أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th November,2000العدد:10269الطبعةالاولـيالخميس 13 ,شعبان 1421

العالم اليوم

دور حيوي وهام للمملكة ومصر في دعم الانتفاضة
ندوة بالقاهرة:تطلعات إسرائيل غير المشروعة فجرت انتفاضة الأقصى
غموض أوسلو شجع على زيادة أطماع إسرائيل
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد حسن
* ما هي الأسباب التي أدت لتفجر انتفاضة الأقصى وما هي النتائج والدلالات التي عكستها الانتفاضة على الواقع الفلسطيني والعربي؟ وما هي الملامح المستقبلية لمسيرة السلام في ظل استمرار العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين واستمرار الانتفاضة؟
هذه التساؤلات كانت محور الندوة التي عقدتها جمعية النداء الجديد بالقاهرة واستضافت فيها الدكتور عبدالعليم محمد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام والخبير في الشؤون الإسرائيلية وحضرها عدد كبير من المحللين والمفكرين.
أشار د, عبدالعليم محمد في بداية حديثه إلى ضرورة البحث في جذور الانتفاضة وقال إن جذورها تعود إلى صيغة السلام التي تنص عليها معاهدات أوسلو وان تلك الصيغة هي التي دفعت الأمور للانفجار بسبب غموض بعض المواقف والأمور التي أوجبت للطرف الأقوى ان يفسرها لصالحه وتزايدت التطلعات غير المشروعة للجانب الإسرائيلي بينما كان الجانب الفلسطيني يحاول تطبيق ما تم الاتفاق عليه وباستمرار التعنت الإسرائيلي عاش الفلسطينيون في واقع مرير ومن ناحية أخرى نجد أن فلسطين مقسمة إلى تسع قطع غير متصلة وازدادت حركة الاستيطان بعد اوسلو إلى ثمان وسبعين ألف وخمسمائة مستوطنة في حين تعرضت تلك المناطق الفلسطينية المنعزلة للحصار أكثر من 331 يوم بعد أوسلو ووصل عدد الضحايا خلال السبع سنوات الأخيرة بعد أوسلو إلى ثلاثمائة وثمانين ضحية من المدنيين، وعلى المستوى الاقليمي ترجع جذور الانتفاضة لانتصارات حزب الله وما حققته من نجاحات في الجنوب اللبناني والتي أجبرت إسرائيل على الانسحاب من الجنوب وتدعيم بعض الدول العربية والإسلامية لحزب الله شجع قيام الانتفاضة، وعلى المستوى الدولي وما حدث في كامبد ديفيد الأخيرة ورفض عرفات لمشروع كلينتون وباراك الخاص بالقدس الشريف والحي اليهودي واكتشاف إسرائيل ان لعرفات حدودا في عدم التنازل عن القدس ورفض إسرائيل تحمل قضية اللاجئين واكتشاف الفلسطينيين ان ما ينتظرهم مجرد دولة مفككة كان داعيا لتفجر الانتفاضة.
البحث عن العدل
وانتقل د, عبدالعليم بعدها لمحاولة المقارنة بين ظروف انتفاضة 87 وانتفاضة الأقصى 2000، حيث يرى ان انتفاضة 87 نشأت حين اضطرت المقاومة إلى الخروج من لبنان فكانت تعويضا عن هذا الخروج وتعتبر انتفاضة الداخل الفلسطيني بحثاً عن الحل السياسي للمشكلة الفلسطينية، اما انتفاضة الاقصى الحالية جاءت نتيجة توقف الحل السياسي وبالتالي فقد نشأت حول الدولة والحكومة بحثا عن حل سياسي عادل.
وأضاف د, عبدالعليم ان هذه الانتفاضة تطرح اشكاليات وتساؤلات عدة عن مدى استمرارية الانتفاضة إلى مالا نهاية وهل الدعم المادي أو الدبلوماسي العربي كفيل لاستمرارها وما هي صيغة هذه الانتفاضة وشكلها، وفي ظل تصريحات السلطة الفلسطينية التي تمنع استخدام السلام على نطاق واسع هل يمكن ان تستمر المقاومة بالحجارة ويرى ان في تقديره ان القيادة الفلسطينية تستطيع من خلال المقاومة تحريك التفاوض ولكن بأساليب وأسس جديدة، ويمكن ان تكون الانتفاضة أداة لاستقطاب الرأي العام العالمي.
ويرى د, عبدالعليم ان من شأن هذه الانتفاضة ان تؤثر على إسرائيل على عدة مستويات، سياسية عندما تكشف تجاوزات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وقتلها للضحايا كل يوم، وعلى المستوى الاقتصادي فقد خسرت إسرائيل منذ بداية الانتفاضة 2 مليار دولار وبجانب توقف قطاع السياحة وعلى المستوى العسكري فهناك خسارة عسكرية يومية والجيش في حالة تأهب واستعداد، بجانب ان تلك الانتفاضة تؤثر على علاقة إسرائبل بالأقلية العربية في إسرائيل.
احتمالات وتعليقات
وعن احتمالات استمرار تلك الانتفاضة ومستقبلها يؤكد د, عبدالعليم ان إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في مقاومة تلك الانتفاضة بهذه الطريقة وهي تخسر كل يوم على جميع المستويات الدولية والمحلية ولكي تواجه هذا الوضع يمكن أن تلجأ إلى احد احتمالين:
أولهما: ان تقوم بالفصل بين فلسطين وإسرائيل بالرغم ان هذا الاحتمال لا يعتبر جديدا فهو هاجس إسرائيلي بعد أوسلو، وتحاول إسرائيل عمل فاصل إلكتروني لمنع دخول إسرائيل وهي خطة جاهزة قدرت تكاليفها بثلاثمائة مليون دولار.
ثانياً: اقتحام المناطق الفلسطينية وتعيد احتلالها وقد فعلت ذلك جزئيات في قطاع غزة.
وفي تعليق أكد مازن أبو بكر مستشار الصحة بالسلطة الفلسطينية على الدور الحيوي التي قامت به كل من مصر والسعودية في تقديم الدعم المادي والمعنوي للانتفاضة بوجه خاص والسلطة الفلسطينية بوجه عام وخاصة في الدعم الصحي لجرحى الانتفاضة، وأكد ان الانتفاضة سوف تستمر ولا تهاون في شبر من أرض القدس.
وأكد الكاتب الصحفي أحمد عز العرب بأن إسرائيل خططت فعليا لقيام هذا التصادم بزيارة شارون للقدس وقيام انتفاضة فلسطينية واستمرار المقاومة الإسرائيلية وقتل الفلسطينيين، حتى تقوم نزعة عربية شعبية تعمل على سقوط الأنظمة العربية الحالية واستبدالها بأخرى معادية لأمريكا وإسرائيل حتى ترجع إسرائيل الحليف الوحيد لأمريكا في المنطقة.
وقال أسامة عرابي الكاتب بالأهرام بان إسرائيل فجرت التصادمات مع الفلسطينيين حتى تفرض سيطرتها على القدس ودليل على ذلك استمرار تكاثر المستوطنات الإسرائيلية حول القدس حتى لا يجد العرب ما يفاوضون عليه وبالتالي السيطرة على القدس.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved