|
| عزيزتـي الجزيرة
في يوم الاثنين الموافق 10/8/1421ه فرق الموت بيننا وبين احد احبائنا الذين عملوا في مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض في بدايتها التأسيسية منذ اكثر من ثلاثة عقود ونصف من الزمن انه الصديق العزيز عبدالرحمن بن جبر الجبر الذي وافته المنية بعد مرض عضال داهمه قبل سنوات قليلة وما دعاني الى كتابة هذه السطور ليس جزعا من الموت فالموت بلا ريب حق ونهاية كل مخلوق كما قال تعالى: كل نفس ذائقة الموت انما من باب ذكر محاسن الموتى حيث كان رحمه الله مثالا للرجل الصالح في دينه وخلقه وتعامله فبعد تقاعده من العمل قبل سنوات قليلة اصيب بجلطة وتراكمت على كاهله الظروف الصحية وتبعاتها القاسية وامام هذا حرص الكثير من زملائه على زيارته وكان يفرح بتواصلهم وفي بعض الاحيان يتأثر اذا عجز عن الكلام لظروفه الصحية والتعبير عن ما في نفسه ووجدانه الامر الذي ينم عن شفافية احاسيسه ومشاعره الجياشة تجاه هؤلاء الزوار والاصدقاء الذين جاءوا يقدمون له نتاج ما بذره من حسن تعامل ودماثة خلق على ارض الواقع والحقيقة.
كان يرحمه الله ذلق اللسان وطيب العشرة لا يحبذ ان يتكلم في احد بل كان يمقت النميمة والغيبة وما اعظمها من ذنب في زمن تفشت فيه الظاهرتان حمانا الله واياكم من شرهما المستطير.
فقد ذكر احد زملائه والذي رافقه ابان تدشين مشروع مياه الحاير والذي كان المشروع الوحيد الذي يمد ويغذي مدينة الرياض بالمياه في ذلك الوقت بأنه قد زامل هذا الرجل وجاوره اربعين سنة ولم يسمع منه كلمة نابية او اساء لاحد بل كان هاشا باشا وذا قلب مفعم بالعطف والحس المرهف في كل الاحوال.
ان محاسن الرجل كثيرة ولا يمكن ان نذكرها في مقالة قصيرة ولكن ما ذكرت هو غيض من فيض من اجود الصفات الحميدة التي قلما تتوفر وامثال هؤلاء كرسوا جهدهم وافنوا زهرة شبابهم لخدمة هذا القطاع الحيوي منذ اكثر من 35 عاما خلت كانت حافلة بالجد والعطاء والاخلاص في مسيرته العملية وهؤلاء بلاشك يحق للوطن ان يفتخر بهم ولما قدموه من جهود ثمينة وتضحيات كبيرة في سبيل خدمته عبر هذا القطاع الحيوي.
وعزاؤنا في ابنائه بأن يقتدوا بسيرة ابيهم العطرة,, فرحمك الله يا أبا محمد واسكنك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون .
المهندس/ محمد بن عبدالله الغنيمي مدير عام التشغيل والصيانة بمصلحة المياه |
|
|
|
|
