أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th November,2000العدد:10280الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,شعبان 1421

مقـالات

لاوقت للصمت
الكاتب,, ما بين وبين!
فوزية الجار الله
كيف تبدأ مسيرة الكتابة؟ وكيف تصبح كاتباً؟
ثمة عوامل كثيرة تصنع الكاتب تتصدرها القراءة التي تبدأ معه غالباً منذ طفولته المبكرة! تبدأ هذه القراءة عشوائية متفاوتة,, غير مقننة أو منظمة,, وشيئاً فشيئاً يبدأ بتقنينها بحيث يقرأ ما يفيده خاصة وما يثري مجاله الكتابي أياً كان,.
ويأتي تأثر الكاتب بما يقرأ نتيجة طبيعية لذلك الاستغراق المستمر في القراءات المختلفة لمختلف الكتّاب,, وحين نقول التأثر فهو يختلف تماماً عن التقليد الذي يبدأ غالباً مع بدايات الكاتب ومن ثم يبدأ بصنع أسلوب مختلف خاص به,, وهنا يكون المحك في التمييز بين كاتب وآخر فيما إذا كان قادراً على صنع أسلوبه الخاص أم لا؟!
أما التأثر فهو يأتي بشكل لا واعٍ غالباً وبطريقة خفية متوارية وغير مقصودة يكاد لا يشعر بها حتى صاحبها!
أذكر أن إحدى الأخوات التي كانت تجري بحثاً حول تأثر الكتّاب بما يقرأون وذلك لتقديمه مادة للدراسات العليا (ويومها كنت طالبة في الجامعة للمرة الثانية ) وكنت في اشد حالات الانشغال ولا أملك لحظات حتى لنفسي,.
سألتني الطالبة، الباحثة: ماذا قرأت ولمن؟!
ثم سألت سؤالاً أكثر تحديداً: هل قرأت الصخب والعنف لوليم فولكنر؟!
أجبتها بسرعة وربما دون تركيز: نعم!
قالت: آه,, أجل هذا هو ما اكتشفته,, لقد اكتشفت أنك متأثرة برواية فولكنر في قصصك! وقبل أن تكمل عبارتها استدركت بيني وبين نفسي وتذكرت بأنني بدأت قراءة الصفحات الأولى من الرواية ثم تركتها على أمل العودة إليها ولم يحدث,, ولكن سبق السيف العذل, لقد اسقط في يدي,, لو قلت اني لم أقرأها فسوف تعتقد بأنني لا اريد الاعتراف بتأثري الذي تصر عليه بالحاح,, لكنني تحدثت معها بشكل عام، أن الكاتب لايدري حقيقة بماذا وبمن تأثر نظراً لتنوع قراءاته وهذا أمر طبيعي,,.
وانتهت المحادثة بإصرارها على رأيها بأنني قد تأثرت بوليم فولكنر,.
أما أنا فقد ودعتها وفي ذاكرتي علامتا استفهام وتعجب لم تغادراني حتى الآن!!
***
أكتب لكم هذه الكلمات والمطر ينقر حافة نافذتي,, ويواصل صخبه الجميل,, يبلل الأشجار ويغسل الشوارع,, ويعد بما هو,, أروع وأجمل,, يقال بأن الدعاء مستجاب لحظة هطول المطر,, فيارب أسبغ علينا دفئاً وأماناً وحناناً,, واجعل أحلامنا المستحيلة أقرب إلينا من خفقات قلوبنا وهمس أنفاسنا,, يارب,.
بريد الكتروني: Fowzj @ hot mail . com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved