاعة وعدم الاكتراث به وبامكاناته وثكناته العسكرية المدمرة، فالحرب الآن حرب اعلامية فلابد ان نحتاط لها وان نسمع العدو النبرة القوية الشجاعة النبرة المتحدية التي لا تكترث بالعدو ولا بامكاناته الاقتصادية والعسكرية,, والعدو يعرف قدراتك وإمكاناتك اخي المسلم ولا يجهل ذلك,, ولكنه يقف حائرا أمام هذه العقيدة التي تملأ جوانحك والتي ما ان تحركت فلن يقف في وجهها أي قوة وهو يتحاشى تحريكها وتأجيجها لأنه سيقابل أناسا يريدون الموت ويبحثون عن الشهادة والفوز بالجنة فعندما تستخدم مع العدو نفس السلاح الذي يستخدمه في حروبه النفسية معنا فانه سيتقهقر وسيتراجع وقد ينثني عن بعض أهدافه ويوقف الكثير من تحركاته.
خالد عبدالعزيز الحمادا
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved