أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th November,2000العدد:10276الطبعةالاولـيالخميس 20 ,شعبان 1421

الثقافية

الزمن المقلوب
لمريض اسمه الكتاب
الحلقة الثانية
أحمد عبدالرحمن العرفج
العازفون عن القراءة يبررون هذا الانصراف الاختياري من خلال اعذار منها سعر الكتاب، ازدياد اعباء الحياة ولكن الاستاذ محمد عدنان سالم رد على ذلك بقوله: انها اعذار واهية لو صح من اصحابها العزم لوفروا للقراءة من اوقات فراغهم ومن كمالياتهم الوقت والمال,, او لتوجهوا الى المكتبات العامة,, التي تشكو الهجران ليشبعوا نهمهم القرائي.
ومن الاعذار تدفق القنوات الاعلامية عبر الاقمار الصناعية هذا المولود الذي سرق اعين الناس وجاء بسحر عظيم ليكشف عن فتور في الهمة وضعف في الشخصية وخلل في التقويم.
ومن هذه الزاوية يقول السيد الاستاذ محمد عدنان سالم : لو ان هؤلاء قدروا لكل امر قدره واعطوا كل ذي حق حقه، لما اسلموا جل اوقاتهم وباعوا كل حياتهم لهذه القنوات، ولاختاروا منها البرنامج المناسب في الوقت المناسب.
وعند ذلك سيكونون قد استفادوا منهما وأحسنوا استخدامها ووظفوها لخدمتهم بدلا من ان توظفهم لخدمتها فانما وجدت القنوات الفضائية لتزيد من اختيارات الانسان، لا لتستعبده وتذهب بجميع اوقاته.
وفي مجال الابداع وقوة التأليف والابتكار التصنيفي المدهش يقول الاستاذ سالم : هدأت المعارك الادبية، والمناظرات الفكرية والمقالات النقدية، التي كانت تحفل بها الاوساط الثقافية في اواسط القرن ونضبت بهدوئها القرائح فانكفأت الى التكرار والاجترار والاقتباس والمحاكاة ولاذت بالتراث تستنطقه الافكار بدلا من ان ترتكز عليه في بناء الافكار .
ويركز الاستاذ سالم في ضمور الوعي وتراجع النقد الى عوامل منها:
تحول النقد الى التفريط والمجاملات.
احتكار الحقيقة ورفض الرأي الآخر.
ليصل الى ان الحركة الفكرية ركدت، وتراخت الميول النقدية وتحول القارىء الى متلق ملول ذلك ان الافكار لا تنمو الا باحتكاكها وتصادمها وتعددها وان ثقافة الرأي الواحد، والاتجاه الواحد مآلها الذبول والفناء .
صناعة النشر بدورها تأثرت بانصراف البشر عن القراءة ورداءة التأليف وقوة الرقابة على الكتاب ناهيك عن تعامل الدول مع الكتاب بوصفه سلعة اقتصادية ودون النظر الى خصوصيته الثقافية وافتقار صناعة النشر الى تنظيمات مهينة كل ذلك ادى الى اضعاف هذه الصناعة وقلة عدد الناشرين المؤهلين.
اشارة حمراء: ان اكبر تحد تواجهه صناعة النشر، على مشارف القرن الحادي والعشرين هو في تحول الاوعية المعلوماتية الى الاقراص الممغنطة والوسائط المتعددة,, فهل سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها.
وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل ازاء منافسه الالكتروني.
وهل من سبيل الى التعايش بينهما؟
واذا لم يكن تعايشهما ممكنا فما مآل صناعة النشر؟
هل ستنضم الى قائمة المهن المرشحة للانقراض؟
ام انها ستستطيع ان تطور نفسها وتستخدم التقنيات الحديثة لتتحول الى النشر الالكتروني؟
AL. ARFAJ @ HOTMAIL. COM

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved