أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th November,2000العدد:10280الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,شعبان 1421

مقـالات

غير معروف لدينا!
سلمان بن محمد العُمري
عندما يشعر، أو يرى الإنسان أن إهانة من نوع ما قد حصلت لعادة حميدة من عاداتنا الفاضلة والمجيدة الكثيرة لا بد أنه سينزعج، فالأمر الجميل والحسن والعرف العريق لا يجوز التهاون امامه حين يتعرض للإزالة أو الاندثار، وقد أمرنا الإسلام بالإبقاء على الأخلاق الحميدة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ، وعملية الإتمام تعني وجود عادات فاضلة حتى في الجاهلية، فكيف بنا الآن، ونحن نعيش في بيئة اسلامية نقية خالصة في ظلال الإسلام الحنيف، فعاداتنا تنطبق وما يريده الإسلام، وأخلاقنا هي أخلاق الإسلام، والحمد لله.
ما دفعني لكتابة هذه السطور، هو جلوسي في الطائرة المقلعة من الرياض إلى جدة، وبالصدفة السعيدة بجوار شخص فاضل كبير القدر عالي الهمة كان مديراً لإحدى جامعاتنا ومن لا يعرفه لا بد أن تتبادر لذهنه على الفور خصاله الحميدة، وتعامله المتميز مع الناس بحيث كان الجميع أصدقاءه واخوانه، تجاذبنا اطراف الحديث، وكان مما ذكره لي حادثة أثرت في نفسي حتى الصميم، قال وبلهجة يطغى عليها طابع الحزن والألم : كانت تصلني نسخة من المجلة العربية المعروفة، وانا في الجامعة، وكنت أتلقاها بقبول حسن، فهي بحق مجلة رائدة، وهي مجلة شهرية، وبعد مغادرتي الجامعة بشهر، وصل عدد منها إلى الجامعة، فكتبوا عليه غير معروف لدينا,,!!، نعم، لقد أنكروا معرفتهم لي، وأنا كما يقال المدير منذ شهر وليس أكثر، لقد فوجئت بالأمر، هكذا قال الأستاذ الفاضل، أما أنا فبصراحة صعقت، كيف يحدث هذا الأمر في مجتمعنا؟ لا، ما هكذا تكون المعاملة!، ليس من عاداتنا عدم الوفاء، ونحن الذين نعلّم العالم كله الوفاء وكل الوفاء، ما هكذا تكون المعاملة، إن عملية إنكار الجميل والمعروف عملية بالغة الإزعاج والخطورة، إنها تحمل معاني كثيرة غير جميلة، اننا لا نريد أن يقع أحد بها؛ لأنها تعطي صورة غير جميلة للإنسان.
إن النفس الإنسانية الطيبة التي حافظت على فطرتها تسمو باعترافها بالجميل، وتسمو، وترقى بالود والوفاء والاعتراف بالمعروف, إنها دعوة لكل من يعمل في مؤسسة، أو منشأة، أو مدرسة، أو جامعة، وحتى لكل صاحب عمل ان يكون التعامل مع موظف أو أي شخص انتهى عمله بأسلوب يرتضيه ديننا الحنيف وعادتنا الأصيلة، حتى انه لا يكفي أن نعطي الإنسان جائزة أو هدية بنهاية خدمته، ونقطع صلاتنا معه بعدها، لا هذا لا يجوز، بل التواصل أهم من الهدية والجائزة في هكذا قضايا, والله المستعان.
alomari 1420 @ yahoo. com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved