أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th November,2000العدد:10280الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,شعبان 1421

مقـالات

إضاءة
المرأة,, النصف أم الكل؟! (1)
شاكر سليمان شكوري *
يرتبط الرجل قدرياً بالمرأة حتى قبل أن يولد.
وراثياً,, من خلال الجينات التي تحمل الصفات المتنحية والسائدة,, ثم بالحبل السري معها (جنيناً) وبأود الحياة منها (رضيعا), ثم تتولى الأم كل أمره (فطيما) ثم (طفلا) وهي المراحل التي يتشكل فيها وجدانه وتترسخ معالم شخصيته, ولا يتوقف دور الأم في المراحل المتقدمة من عمر الإنسان إذ تظل هي القلب العطوف والصدر الحنون تأسو لأساك وتقلق لغيابك ويسهدها مرضك.
وإذا كانت الخنساء (الأم) قد دفعت بأبنائها الأربعة إلى الجهاد وحثتهم على طلب العلا بالنصر أو الشهادة، كما تفعل الأمهات اليوم في فلسطين حين يهبن أولادهن للشهادة في سبيل الله والقدس الشريف رغم أنف ملكة السويد التي اتهمتهن بالقسوة لأنها لا تعرف معنى الشهادة ولا قيمتها فإن الخنساء (الأخت) قد رأت الدنيا كلهامجتمعة في شخص أخيها صخر ,, وبينما كانت في الجاهلية تتعجب من قوله تعالى من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ، إن مقتل صخر مثل لها نهاية العالم، فاستدركت المغزى العميق في قول الحق سبحانه وتعالى,, وتلك علاقة الرجل بالمرأة (أختا) ولا شك أن في معظم بيوتنا خنساء وصخراً,, كما أن شعور الحب تجاه الأخت يرتب أثراً بعيداً في وجدان الرجل وعقله.
فإذا بلغ الرجل مبلغ الرجال وجد قلبه ينبض بالحب غريزة فطر الله الخلق عليها لديمومة الحياة,, تدخل المرأة بشكل آخر إلى حياة الرجل (زوجة),, والزوجة الصالحة من أثمن نعم الله على الإنسان فهي راعية له ولبيته ولأولاده، بصلاحها ينصلح شأن البيت وما فيه، وما أصدق القول بأن وراء كل رجل عظيم امرأة .
والزوجة الصالحة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك وعرضك، وهي معاني كلية تلخص دور المرأة العظيم في حياة الرجل يندرج تحتها تفاصيل كثيرة تتعلق بسلوكيات المرأة وحركتها اليومية في بيتها فإما أن تجعل من البيت جنة ينعم فيها الرجل ويأنس وإما أن تحيله والعياذ بالله إلى جحيم لا يطيق الرجل أن يؤوب إليه.
وإذا كان أحد الحكماء قد سئل: أيهما أحب إليك أخوك أم صديقك؟ فأجاب: أنا لا أحب أخي إن لم يكن صديقي,, فإن العلاقة الصحيحة بين الزوج والزوجة تؤسس على الصداقة والمحبة والتراحم والتعاطف,, وبذلك تتقوى أواصر الأسرة وتشمخ أعمدة البنيان العائلي وتسير القافلة في رعاية الله بأمان,, وبعد هذه الأدوار المتعددة للمرأة في حياة الرجل,, لم تعد المرأة نصف المجتمع فحسب,, بل هي المجتمع كله بأثرها وتأثيرها في كل دوائره.
* وكيل إمارة منطقة عسير المساعد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved