أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th November,2000العدد:10279الطبعةالاولـيالأحد 23 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

صداً لرياح العامية عن الفصحى
نعم اسألوا الغواص عن صدفاتها
عزيزتي الجزيرة:
إن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى وان ذلك يستوجب علينا أن نشكره ونحمده ونثني عليه, ومن تلك النعم التي أنعم بها علينا هو أنه جعلنا عربا نتكلم بأفصح لغة على الإطلاق وهي لغة القرآن ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل نحن اتقنا فصاحة اللغة العربية كما يجب علينا؟ أم أننا جعلناها مشوبة بكلمات عامية ما أنزل الله بها من سلطان إن لم نكن قد (همشناها) تماما، ولعلي في هذه الكلمة أوجه ندائي إلى الشباب العربي فأقول لهم إن الله قد اصطفاكم وجعل ألسنتكم خير الألسنة على الإطلاق فأعطوا لغتكم حقها ولا تتهاونوا فيها فيضيع الأدب العربي وتضيع الثقافة العربية بعد أن رسخها لكم علماء أفذاذ كانوا لا يتحدثون إلا بالعربية الفصحى الجلية فإن لم تحفظوا أنتم أيها الشباب المتعلم ثقافة أولئك الأفذاذ وأدبهم وأشعارهم فمن سيحفظها؟ هل ننتظر من العوام الجهال حفظها؟ أم أن كلا منا يتكل على الآخر حتى تذهب فصاحة لغتنا أدراج الرياح فتحل محلها العامية التي لا تمت للفصحى بصلة وان كانت هناك ثمة صلة فهي محرفة عن أصلها حتى فقدت ماهيتها، وناهيكم أيها الشباب عن الانجراف وراء الأشعار الشعبية التي ربت الآن وبشكل كبير على الصفحات ثم إن قال قائل إن في الشعر الشعبي حفظا لتاريخ ومجد سلفنا فاني اسلم بذلك له ولكن هل حفظها بشعر شعبي أولى من حفظها بشعر فصيح؟ والذي نراه اليوم أن الإعلام سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مقروءاً قد أولى الشعبيات اهتمامه حتى اندثرت الفصحى أوكادت لولا ان الله قيض لها رجالاً وعلماء ومثقفين أفذاذاً يدافعون عنها ويرفعون علمها عاليا ليتفيأ ظلاله من حكّم عقله النابغ ويبقى الآخرون تحت أشعة العامية والجهل المحرقة واقفين في مهب الريح أنى اتجهت اتجهوا معها حتى أصبحوا في بيداء بلقع ليس فيها اشجار لها ثمار تجنى ولا زهور تحتذى بينما أولئك الذين امتطت ألسنتهم صهوات اللغة العربية الفصحى وساروا معها حيث سارت، أخذوا يسبحون في بحرها بكل جدارة يناطحون أمواجها ويغوصون في أعماقها ليأتوا بالدرر والأصداف الثمينة، ولله درك يا حافظ إبراهيم حيث قلت على لسان اللغة العربية الفصحى


أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

نعم اسألوا الغواص عن صدفات اللغة الثمينة وستأتون رجالا وركبانا وأنتم راغبون يحدوكم الفأل والأمل بالظفر بأصداف رائعة وجني ثمار يانعة إن شاء الله تعالى, وفق الله الجميع إلى كل خير
صالح محمد صالح الحربي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم
قسم اللغة العربية
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved