أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th November,2000العدد:10276الطبعةالاولـيالخميس 20 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الدوام الشتوي,, هموم واقتراحات
في مطلع كل عام دراسي نلاحظ تزايداً أكبر في الازدحام المروري خصوصاً مع بدء اليوم الدراسي, وأصبح التوجه صباحاً للدراسة أو العمل كابوساً لدى البعض خصوصا سكان المدن الكبيرة كمدينة الرياض, وبدلاً من البحث عن حلول مبتكرة لهذه المشكلة المتفاقمة ها نحن نفاجأ بالتحول الى نظام الدوام الشتوي والذي زاد الأمر سوءاً وحول الزحام المروري الى شلل مروري.
يتأخر الدوام في النظام الشتوي نصف ساعة في الصباح فبدلاً من بدء الطابور الساعة 6,45 صباحاً أصبح في الساعة 7,15 صباحا, بالنسبة لي وغالبية الأسر التي تنقل أبناءها بواسطة السيارة الى المدرسة خاصة تلك التي تعول أكثر من طالب فان الطالب يضطر للخروج بزيادة ربع ساعة فقط نظرا للزحام ويعود بعد ثلاثة أرباع الساعة بسبب الزحام أيضا, وبذلك تكون خسارة الطالب الواحد نصف ساعة من يومه.
من جانب آخر، فان هناك توجهاً على أعلى المستويات لتسهيل أداء الحركة المرورية في مدينة الرياض, وبالرغم من ذلك، فانه من الملاحظ للجميع ان الزحام قد تفاقم في الصباح بداية من الساعة 6,45 حتى الساعة 8,15 صباحاً وذلك لتوجه الطلاب والموظفين في وقت واحد الى مقاصدهم, والذي رأيته بعيني أن حركة طريق صلاح الدين الضخم تقف كلياً عند تقاطعه مع طريق الجامعة، حيث ان الاشارة المرورية بطريق الجامعة لا تستطيع أن تواكب التدفق الهائل للسيارات، حيث يقف رجال الأمن حائرين في كيفية تسهيل مرور السيارات المتراصة في نفس التقاطع وهي التي لا تتحرك نتيجة الاشارة, ثم لك أن تتصور ماذا يفعل السائقون والاشارة خضراء في الجانب الآخر! وفي هذا الخضم ترى سؤالاً حائراً في أعين الجميع من المسؤول,,,؟! .
ان قرار تأخير دوام الطلاب هذا يؤثر مباشرة وعلى الأخص في وقت الذروة على عمل جهات حكومية عدة ذات أنشطة حيوية مثل الهلال الأحمر والدفاع المدني ورجال الأمن حيث يعتبر الوقت بالنسبة لهؤلاء عاملاً حيوياً في كفاءة خدماتهم, بل ان قطاع المرور هو خط المواجهة الأول في مشكلة الازدحام هذه ومع هذا فان جهتين تنفردان باعلان القرار وهما وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات رغم تأثير القرار وارتباطه بالجهات المذكورة سابقاً وربما بشكل أكبر.
لا تخفى على أحد تلك الآثار المباشرة للازدحام المروري بدءاً بالحوادث وآثارها المادية على البشر وعلى الاقتصاد الوطني ومروراً بالوقت المهدر من عمر السائق والراكب وأفراد المرور وانتهاء بالأثر النفسي على تلك الطاقات المنتجة من معلمين وموظفين وغيرهم.
لقد قمت بعمل استفتاء شفوي على مستوى مديري المدارس والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور وكذلك بعض ملاك المدارس الخاصة وتجاوزت هؤلاء الى رجال الأمن والموظفين الذين ليس لهم أولاد بل لم يتزوجوا بعد وجميعهم أبدوا استياءهم وهمومهم عند بداية هذا التغيير والكل من جانبه يعاني.
الأمر الذي جعلني بصفتي مسؤولاً عن بعض الأقسام في القطاع الذي أعمل به أغير وقت الورديات في قسم التشغيل الذي يعمل على مدار الساعة حيث كان التوزيع الزمني للفترات الورديات : 8 4 ثم 4 12 ثم 12 - 8 وأصبح: 7 3 ثم 3 11 ثم 11 7, والملاحظ اننا قدمنا الوقت بدلاً من تأخيره وذلك تفادياً للزحام المروري.
فاذا كان الأمر كذلك، لماذا لا نصحح هذا الوضع بجعل الدوام دواماً واحداً طوال العام بدلاً من اثنين، ولا نسلم بهذا التقليد السنوي المروروث، اقول، ربما كان هذا التقليد عملياً ومقبولاً في العقود الماضية حيث كان عدد السكان قليلاً وجميع الطلاب والمدرسين يصلون الى مدارسهم مشياً على الأقدام، أما الآن فقد تغير الحال, فلا ينبغي التسليم بهذا الوضع والاستمرار عليه بعلاته.
وأورد هنا مثالاً لقرار جريء اتخذ منذ عام في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي بشأن مشكلة الاختناق المروري بعدما أصبحت مشكلة قومية, يقضي هذا القرار بالسماح فقط للسيارات التي تبدأ لوحاتها برقم فردي بالسير في الأيام الفردية من الأسبوع السبت، الاثنين، الاربعاء، الجمعة وذات الأرقام الزوجية يحق لها السير في باقي أيام الأسبوع, ربما بدا القرار مجحفاً للوهلة الأولى الا انه لقي ترحيباً كبيراً في حينه وأثبت نجاحه من بعد، فأمام مشكلة كبيرة كان لابد من قرار جريء.
ولنا خير مثال في الخطوة الجريئة المتمثلة في اعادة فصل قطاعي الدوريات والمرور التابعين للأمن العام بدلاً من ابقائهما مندمجين تحت مسمى الأمن الشامل في مدينة الرياض ذلك القرار الموفق جاء بعدما أدرك المسؤولون وفقهم الله أن دمج القطاعين اقل انتاجية وفاعلية من تركهما منفصلين, فلم يسلموا بالأمر خصوصاً أن التغيير قد حدث بل بادروا بحزم لتصحيح الوضع وفصل القطاعين.
لسنا ندعو هنا لتبني الحل المكسيكي أو ابتكار حل آخر، وانما الذي ندعو اليه ألا نكون نحن الذين نصنع المشكلة بمحض ارادتنا وبأيدينا حين نفرض نظام الدوام الشتوي للمدارس ثم لا ننظر في آثاره ونتائجه ومدى نجاحه في كل العام.
ختاماً أقول، لماذا لا يعمل استبانة على جميع شرائح المجتمع من طلاب ومدرسين واداريين وأولياء أمور وموظفين ورجال أمن وحبذا لو تبنت هذا بعض الصحف على انني أجزم ان النتيجة ستكون غالبية التأييد لنظام الدوام الواحد المبكر بالذات أي النظام الصيفي .
سامي بن إبراهيم العسكر

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved