أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th November,2000العدد:10276الطبعةالاولـيالخميس 20 ,شعبان 1421

تحقيقات

المجمعات التجارية النسائية تجربة رائدة للمرأة السعودية في مجالات الاستثمار والتجارة والتسوق!
المطبخ ليس عدواً للمرأة العاملة,, والمجمعات تتميز بأجواء الخصوصية للمتسوقات
* تحقيق : هدى بنت عبدالمحسن المهوس
يظل التكامل قائماً بين الأدوار التي يؤديها الرجل وتلك التي تؤديها المرأة، فالمجتمع قائم على هذا التكامل وأي تقصير قد يؤدي إلى خلل في المسار المنتظم للحياة.
ومجتمعنا المسلم يعي أهمية أن يقوم كل فرد في المجتمع بأدواره المنتظرة، سواء أكان هذا الفرد رجلاً أو امرأة، وقد أتاحت الفرص الواسعة للمرأة كي تمارس حياة عملية في إطار من الخصوصية التي يحكمها الشرع الحنيف,, لكي تظل هذه المرأة عنصراً فعالاً في المجتمع، بعيداً عن أجواء الاختلاط بمخاطرها المعروفة، ولكي تسهم المرأة في تنمية بلادها وتنعم بثمار جهدها الذي بذلته بعد أن تسلحت بشتى فنون المعرفة والتأهيل (والجزيرة) التي طرحت العديد من التغطيات والمتابعات وغيرها عن مسألة عمل المرأة,, تطرق اليوم باب السوق أو المركز أو المجمع النسائي، حيث نتعرف من خلاله على العديد من سيدات الأعمال والموظفات، ونلقي الضوء على ايجابيات وسلبيات الاسواق النسائية، وهل حققت للمرأة ماتصبو إليه وتحتاجه، أم أنها اقتصرت على فئة معينة من ميسورات الحال؟
في البداية كانت للجزيرة جولة داخل مركز (حواء جاليري) المركز التجاري النسائي بمحافظة الخبر: والتقينا بصاحبة المجمع وهي من سيدات الأعمال الفاضلات لتحدثنا باختصار عن نشأة فكرة هذا السوق والهدف من إقامة هذه المراكز والمجمعات والأسواق، وماذا حققت للمرأة السعودية, وهل الدوافع كانت الحاجة، أم الفراغ، أم إثبات الذات، وابراز هوية وقدرة المرأة السعودية المسلمة في تنمية مجتمعها؟
أجابت السيدة: مها يونس حواء بقولها:
- جاءت فكرة هذا السوق لأن المرأة السعودية قد تفتقد أحياناً خصوصية التسوق, ففكرت بإنشاء هذا المركز رغبة مني بإشعارها بشيء من الراحة والخصوصية حينها وجدت كثيراً من التشجيع من قبل السيد الوالد.
- والهدف من إقامة السوق ليس تنفيذ فكرة تجارية فقط، بل لأشعار المرأة بنوع من الخصوصية كما أسلفت الذكر, وثانياً نحن نقيم في المركز ندوات متنوعة، ثقافية واجتماعية ودينية نوجهها للمرأة وللطفل وخلق فرص من خلالها للمرأة السعودية الباحثة عن الاستثمار والباحثة عن وظيفة.
- أما عن الدافع فلم يكن حاجة أو فراغاً بل لإبراز الذات وإبراز هوية ذات معالم وبصمة مميزة للمرأة السعودية.
ليس الهدف منافسة الرجل
* هل هنالك خطة في مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله؟!
- بالطبع لا، فلم يكن هدفي عند انشاء المركز منافسة الرجل أو مزاحمته في أعماله ووظائفه بل لخلق فرصة جديدة للمرأة مع المرأة.
* هل دخول المرأة مجال العمل يعني مساواة المرأة بالرجل وفق المفاهيم الغربية؟
- لو رجعنا لديننا الإسلامي الذي كرم المرأة وتاريخنا الإسلامي كذلك لوجدنا أن المرأة كانت تحارب وتطبب وليس معنى هذا أنها تتساوى مع الرجل لأن للمرأة طبيعتها الخاصة بها وللرجل طبيعته الخاصة به.
* إلى أي مدى استطاعت المرأة العاملة أن تحسن الاقتصاد وتعمل على رفع المستوى الصحي والثقافي والاجتماعي لأسرتها ومجتمعها !!!
- بالتأكيد للمرأة دور في ذلك ولدينا نخبة كبيرة من النساء العاملات والمتميزات والأمثلة كثيرة في مجتمعنا.
* يقال: إن المطبخ عدو المرأة العاملة، إلى أي مدى توافقين على هذه المقولة.
- لا أظن أن المطبخ عدو للمرأة العاملة, فالتطور التكنولوجي سهل كثيراً مهمة المرأة في المطبخ، وعلى ضوء هذا التطور فلا أعتقد أن هنالك مشكلة.
* 80% من العاملات تقريباً يوكلن أمور بيوتهن وابنائهن للخادمات الأجنبيات العمالة الوافدة الأجنبية، ويتركن لهن زمام الأمور أو كما يقال الحبل على الغارب ليتفرغن تفرغاً كاملاً لأعمالهن فما رأيك؟؟!
- إن تحمل المرأة لمسؤولياتها داخل المنزل والموازنة بين عملها في الخارج وبيتها ترجع إلى شخصية المرأة نفسها ومقدرتها ومدى اهتمامها بنسبة التفوق والنجاح في الجانبين, وفي رأيي لن تكون امرأة ناجحة في عملها إذا لم تكن ناجحة في بيتها وتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة.
* ماذا تقولين عن التسوق في الأسواق العامة المختلطة وهل وفرت اسواقكن ومراكزكن مايرضي ذوق المرأة السعودية وبأسعار مناسبة!!
- ليس معنى أنني قمت بفتح مركز نسائي أنني ضد التسوق في الأسواق المختلطة ولكن المركز النسائي يعطي نوعاً من الحرية في جميع الأشياء وعدم التقيد لحد ما بخصوصية أشياء المرأة, كالملابس الداخلية والخارجية والمكياج والعطور وغيرها ومنع احتكاكها بالرجل بالذات في هذه الطلبات, ودوماً نسعى كمركز نسائي لتحقيق جميع متطلباتها بذوق وبأسعار منافسة للأسواق العامة.
لا سلبيات
* ماهي ايجابيات وسلبيات هذه المراكز والأسواق؟!!
- الايجابيات كثيرة جداً وقد أشرت إليها في حديثي السابق من إتاحة فرصة جديدة للنساء، على الصعيدين, الاستثماري والوظيفي, بالإضافة إلى فرص تطوير فكر المرأة من خلال مانقيمه من ندوات تفيدها كامرأة وام وربة منزل وعاملة.
أما السلبيات, فلم تظهر لي إلى الآن فما يخص المرأة يباع للمرأة من قبل المرأة بمعزل عن الرجل.
* في الاسواق العادية قد تتعرض المرأة لبعض السلوكيات المشينة من قبل بعضهم ولا أشمل الجميع فماهي القيمة الأخلاقية الحقيقية التي تخرج بها المرأة من الاسواق النسائية علماً بأن أغلب المراكز قد خصص فيها ركن للانترنت وكبائن هواتف عملة, ونحن نعلم جيداً أنها قد تستخدم أحياناً استخداماً سلبياً من قبل بعضهن وحتى صغيرات السن, حتى باتت للأسف الشديد ظاهرة غير صحية داخل هذه الأسواق؟!!
- هذا صحيح, أما بالنسبة لمسألة الانترنت والهواتف فحتى في المراكز المختلطة فيها أقسام خاصة بالنساء, وان أي تطور جديد فهو سلاح ذو حدين ومن واجبنا نحن كأفراد في المجتمع أن نقوم بالتوعية عن كيفية الاستفادة من العلم, وأنا في مركزي التجاري ومن خلال ندواتنا التي نقيمها سنتطرق لهذا الموضوع.
* أخيراً هل تدرك المرأة العاملة أو سيدة الأعمال أهمية دورها التربوي تجاه أبنائها, وهل تجد فرصة ووقتاً لتنمية هذا الدور,, مثلاً كالقراءة وسماع الأشرطة التي تدور حول ذلك؟
- أعتقد أن كثيراً من النساء العاملات أمهات وربات منازل جيدات وناجحات في المجالين, فكون المرأة عاملة لايعني اهمالها للجانب التربوي لأبنائها فالمسألة هنا ليست كونها عاملة أو ربة منزل وإنما المسألة في التكوين الشخصي للمرأة المتمثل في مدى استيعابها لدورها الطبيعي.
* ماذا يضم مركزكن هذا من محلات؟؟
- يضم محلات تجارية متنوعة منها: ملابس كبار، اكسسوارات، عباءات وجلابيات، أحذية وشنط، مجوهرات، مواد تجميل، ملابس داخلية، ملابس أطفال، كافي شوب، ركن للانترنت، وفضيات وورود.
كما أن هناك مستحضرات خاصة بالبشرة وعلى أرقى المستويات، وكذلك أضفت إلى المركز فكرة جديدة للطفل بوضع مكان مخصص مجهز بألعاب حديثة آمنة تحت اشراف مشرفة مختصة ليتسنى للمرأة التسوق المريح.
سيدة أعمال مصممة أزياء
والتقينا بسيدة الأعمال صاحبة أزياء تالا والتي تصمم أزياءها بنفسها وسألناها عن أهدافها من وراء فتح محل للأزياء الشعبية داخل هذا المجمع الذي يعج بالماركات العالمية.
- في الحقيقة أحببت ولشغفي بهذه الأزياء أن أترجم للحاضر والمستقبل عراقة وأصالة الماضي وكنت أموت غيظاً وأنا أرى الشعوب تشارك بزيها الشعبي الذي لايتعدى الزي الواحد يشاركون به بكل محافل ومهرجانات العالم, ونحن لدينا أكثر من مئة زي لانحرك ساكناً, مثلاً الأزياء النجدية والتي تشمل الزي الرياضي والقصيمي وغيرهما والزي الشمالي الذي يشمل الزي الحايلي والجوفي وغيرهما والزي الغربي الذي يشمل زي المدينة والزي والمكي وغيرهما والزي الجنوبي والذي يشمل أزياء لاتعد ولاتحصى مثل القحطاني والشهراني وغيرهما والزي الشرقي والذي يشمل الزي الحساوي وغيره وأزياء عديدة فأنا من خلال هذا المكان أحاول أن أظهر هذه الأزياء العالمية وعرض الزي السعودي في جميع المحافل والمهرجانات التي تختص بهذه الأزياء، فأنا جمعتها وطورتها نوعاً ما ليتناسب مع الذوق الجديد والتي تبلغ أعمارها فوق 100 عام وسأجعل منها ماركة عالمية يتهافت عليها الجميع لأنها ثروة جمالية وتقنية حقيقية في تشكيلة الجلابيات والعباءات وهذه التشكيلة عمل وتطريز يدوي.
* من أين كانت الفكرة؟
- إن الطبيعة بتألقها زاخرة بصراع الأضداد, كما الألوان باختلافها، وهنا تدخل العنصر البشري ليمزج بينها, ويعطينا أملاً براقاً تاق إليه أجدادنا وافتقدوه, غير أنهم قدموا لنا الجمال هدية في صورة بسيطة وسهلة فقمنا بفكرة إعادة رسمها وترجمتها من جديد من خلال اللمسة البسيطة والأنيقة.
* ماهي المواصفات التي تقدمينها للزبونة, لتمنحيها الثقة بجودتها ومن ثم ترغبينها في الشراء؟
- مواصفات المحتويات تتضمن الألفية الثالثة وهناك أقمشة عصرية لموضة محتشمة وراقية تتميز بالأناقة والابتكار, وهنالك تصاميم خاصة بالمرأة العصرية وكلها أعمال وتطاريز يدوية وهنالك أيضاً خياطة وتجهيز عرائس (تصميم فستان الزفاف وثوب الحناء مع وجود الاستعداد التام لتجهيز المناسبات الخاصة من ثياب الزفة وثياب القرقيعان.
لانقتدي بالغرب
* هل من هذه المجموعة ماهو مستورد؟ أو موديلات غربية مستنسخة؟؟
- مؤكد لا فنحن لانقتفي اثر الغرب أبداً بل نبتكر ونصمم وننفذ محلياً وبكل دقة تحت إشرافي شخصياً.
* هل الدوافع كانت الحاجة أم الفراغ أم إثبات الذات وإبراز هوية ذات معالم وبصمة مميزة للمرأة السعودية المسلمة.
- كانت حاجتي للعمل لسد الفراغ والاستفادة منه وبنفس الوقت لإثبات الذات.
* هل هنالك خطة في مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله.
- بالتأكيد لا، فمثل هذه الخطط فاشلة وخطرة ومفهوم خاطىء، ولكن هنالك تعاون بحدود ماتنصه الشريعة ويقره العقل المسلم.
* هل يعني دخول المرأة مجال العمل مساواة المرأة بالرجل؟
- إننا كنساء مسلمات نؤمن بقوامة الرجل على المرأة .
قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم، صدق الله العظيم.
* هل تدرك سيدة الأعمال أو الموظفة أهمية دورها التربوي تجاه ابنائها شخصياً؟
- نعم وأنمي هذا الدور بنفسي لأستطيع أن أنشىء من خلال التربية السليمة والتوجيه جيلاً سليماً عقلياً وجسدياً وذرية صالحة.
* هل سهلت هذه المراكز والأسواق عملية شراء المرأة وتسويقها بحرية؟
- نوعاً ما نعم.
* ما تقديرك لقدرة المرأة العاملة على أن تحسن الاقتصاد وتعمل على رفع المستوى الصحي والثقافي والاجتماعي لأسرتها.
- أعتقد أن المرأة استطاعت بحكمة وحسن تصرف أن ترفع مستوى أسرتها صحياً وثقافياً واجتماعياً, وذلك بما تنفق وفيما تنفق فإن في كل ذلك توفيراً وتحسيناً لأمور المنزل ورفعاً للمستوى المعيشي لأسرتها.
متطلبات عصرية
ومن ثم انتقلنا إلى سيدة الأعمال الفاضلة
السيدة فتوح الفهد محل مود أندستايل وبادرناها بالسؤال:
* كيف جاءت فكرة المحل وما الهدف من إقامته؟؟
- متطلبات العصر الحديث ومقومات الحضارة ترتب على الأفراد المستثمرين إنشاء المجمعات التسويقية المتخصصة وذلك لتحسين الأوضاع التجارية والاقتصادية.
* هل الدوافع كانت الحاجة أم الفراغ أم إثبات الذات؟
- لم تكن دوافعي ناتجة عن فراغ أو حاجة، بل من دراسة منذ فترات طويلة لذلك درست كل تخصص وأخذت دورات قبل البدء بالعمل وأيضاً عملت دراسة جدوى اقتصادية.
* هل هناك خطة في مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله؟
- المرأة نصف المجتمع وعليها ماعلى الرجل في تحمل المسؤوليات سواء في البيت أو خارج البيت, فالمرأة هي الطبيبة والمدرسة والأم وغيرها من المهن التي تناسب قدراتها حسب ديننا الحنيف.
* هل استطاعت المرأة العاملة ان تؤدي دورها في تنمية الاقتصاد وتعمل على رفع المستوى الصحي والثقافي والاجتماعي لأسرتها ؟
- في كثير من المجتمعات كانت المرأة العاملة، عاملاً اقتصادياً بحتاً, فبعد الحرب العالمية الأولى والثانية بدأت المرأة في سد النقص, وغياب الرجل على مسرح الوضع الاقتصادي وغيابه من المصانع والورش وزراعة الأرض الزراعية, جاء فرصة للمرأة لتثبت قدرتها على العمل في الاوضاع غير الطبيعية.
* هل تدرك المرأة العاملة أو سيدة الأعمال أهمية دورها التربوي تجاه أبنائها وهل تجد فرصة ووقتاً لتنمية هذا الدور؟
- جميع النساء يدركن دورهن التربوي الفعال, وقلة يتجاهلن هذا الدور وينكرنه, ويجب التوازن بين البيت وتربية الأبناء والعمل في الخارج.
* 80% من العاملات يقال إنهن يوكلن أمور بيوتهم وابنائهن للعمالة الوافدة الخادمات ويتركن لهن الحبل على الغارب ليتفرغن تفرغاً تاماً لأعمالهن فما رأيك؟؟
- ليس صحيحاً وهناك أيضاً نسبة كبيرة من ربات البيوت غير متواجدات في بيوتهن دوماً، تلبية للحياة الاجتماعية والمناسبات والاجتماعات في المجالس, والاسواق فهل هناك من أحصى نسبتهن؟
* هنا في هذه الأسواق والمجمعات النسائية ماذا تقولون عن التسوق من الاسواق العامة المختلطة وهل وفرت أسواقكن ما يرضي ذوق المرأة السعودية وتوفيره باسعار مناسبة لها؟
- لكل من الأسواق ميزاتها سواء مختلطة أم نسائية.
* إذن اذكري لنا ايجابيات هذه الأسواق؟
- أنا أرى ايجابيات الأسواق النسائية تتمثل في الخصوصية والراحة النفسية.
* في الأسواق العادية قد تتعرض المرأة لبعض السلوكيات من ذوي النفوس الضعيفة اقول بعضهن من قبل بعضهم ولا اشمل الجميع, فما هي القيمة الأخلاقية، الحقيقية التي تخرج بها المرأة من الأسواق النسائية, علماً بأن أغلب هذه المراكز قد خصص فيها ركن للانترنت وكبائن التلفنة ونحن نعلم جيداً أنها قد تستخدم استخداماً سلبياً من قبل بعضهن وحتى صغيرات السن,
- صحيح هذا الكلام وليست مقولات من فراغ.
* هل سهلت هذه المراكز والأسواق عملية شراء المرأة وتسوقها بحرية؟
- نعم لأن المرأة احتياجاتها كثيرة وتلك الأسواق تلبي هذه الاحتياجات ولكن أولاً يجب اجراء دراسة لتلك الأسواق لأن المشروع المتكامل يجعل المرأة تتردد على تلك الأسواق وتتعود عليها في حالة لم تجد أحداً يخرج معها.
مجوهرات وذهب
وبعدها التقينا بالآنسة ر,ش
مجوهرات حوا
* وسألناها سؤالنا الأول, عن كيف جاءت فكرة هذا العمل؟!!
- بما أن الذهب والماس من أهم الحلي التي تتحلى بها المرأة, والتي تبرز ذوقها الخاص فكان لابد من وجود محل مجوهرات خاص بالنساء لكي يتسنى للمرأة الاختيار بحرية والمناقشة والمفاصلة مع البائعة بكل حرية وتأخذ الوقت الكافي لذلك.
* هل الدوافع كانت الحاجة, أم الفراغ أم اثبات ذات؟
- كان الدافع الحقيقي هو إبراز الذات حيث أن المرأة طاقة كامنة يجب استغلالها فيما هو مفيد دون الاختلاط مع الرجال ولتثبت المرأة وجودها في المجتمع ولهذا أثر جيد في توسيع أفق المعرفة والمعلومات لديها لتربي أجيالاً واعية وحضارية دون المساس بالأسس الإسلامية العريقة التي هي أول ما تؤخذ بعين الاعتبار, ولا ننسى الفراغ الذي قد يؤثر على البعض بطريقة سلبية.
* ما رؤية المرأة العاملة في ما يشار حول مساواة المرأة بالرجل ؟
- ديننا الحنيف هو دين شامل لكل زمان ومكان ولقد أعز المرأة المسلمة واعطاها حقوقاً كثيرة وساواها بالرجل في كثير من الأمور ولكن يجب علينا أن لاننسى أن الرجال قوامون علىالنساء وفي مجتمعنا السعودي لا أظن أن المرأة تعتقد بالمساواة لأن مجتمعنا مجتمع إسلامي.
* هل استطاعت المرأة العاملة أن تحسن الاقتصاد وتعمل على رفع المستوى الصحي والثقافي والاجتماعي لأسرتها ؟
- نعم بالتأكيد.
* هل تدرك المرأة العاملة وكذلك سيدة الأعمال أهمية دورها التربوي اتجاه ابنائها!! وهل تجد فرصة ووقتا لتنمية هذا الدور مثلاً كالقراءة وسماع الاشرطة التي تدور حول ذلك؟!
- نعم.
* يقال إن المطبخ عدو المرأة العاملة, إلى أي مدى توافقين على هذه المقولة؟
- هذه المقولة غير صحيحة, فالمرأة العاملة هي سيدة منزل بالدرجة الأولى ومن يعتقد بهذه المقولة فهو على خطأ حقاً.
* 80% من العاملات يوكلن أمور بيوتهن وأبنائهن للخادمات الأجنبيات ويتركن لهن الحبل على الغارب ليتفرغن تفرغا كاملا لأعمالهن خارج المنزل فما رأيك؟
- للاسف هذه ظاهرة متفشية في مجتمعنا السعودي وتشمل المرأة العاملة وغير العاملة, وهذا أمر خاطىء, لأنهن لايدركن فداحة وخطورة مايفعلن بابنائهن، وكثيراً ما نسمع عن حوادث كثيرة تندرج تحت هذه الظاهرة ولكن الكثير لا يأخذ العبرة من هذه الحوادث.
رأي الإدارة
ثم اتجهنا بجولتنا إلى مجمع الشرقية النسائي: والذي يحتوي على (85 محلاً تقريباً) ويقع هذا المجمع على شاطىء الخليج ومساحته 10,000م مربع وهو معلم بارز ولمسة جمالية لكورنيش مدينة الدمام ويحيط بالمجمع قرية الألعاب والعديد من المطاعم الحديثة.
وسؤال وجهناه للإدارة عن فكرة هذا السوق والهدف منه وماذا حقق للمرأة السعودية؟
أكدوا أنه انطلاقاً من مبادئنا الإسلامية السامية وانسجاماً مع أصالة مجتمعنا يأتي هذا المجمع ليقدم للمرأة (الشرقية) في المنطقة الشرقية مجموعة شاملة من الخدمات الراقية في التسوق, التجميل، الثقافة، الصحة والأعمال المصرفية أو مجرد الترفيه والترويح عن النفس, كل ذلك في بنية جمالية إبداعية خاصة بالمرأة وبعيداً عن قيود الأسواق التقليدية, ويأتي مجمع الشرقية النسائي فريداً من نوعه في المملكة بموقعه وحجمه وهدفه وهو التميز في خدمة المرأة ولتحقيق هذا الهدف حرصنا على التميز في البضائع المعروضة وطريقة العرض وجمال ونظافة المكان ومستوى الخدمة والابتكار والتجديد والتنوع، البرامج التسويقية وتكامل الخدمات.
أما عن مهام الإدارة النسائية فقد تحدثت لنا مديرة المجمع السابقة الآنسة أ, المسعري وكان لنا هذا اللقاء معها قبل أن تترك المجمع.
المؤهلات: بكالوريوس علم الأحياء كمبيوتر ولغة انجليزية وخبرة بنكية.
طبعاً أنا مديرة مستجدة خدمتي هنا لم تتعدى الستة أشهر, منذ أن قدمت إلى هنا حاولت أن الزم الإدارة والمحلات بالنظام لأنني في الميدان وجدت نوعاً من الفوضى وقمت بسعودة الموظفات التابعات للإدارة، وسعودة موظفات المحلات التابعة للشركة، قمت بتنظيم العمل والعاملات من جديد وتابعت مهام كل موظفة في الميدان، لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي ولكن بجهد وتعاون مني ومن الأخوات قمنا بتصحيح كثير من الأخطاء وبنينا جسراً من التفاهم والتعاون استطعنا من خلاله ان نتخطى بإذن الله الكثير من المعاناة, حددت النشاط بالمجمع، قمنا بطلب زيادة من عاملات النظافة واصبح 98% من الادارة ومشرفات الأمن والاستقبال وموظفات الشركة سعوديات, أما المحلات التي لا تتبع الشركة فنسبة كبيرة بها موظفات غير سعوديات, الزمت جميع المحلات بالإغلاق في أوقات الصلاة، ومن المهام التي وفرتها شركة المجمعات التجارية للإدارة النسائية المتخصصة الإشراف على سير العمل في المجمع أثناء فترة التشغيل والمهام التي أوكلتها لنا الشركة هي:
أ مراقبة الجودة النوعية لكافة الخدمات بالمجمع.
ب تشغيل قسم الاستقبال والذي يقوم بعدة خدمات منها توفير مكان لايداع العبايات والأغراض الأخرى وتوفير نظام متطور للاتصال برائدات السوق عند الحاجة والإجابة على استفسارات رائدات السوق.
ج الإشراف على تخطيط وتنفيذ برامج القاعة المتعددة الأغراض وذلك كجزء من برنامج التسوق, وتشمل عملية التسوق مايلي:
1 برامج ونشاطات متواصلة من المحاضرات، المعارض، الحفلات الخاصة وغيرها ويتم استيعاب الكثير من نشاطات الجمعيات الخيرية النسائية في هذا الإطار.
2 حملات إعلانية مدروسة في المنطقة الشرقية وذلك حسب المواسم المختلفة مثلاً بداية الدراسة إجازات الربيع الأعياد والمناسبات الأخرى.
3 تنظيم مواصلات للمجمع من التجمعات السكانية المعروفة مثل ارامكو السعودية والجامعات.
4 التعريف المكثف بالمجمع عن طريق الاعلانات والنشرات باستخدام البريد, وبالتعاون مع الجمعيات النسائية ومدارس وكليات البنات.
ه الإشراف على تشغيل قاعة ترفيه الأطفال والحضانة والنشاطات الأخرى الخاصة بالشركة.
و دراسة الاقتراحات المقدمة من رائدات المجمع والعاملات فيه وعرض النتائج على إدارة الشكرة ليتم استيعاب التوصيات في العملية التطويرية المستمرة للمجمع.
* ما هي دوافعك للعمل، الفراغ أم الحاجة أم إثبات الذات.
- طبعاً لاثبات وجودي كعضو ناجح مثل ما له عليه, ولإبراز هوية ذات بصمة مميزة كامرأة سعودية.
* هل هنالك خطة في مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله؟
- من وجهة نظر شخصة يجب على المرأة أن تكون شريكة الرجل بكل شيء وتعاونه بصفتها تمثل نصف المجتمع.
* هل استطاعت المرأة العاملة أن تحسن الاقتصاد وتعمل على رفع المستوى الصحي والثقافي والاجتماعي لأسرتها؟
- نعم بوعيها وبقليل من التفكير والتدبير فيما تنفقه وعلى ماذا تنفقه وتستطيع التوفير لرفع المستوى الاقتصادي وبالتالي الصحي والثقافي والاجتماعي لأسرتها ولنفسها .
* هل تدرك المرأة العاملة أهمية دورها التربوي تجاه أبنائها وهل تجد فرصة لتنمية هذا الدور من خلال القراءة التي تدور حول هذا الموضوع.
- بحكم أنني لم أخض هذه التجربة إلا أنني أطلع كثيراً على ما يخص هذا الدور لأنه يخص الأنثى بوجه خاص.
* يقال أن المطبخ عدو المرأة العاملة إلى أي مدى توافقين على هذه المقولة؟
- طبعاً أنا لا أوافق هذه المقولة وعلى الرغم من أنني موظفة ومديرة مجمع ووقتي عمل في عمل إلا أنني أحب جداً دخول المطبخ باستمرار وأجيد فن الطبخ وأتقنه وناجحة في إدارته.
* 80% من العاملات يوكلن أمور بيوتهن وابنائهن للخادمات ويتكرن لهن الحبل على الغارب ليتفرغن تفرغا كاملاً لأعمالهن فما رأيك؟
- وجود الخادمة في البيوت أصبح ضروريا جداً ولكن ليس بالضرورة أن نعطيها صلاحية التصرف في شؤوننا الخاصة، كتربية الأبناء وحتى دخول المطبخ يجب أن يحدد لها مهامها، والا تتعدى ادارتها التنظيف, وهذا رأيي الشخصي, وكثيراً نجد للأسف الشديد من الأسر ما يعطونها الحق في التصرف في جميع شؤون المنزل وبما فيه تربية الأطفال جيل الغد, وإعداد الطعام وهذا الخطأ ترتكبه بنسبة كبيرة بعض الأسر ما يعكس الكثير من السلبيات على تربية النشء.
غلاء في الأسعار
* ماذا عن التسوق من الأسواق التقليدية وهل وفرت اسواقكن للمرأة ما يرضيها من ذوق وسعر؟
- أولاً لاغنى لنا عن الأسواق العامة التقليدية لأنه حتى هذه اللحظة لم توفر الأسواق النسائية ما تطمح إليه المرأة السعودية في الاسواق النسائية وكلمة حق تقال: إن الأسعار هنا لا تتناسب مع الطبقة العادية ولكنها تخدم المتوسطة والأكثر من متوسطة ، رغم أن البضاعة منها ما هو عادي جداً إلا أن الأسعار مبالغ بها وبهذا نجد أن الإقبال على الشراء غير مشجع.
ويخضع هذا الغلاء ربما لغلاء أجور المحلات كما ترغب مديرات هذه المحلات.
* في الأسواق العادية قد تتعرض المرأة لبعض المضايقات ولا أشمل الجميع فما هي القيمة الحقيقية التي تخرج بها المرأة من الاسواق النسائية علما بأن أغلب هذه المراكز قد خصصت فيها ركن للانترنت وكبائن هواتف العملة, ونحن نعلم جيداً أنها قد تستخدم أحيانا استخداما سلبيا.
فما رأيك؟
- نعم هذا ما يحدث وللاسف بالأسواق والقيمة الحقيقية التي تخرج بها المرأة من هنا مكرمة معززة تسير بكامل حريتها دون رقيب وحسيب وتعليق فتشتري بحرية تامة, دون مضايقة, فهذه الحقيقة التي توفرها أسواقنا للمرأة, وبخصوص الظاهرة غير الصحية والتي تمارس من قبل بعضهن فليس باستطاعتنا إلا التوعية من خلال المحاضرات التي تقام في المجمعات وفي رأيي إن التوجيه والتربية الصحيحين يجب أن يبدآ من المنزل لأنهما الحصن الحصين خارج المنزل من مثل هذه التيارات الغريبة على المجتمعات المسلمة وأغلب التصرفات التي تحصل من الأخوات غير السعوديات.
* هل سهلت هذه المراكز عملية شراء المرأة وتسوقها بحرية؟
- بالفعل ها هي المرأة تشتري وتنتقي وتختار كل ما تحتاجه دون حرج وبحرية تامة, وترفض تماماً ما لاتريده من المعروضات إذ لم تناسب ذوقها ومادياتها.
رقابة صحية على المطاعم
* وجود المطاعم في هذا المجمع هل يخضع للرقابة الصحية؟!
- بالتأكيد نعم.
* من يقوم بإعداد الوجبات أياد محلية أم عمالة وافدة؟
- طبعاً المطاعم التي تتبع الشركة تقوم باعداد وجباتها سعوديات أما المحلات الأخرى فالعمالة فيها أجنبية نوعاً ما.
* لكل نظام صحيح قاعدة راسخة في الإدارة فما هي قاعدتكم التي تديرون بها هذا المجمع النسائي الضخم؟
- النظام والتنظيم القائم على التفاهم والتعاون بين أعضاء الإدارة والمشورة تجعل من إدارتي قاعدة سليمة وقبل أن أقوم بأي تصرف أدرسه جيداً وأعرضه على مرؤوسيي قبل تنفيذه وبهذا استطعت أن أقود هذا المجمع بنوع من الحكمة والتروي والاحترام المتبادل بين أعضاء إدارتي جعلني قريبة منهم وهم قريبين مني.
انحياز للأجنبيات!
وفي المجمع النسائي الشرقي لم أستطع أن أكمل لقائي مع الموظفات لأنهن يشكلن 95% أجنبيات أما صاحبات هذه المحلات فبعد نقاش دام الساعتين عن قرار السعودة خرجنا من الموضوع برفض شرس منهن لإحلال السعودية بدل الأجنبية وعلى كلامهن فالأجنبية توفر لهن ولاتتذمر والسعودية مهملة كسولة متغيبة رغم أنني رأيت السعوديات أنشط من العمالة الأجنبية وأخلص وأكثر أمانة وهذا ما دعاني لإغلاق التحقيق معهن رغم محاولتهن تبرير كلامهن بأن أجور المحلات غالية جداً وعلى الرغم من أن الإدارة لاترحمهن.
ولهذا سأقتصر هذا التحقيق على الزبائن اللواتي سيثبتن نجاح هذه المحلات والموظفات.
تقول الأخت ع,الغامدي أنا من مرتادات هذا السوق وأرد على سؤالك الموجه حول مدى تناسب البضاعة مع احتياجاتي فأقول أنها تناسبني ولكن الأسعار مبالغ فيها والبضاعة جيدة لكن السعر هو المشكلة.
* ماذا تفضلين: الشراء من الأسواق التقليدية أم من هنا؟
- طبعاً لاغنى لنا عن تلك الأسواق التقليدية ولكن نحاول أن نأتي إلى هنا للشراء بحرية وكما قلت لك بالنسبة لي الأسعار غالية وارتاد هذه الأماكن كنوع من الترفيه وشرب القهوة.
* لمن ترتاحين وأنت تختارين شيئاً من هذا السوق للموظفة السعودية أم غير السعودية؟
- أنا شخصياً لا أفرق بين هذه وتلك ولكن أفضل بنت بلدي
سلوكيات لا أستطيع توضيحها!!
ثم التقيت بالأخت عذراء أ,ق وبادرتها بسؤالي:
* هل وفر لك السوق كل ماتطمحين إليه؟
- بالطبع لا ولكن وفر لي نوعاً ما من التسوق؟
* من وجهة نظرك ماهي ايجابيات هذه الأسواق وسلبياتها؟
- من ايجابيات الأسواق النسائية التسوق بحرية والتجوال أيضاً بحرية ومن سلبياتها ما أراه من بعض التصرفات التي تصدر ممن يرتدن هذه الأسواق فبعضهن يستعملن تلفونات العملة بصورة غير لائقة وكذلك الانترنت.
أما الأخت عزيزة ح,م فتقول عن ارتيادها لمثل هذه الأسواق وهل حققت لها ماتصبو إليه:
- بالطبع هي نوعاً ما حققت بعض ما أصبو إليه فأنا لا آتي هنا للتسوق بل آتي بأطفالي لأكل الايسكريم وشرب الكابتشينو بحرية والتقي بصديقاتي وأطفالي أمامي.
* من وجهة نظرك ماهي ايجابيات هذه الأسواق وسلبياتها؟
- أعتقد أنها وفرت لفئة معينة من النسوة التسوق المريح وبالنسبة لي لا تعجبني أسعارهم وبضاعتهم جيدة وعن السلبيات فهناك سلوكيات ينتهجها بعض الموظفات في اسلوبهن مع الزبونة فمثلاً في البداية ترحب بالزبونة وإذا الزبونة لم تعجبها الأسعار تبدأ الموظفة بطعن ذوق الزبونة وكأنها تنعتها بعدم الذوق وأغلب هذه السلوكيات من أخوات غير سعوديات وأتمنى أن أرى جميع هذه المحلات تدار بأيد سعودية لأنني من أنصار السعودة وخصوصاً مثل هذه الوظائف.
* يقال ان الموظفة السعودية لم تثبت جدارتها في مثل هذه المحلات فما رأيك؟
- المحلات التي دخلت عليها تقريباً أغلبها أجنبيات ولكن المرأة السعودية أثبتت جدارتها في جميع الأعمال التي أوكلت إليها أو أسندت لها ومن الدمام عودة إلى الخبر مرة أخرى حيث التقيت بفتاة تخرج من البوابة فاستوقفتها بعدما عرَّفتها من أكون وسألتها:
لا أرى بيدك كيساً واحداً فما السبب هل أنت قاصدة الشراء أم الكافي شوب؟
- الحقيقة قصدت المكان للتسوق بحرية وقد وجدت ان البضاعة ممتازة وخامات جيدة جداً ولكن الأسعار لاتصدق خيالية فوجدت أن تسوقي من هذا المكان يثقل كاهلي رغم أنني من عشاق الماركات التي تملأ هذا السوق.
* ما إيجابيات الشراء من هذا السوق وماهي سلبياته ؟
- التسوق براحة وحرية ومكان هادىء رغم صغر حجم السوق الا أنه يبعث الراحة هذا عن ايجابياته ومن سلبياته غلاء البضاعة المبالغ فيه وقسم الانترنت فيه صغيرات السن يستخدمنه استخداماً سلبيا.
* مارأيك بالتعامل داخل هذا السوق من قبل الموظفات السعوديات وغير السعوديات؟
- نفس التعامل تقريباً ولم أشعر بالفرق ولو أنني أتمنى أن يكون كل الطاقم سعودياً بدل غير السعودي ان احلال العمالة الوطنية بدل الوافدة أمر سامٍ يجب تنفيذه لأنه يعود بالخير على المواطن والوطن.
* هل نجحت المرأة السعودية في عملها كما نجحت في بيتها؟
- نعم بلا أدنى شك فهناك نماذج وشرائح جيدة في مجتمعنا ومن خيرة النساء وصلن إلى قمة النجاح.
صعوبات البدايات
والتقيت بالسيدة سارة الدوسري صاحبة مشغل ومشاركة بالعديد من المحلات التجارية وتعتبر من أوائل سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية والتي تخرجت على يديها العشرات من صاحبات المشاغل بادرناها بسؤالنا التالي:
* بصفتك من أوائل سيدات الأعمال هنا ماهي الصعوبات التي واجهتها المرأة بالتحديد عند خوضها مجال العمل والتجارة سواء على صعيد العمل والأسرة أو على صعيد التوظيف والتعامل مع الزبائن؟!! وكيف جاءت الفكرة ومن أين كانت نقطة البداية؟
- على صعيد العمل فلا بد أن تكون المرأة على علم ودراية مسبقة بما سوف تواجهه من صعوبات في بداية مزاولة هذه المهنة فالعمل في هذا المجال ليس بالسهل فالكثير من السيدات ممن ليس لهن الخبرة فيتوقعن أن أسهل الأعمال الدخول في مجال التجارة فنرى الكثير من المحلات والمشاغل النسائية تفتح ثم بعد فترة قصيرة نجد تلك المحلات قد عرضت للتقبيل في الجرائد أو مكاتب العقار فالصعوبات كثيرة ومن أهمها استخراج التراخيص والمشاكل مع المكاتب الخاصة باستقدام العمالة الأجنبية فقد تكون العمالة التي تم استقدامها ليست على المستوى المطلوب فنضطر إلى اعادتها وانتظار الأفضل العمل التجاري يحتاج إلى صبر قد لاتتحمله بعض السيدات أما على صعيد الأسرة فلا توجد صعوبات تذكر إذا كان أفراد الأسرة التي تنتمي إليها سيدة الأعمال متفهمين للدور الذي تقوم به لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لهذه الأسرة.
وعلى صعيد الموظفات: فالصعوبات في بداية العمل كثيرة جداً تتلخص في الأيدي العاملة واستقدامها فقلة اليد العاملة الوطنية فرضت علينا غصباً استقدام عاملات أجنبيات سنواجه معهن صعوبة في التفاهم خصوصاً إذا كن لايتقن اللغة الانجليزية ويأتين لأول مرة إلى بلد عربي ستجد الصعوبة في تدريبهن على التعامل مع الزبونة والتفاهم معها، كما أننا سنفاجأ بهن بأنهن متدربات فقط على الخياطة البسيطة كخياطة قميص أو بنطلون فهؤلاء خبرتهن في بلادهن وبما أنه من شروط انشاء المشغل أن تكون صاحبة المشغل لديها شهادة في الخياطة, وهذا من أساسيات نجاح المشغل، فأنا بدوري أقف مع العاملات عندما استقدمهن يدي بيدهن أعلمهن طرق التفصيل والخياطة لملابس السهرة والذوق الخليجي والعربي في تصميم الملابس فيخرجن من تحت الأيدي السعودية أحسن مما كن عليه عندما أتين إلينا.
أما على صعيد الزبائن، فلاتوجد صعوبات على الإطلاق ولله الحمد فأي زبونة تأتي إلينا وهي على علم مسبق إلى أين أتت وإلى أي مشغل توجهت فالزبونة هي الدعاية الحقيقية للمحل إذا وجدت مايرضيها وزبوناتنا لم ينقطعن عنا أبداً فقد بدأن في العمل في هذا المجال منذ عدة سنوات بل هن في ازدياد والسبب السمعة الحسنة في مجال التعامل معهن والصدق في المواعيد المحددة والاتقان والجودة في العمل وبفضل الله لم تخرج من عندنا أية زبونة غير راضية.
فكرة منذ الصغر
أما عن الفكرة والبداية فالفكرة ليست وليدة اليوم أو الأمس ان الفكرة كانت تنمو في نفسي منذ الصغر والفضل الأول لله ثم لوالدتي أطال الله في عمرها فهي من علمتني وأنا صغيرة كيف أتعامل مع القماش والمقص والإبرة فقد كانت ربة بيت ممتازة وكانت تحيك لي ولاخوتي الملابس بيدها فبدايتي كانت مع ألعابي فكنت أمسك ببواقي الأقمشة التي أحصل عليها من والدتي وأقصها وأخيطها بيدي وكنت أشعر بالسعادة كلما البست دميتي فستاناً من صنع يدي، فالفكرة لم تأت من فراغ هي في دمي منذ نعومة أظفاري حتى عندما كنت في المرحلة الثانوية كانت أغلب مرايلي المدرسية من صنع يدي وملابس المناسبات لابد أن أضيف إليها لمساتي المميزة التي كانت تدهش زميلاتي وأقاربي ونقطة البداية كانت بعد تخرجي من الثانوية العامة, لم يكن لي هدف إلا أن يكون لي محل أو مشغل خاص بي أشبع فيه هواياتي المفضلة لم تكن أهدافي الوظيفة لم أرغب في أن أكون مدرسة أو موظفة كنت معجبة جداً بالمرأة العاملة كانت تبهرني المرأة المكافحة المرأة المنتجة, لقد كانت لي هوايات متعددة كالأعمال اليدوية الرسم في السيراميك الطباعة على الحرير، وهوايات أخرى صقلت بالدراسة والمثابرة ولكن لامجال لتطبيق هذه الأعمال على نطاق واسع إلا إذا كان لدي المكان المناسب لها, فما كان مني ألا أن التحق بمعهد الخياطة فتعلمت في هذا المعهد أصول الخياطة الراقية وحصلت على الشهادات التي أهلتني لدخول العالم الذي أحبه فبدأت من الصغر ففي بداية افتتاح مشغلي لم يكن لدي عاملات والاجراءات تطول لذلك فكرت في عمل دورات للأعمال اليدوية أنا وزميلة عزيزة علي كانت لديها نفس الهوايات وقد التحقت في أول دورة أكثر من أربعين فتاة وامرأة وكنت أنا وزميلتي في غاية السعادة لهذا التجاوب اثر عنوان صغير جداً وضعناه في الجريدة لم نكن نعلم بأن الفتيات السعوديات كن في حاجة إلى هذه الدورات إلا بعد أن رأينا الإقبال الشديد الذي لم نكن نحلم به فكنا نعمل من الصباح إلى المساء وكانت آنذاك الاجازة الصيفية للمدارس وكانت الملتحقات في الدورة من جميع المستويات فقد تعلمت لدينا ربات البيوت، والجامعيات، والمعلمات، حتى الطبيبات كن من ضمن الملتحقات في دوراتنا وأذكر أنه كانت من ضمن الملتحقات في الدورات أم تعدى عمرها الستين وكانت تأتي مع بنتين من بناتها فتخرجت بعد نهاية الدورة وهي تتقن عمل الزهور بالسيراميك وزينت منزلها بأعمالها اليدوية وهذا شيء أسعدنا جميعاً هذا كان في بداية عملي في مجال الخياطة أما الآن فالأوضاع قد تغيرت وأصبحت الأزياء وتصميمها وتنفيذها هي شغلي الشاغل.
أهداف وطموحات
* ماالهدف وما الدافع من وجهة نظرك من إقامة هذه المشاغل وهذه المحلات النسائية وماذا حققت للمرأة السعودية ثم ماهي طموحاتك كفتاة سعودية؟
- من أهم الأهداف خدمة المرأة بشكل عام والمرأة السعودية خاصة,, فما هو حال المرأة إذا لم يكن هناك محلات أو مشاغل نسائية كيف للمرأة ان تتفاهم مع رجل أجنبي عن مقاسات فستانها أو عن شرح موديل من الصعب شرحه لرجل,, هناك حدود في التعامل مع الرجل ولاتوجد بين المرأة والمرأة أي صعوبة في التفاهم بالإضافة إلى الخصوصية التي تجعلها تشعر بالراحة.
فيكفي ان المرأة تدخل إلى المحل العاملات به نساء تنتقي مايحلو لها بدون أي صعوبة وتساعدها امرأة مثلها تستشيرها في أدق التفاصيل بدون أي تحفظ فهدفنا هو خدمة المرأة وخدمة المجتمع أولاً وأخيراً.
أما عن الطموحات فلا طموحات لدي إلا أن أرى جميع فتياتنا يسعين إلى العمل الجاد,, نحن في أشد الحاجة لليد العاملة الوطنية والفتاة المنتجة,, إن ما يحزنني هو ما أراه من حال فتياتنا بعد تخرجهن من الثانوية وجلوسهن في المنزل فريسة للفراغ والوساوس والأمراض النفسية المدمرة.
ليست كل فتاة تدرك بأن الوظيفة الرسمية ليست كل شيء هناك أبواب كثيرة للعمل يمكن ان تطرقها الفتاة يجب أن تعلم كل فتاة أن صنعة في اليد أمان من الفقر يجب أن تتعلم صنعة يدوية بالإضافة إلى شهاداتها العلمية كالخياطة والتطريز، والرسم، التجميل كلها أعمال لو اتقنتها الفتاة بالشكل الصحيح سوف تدر عليها المال وتملأ أوقاتها بما يفيدها ويفيد أسرتها ومجتمعها.
* هل هناك خطة في مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله؟
- ميدان العمل يتسع للجميع والمرأة أخت للرجل وعندما يتكاتف الجميع لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي فالمردود ان شاء الله ايجابي لصالح المجتمع.
ومانراه الآن في بعض الدوائر الحكومية من مشاركة المرأة للرجل في ميدان العمل إنما هو وعي من قبل حكومتنا الرشيدة ومن أولياء الأمر في المملكة.
ففي الجوازات مثلاً رأينا العديد من الفتيات السعوديات يعملن في الأقسام النسائية من دون أي اختلاط مباشر مع الرجال كذلك أغلب اللجان الرجالية الإسلامية لديها فروع ومكاتب نسائية منفصلة عن الرجال,, ونحن متفائلات بأن يعم هذا الظام جميع دوائرنا الحكومية.
فنحن سعوديات مسلمات نرفض الاختلاط بالرجال، ولكننا في حاجة ماسة لمن يراجع عنا في الدوائر الحكومية والغرفة التجارية ومكتب العمل ومكتب الاستقدام فمن كان لها قريب محرم فتوكله عنها في قضاء جميع هذه الأمور,, هذا إذا كان متفرغاً لها!!!!
ولكن المشكلة فيمن لايوجد لديها من يعاونها من أقاربها فتضطر مجبرة لأن توكل مكتباً أو شخصاً ليس محرماً لها.
وهذا أصعب شيء على المرأة فلابد لها أن تكلمه وتطلب منه أن يستخرج لها تأشيرات أو يجدد لها عضوية أو يستخرج لها ترخيصاً ومتطلبات هذه المجالات كثيرة وهذه الأمور لابد منها في مجال العمل النسائي.
فلماذا لايكون في كل مؤسسة حكومية فرع نسائي تستطيع المرأة أن تراجع فيه وتقضي متطلبات عملها بدون الاحتكاك بالرجال نريد ان نتعامل مع نساء مثلنا ولكن تحت اشراف من قبل الادارة الرجالية واعتقد ان هذا أكرم للمرأة ولايعرضها للاساءة من بعض المكاتب الخاصة أو المخلِّصين.
القوامة للرجل
* على ضوء مشاركة المرأة في العمل مارأيك فيما يثار حول مساواة المرأة بالرجل؟؟
- الاسلام كرَّم المرأة واعطاها حقوقها كاملة ونحن لانريد أكثر مما أعطانا ديننا الحنيف ونحمد الله على اننا نساء مسلمات.
نحن لانطالب بالمساواة,, فالإسلام أعطى الرجل حقه والمرأة حقها.
والمرأة المسلمة عاملة وتاجرة منذ فجر الإسلام وأكبر مثال لنا أمنا خديجة رضي الله عنها كانت تعمل في التجارة والبيع والشراء فلم يكن من سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلا أن جعلها زوجة له وكانت من أحب نسائه إلى قلبه والرجال قوامون علىالنساء وهذا من صالح المرأة فالمرأة إنسان ضعيف في أمس الحاجة لمن يحميها والرجل المسلم المتفهم العاقل يحترم المرأة ويحترم عملها إذا لم يكن فيه إساءة إلى دينها أو مجتمعها ومجتمعنا ولله الحمد مجتمع محافظ أعطى للمرأة حقها بدون ان ترفع الشعارات بمطالبته.
نحمد الله على أننا سعوديات ونحمد الله أكثر على أننا ننتمي إلى مجتمع مسلم,.
* لكل عمل هنالك ايجابيات وسلبيات فماهي ايجابيات وسلبيات هذه المشاغل؟
- ايجابيات المشاغل والمحلات ولله الحمد كثيرة طبعاً من أهم الايجابيات ايجاد الراحة النفسية للمرأة فكيف لها ان تجد راحة وهي تزاحم الرجال في الأسواق على المحلات التي بها سلع نسائية كما أن فرص التعارف بين النساء كبيرة فالمشاغل والمحلات النسائية أكسبتنا الخبرة في نفسية ونوعية الزبائن فمن خلال وجودي في المحل تعرفت على الكثير من نساء المجتمع من مختلف المستويات فهناك المعلمات والطبيبات والمدرسات والفنانات التشكيليات وهذا يعتبر ثروة بالنسبة لي لم تكن لولا خوضي في هذا المجال فمعرفة الناس تجارة كما يقولون.
أما السلبيات ,, فهي التعميم وهذا مايضايقنا فتجدين أن بعض النساء عندما يسمعن عن أحد المشاغل بأنه فاشل فيأتين إلينا مترددات وغير واثقات من عملنا ولكننا بالصبر وطول البال وفهم نفسية الزبونة تتغير هذه المعلومة وتصبح لصالحنا.
* هل استطاعت المرأة العاملة أو سيدة الأعمال أن تحسن الاقتصاد وتعمل على رفع المستوى المعيشي والصحي والثقافي والاجتماعي لأسرتها؟
- نعم استطاعت المرأة العاملة وسيدة الأعمال أن تنهض وتحسن اقتصاد بيتها وينعكس ذلك على المستوى الصحي والثقافي والاجتماعي لأفراد أسرتها فأنا لا أعتقد أن هنالك سيدة أعمال جادة في عملها لم تجن ثمار جدها وتعبها فعندما تضع المرأة نصب عينيها أن الهدف الأول هو رقي ورفع مستوى اسرتها المعيشي الذي بالتالي يعود على تحسين اقتصاد المجتمع وتوظيف الأيدي العاملة الوطنية وفتح أبواب الرزق لبعض الاسر المحتاجة من خلال توظيف الفتيات وتوفير مصادر الكسب الحلال لهن سيتسنى للجميع رفع المستوى المعيشي لديهن وبهذا نستطيع الاستغناء عن العمالة الأجنبية التي تأكل المواطن.
* إلى أي مدى أثبتت المرأة جدارتها في إدارة الأعمال؟
- المرأة السعودية العاملة جديرة بأن تكون ذات مسؤولية في إدارة عملها فعندما تضع المرأة هدفاً مشرفاً تسعى إليه جادة لإثبات نفسها وجدارتها ونجاحاتها يكون النجاح بإذن الله حليفها .
فالمرأة السعودية اليوم لها بصمتها وشخصيتها المتميزة في إدارة الأعمال التي أتاحتها لها شريعتها السمحة المهم الجد في العمل.
* أين حماية المستهلك من الاسعار الخيالية التي تطالبن بها الزبونة عندما تضطر لقصد محلاتكن ومشاغلكن فتهرب الزبونة جراء هذا الغلاء إلى الأسواق التقليدية؟
- من غير الانصاف أن تعمم هذه الفكرة الخاطئة عن مشغل أو محل على جميع المشاغل والمحلات فهنالك بعض المحلات والمشاغل أسعارها غالية ولكن بيعها منقطع وموسمي فلا تجدين المترددات على هذه المحلات إلا في المواسم هناك محلات بيعها بأسعار رخيصة وترين الزبونات لا ينقطعن من منطلق قليل دائم لا كثير متقطع وفي النهاية تجدين أن هؤلاء وهؤلاء يتسابقن في الدخول وخير الأمور في نظري البيع في حدود الربح المعقول.
الختام
وهكذا فقد أصبح للمرأة السعودية بصمة مميزة تميزها عن نساء العالم وتسير على هدي الشريعة وما رسمته لها وبكل جدارة أثبتت وجودها داخل السوق السعودية واستطاعت أن تفرض احترامها على الجميع.
واستحقت أن تكون سيدة أعمال درجة أولى رغم حداثة مشوارها.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved