أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th November,2000العدد:10276الطبعةالاولـيالخميس 20 ,شعبان 1421

مقـالات

شمس العصافير
النهايات الحزينة
ناهد باشطح
* قبس:
(ليس ثمة سوى نوع واحد من الحب، ولكن ثمة ألف نسخة)
حكمة عالمية
لماذا تفتر العلاقات الإنسانية دون أن تنتهي؟! ولماذا تذبل الوردة,, تفقد عطرها دون أن تموت؟! ولماذا ينتحب الطائر,, يشدو حزيناً لكنه لا يكف عن الغناء؟!
هل تدخل علاقاتنا الإنسانية في دائرة الاعتياد فنحب لأننا اعتدنا أن نفعل ذلك مثلما اعتدنا أيامنا!! ولكن الحب ليس عادة بل هو كما يقول اوريبيديس (الشيء الأكثر عذوبة والأكثر مرارة) وهذا يعني انه ضد السكون والعادة فهو أساس المتناقضات ويملك من التضاد ما يدعو للتأمل.
كم من العلاقات منذ عرفنا الحياة بقيت معلقة لا هي انتهت ولا ظلت متاججة فقط الذكريات هي التي بقيت معنا!! كم من الأطياف تزورنا فنحن إليها أو نتعب عليها أو نصرف التفكير عنها!!
وحدها العلاقات تعبر عن قوتنا في صنعها وعجزنا عن الاحتفاظ بها وأعني بذلك مسؤوليتنا تجاه علاقاتنا وقدرتنا على الاحتفاظ بالآخر قريباً منا اذ لا تنتهي أي علاقة دون أن يكون أحد الأطراف قرر على الأقل لا شعورياً نهايتها أو التخلي عن مسؤولية الاحتفاظ بها ولذلك دلالات حيث تبدأ تفقد اهتمامك بشؤون الآخر وقد تشغلك الدنيا بصراعاتها عنه، ويبدأ في داخلك تردد حين العطاء وتهمس لنفسك هل يستحق ما أفعل لأجله؟
وتدريجياً تنطفئ الرغبة المشعة في داخلك لاسعاده والتي تعبر عنها أقوالك، سلوكياتك ثم تبدأ مرحلة بداية النهايات المعلقة.
ويبدأ الفتور بالتسلل، هنا يمكن أن يشترك الاثنان لتنشيط العلاقة بوعي وقرار لانعاشها واستمرارها لكن مشكلتنا الفعلية في عدم الوعي بأهمية العلاقات ودورها في اشباع الجزء العاطفي والوجداني في حياتنا.
ان نجاح أي علاقة واستمرارها هي مسؤولية الطرفين ولا تبدأ علاقة أو تنتهي دون ارادتنا والشخص المغيب عن ذلك لا يعتبر ناضجا عاطفياً.
فالحب في نظري قرار ومسؤولية اذا لا يمكن أن يعذبك شخص ويهمك وتحبه وتعطيه من فيض روحك وتقنع نفسك أن الحب تضحية الصحيح انه يوجد خلل في مفهومك للحب الذي هو أساس العلاقات الانسانية في الحياة.
الحب مسؤولية فإذا قررت أن تحب فاعرف أن الطريق ليس مفروشاً بالورود لكنه بالوعي يصبح، معبداً يسهل عن طريقه تحقيق الأماني.
والتضحية والايثار والعطاء وكل القيم الجمالية الغالية يجب أن تعطيها لمن يستحق ذلك للآخر الذي يأتيك دون أن تناديه ويمسح دموعك قبل أن تبكي والا فانشر روحك العبقة بالعطاء للعالم دون حدود وأَبقِ علاقاتك مع الآخر ساكنة بانتظار اللحظة الحاسمة للبداية أو الموت.
NBASHATAH @ HOTMAIL.COM

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved