أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th November,2000العدد:10279الطبعةالاولـيالأحد 23 ,شعبان 1421

مقـالات

بوح
مشاعر نبيلة
إبراهيم الناصر الحميدان
يأمل كل فرد منا بأن ما يعمله لا سيما إذا ما كان له تأثيره على الآخرين ان يأتي متوافقا مع التطلع في تحقيق الغاية المتوخاة أي ذات منفعة إيجابية فهو في هذا الاتجاه انما يستوحي ضميره ويترسم الخطوات الخيرة التي أعطت مردوداً إيجابياً لأننا جميعاً مثل أي مسافر يحمل حقائبه ولا يتوقف رحيله إلا حينما يعجز عن مواصلة الرحلة التي كتبها الله له, وليس أسعد على الإنسان من لحظات التحاور مع الآخرين يتجاذبون الحديث حول ما قدم أي منهما نحو مجتمعه الذي يدين له بالانتماء والاخلاص كضريبة وفاء للأرض التي ظللت عطاءه وانعمت عليه بالاستقرار والأمان ووفرت له سبل العيش الكريم, اما حين يسمع كلمة ثناء ومن طبيعة الإنسان ان يشعر بالمباهاة والاعتداد بما تحقق منه فإن ذلك يزيد من ثقته بنفسه والتفوق على السلبيات والاحباط الذي يصادفه في طريقه, فالثناء هو رمز لتكاتف المجتمع والالتفاف لدفع المخلصين لما يؤمنون به من الأعمال الجليلة التي تنطوي على التخليد الحسن لخدمة الآخرين, وقد شعرت ببعض الارتياح في الأسابيع الماضية عندما كان يهاتفني بعض الأصدقاء والزملاء مهنئين بحصولي على جائزة المفتاحة الثقافية مؤكدين جزاهم الله خيراً على متابعة ما أقدم من عطاء متجدد في سبيل نهضة الوطن ورفع اسمه في المحافل الفكرية وهذا ليس بالكثير على أبناء هذا الوطن الأفاضل, ان مثل هذه المشاعر الفياضة انما هي بمثابة أوسمة نعلقها على صدورنا لتضاعف من حماسنا الوطني لا نبتغي من وراء ذلك سوى مرضاة الله وتوفيقه حتى نستمر في رفع مشاعل الفكر والعطاء كضريبة نبيلة تبقى خالدة للأجيال, والعطاء النبيل انما تضاعف الأيام من نصاعته وتأثيره ولا يمكن ان تزيله لأن العمل باق ويتنامى في ميزان الخير والواجب ولعل أسعد لحظات الكاتب هي ان يلتقي صدفة بمن لا يعرف من قرائه فإذا به يستمع لكلمات التشجيع التي لا تخلو من ثناء واعتداد بما ينتج ومجاملة يغلفها الإطناب مما يزيد من تصميمه على ان يبذل ويتسامى فيما يعالج من قضايا مجتمعه, فشكراً عبر هذه المشاركة إلى كافة من تواصلوا معي للتعبير عن خلجاتهم النبيلة ومشاعرهم الفياضة الكريمة لأنها مصدر اعتزازي بل والوسام الذي أضعه على صدري مستعيناً بالله عز وجل على الاستمرار في تقديم ما أستطيع رغم عناء السنين وثقل المسؤولية وتذمر بعض المسؤولين من الصراحة التي يغلفها الاحتداد أو الانفعال مما يجعل استياءهم مقبولاً إذا كنا نجهل بعض الجوانب التي تقف حائلاً دون تحقيق طموحاتهم بل قد يقع من يعمل في بعض الأخطاء التي سوف يستفاد منها لأنه يحاول ان يعمل ما ينفع وطنه مع ان الاخفاق وارد بعكس الذي يتفرج ويجمد العطاء.
ثم ان ثمة فرقا كبيرا بين من يكيلون المديح نفاقاً ورياء في سبيل التقرب والفئة التي لا يصدر عنها سوى الصراحة بدون مجاملة لأن الصديق ونحن جميعاً إخوة وأصدقاء في حب الوطن ان شاء الله من صَدَقَك لا من صدَّقك كما ان الكتَّاب ليسوا معصومين أيضا عن الخطأ والتسرع أحياناً لولا ان ما يخفف عنهم وقع تلك الهفوات ان هدفهم خدمة المجتمع فجاءت الصراحة حادة فتعثر الأسلوب او انحرف عن الغاية السامية والله من وراء القصد فيما قراءنا الأكارم نستميحكم العذر وننتظر التجاوز فالصحافة هي مرآة المجتمع وصوته الذي لا يكل , وشكراً لمشاعركم نحو كتَّابكم.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved