أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th November,2000العدد:10280الطبعةالاولـيالأثنين 24 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحم الله عبدالله الفرهود
عزيزتي الجزيرة: تحية طيبة وبعد
نضّر الله وجوهاً عرفتها في بلدتي (علقة) منذ أيام اليفاع لم يكن لهم هدف في هذه الحياة سوى مغفرة الله ومرضاته، عرفناهم وقد تعلقت قلوبهم بالمساجد، يذهبون إليها في الهزيع الأخير من الليل ولا يخرجون منها إلا بعد شروق الشمس، لم يسمعوا بالإنترنت ولم يشاهدوا قاصمة الظهر البث المباشر، ولم يعرفوا حداثة الأدب فيصارعوا أربابها، وإنما كان همهم القرآن يقرأونه في اليوم ساعات مطولات، ناهيك عن ناشئة الليل وقرآن الفجر!!وكان من هؤلاء وعلى رأسهم الشيخ الورع التقي ابو سليمان الشيخ عبدالله الأحمد الفرهود، الذي ووري جثمانه الثرى يوم الخميس الفائت 20/8/1421ه في مسقط رأسه علقة بالزلفي وزخات المطر تتوالى على ثرى ضريحه، بعد حياة تجاوزت الثمانين عاما لم تكن حافلة إلا بذكر الله وطاعته وصلة الرحم والبر واصلاح ذات البين وحب الخير، وأنعم بها من حياة, أكتب عنه اليوم معزيا فيه نفسي قبل أسرتي الكبيرة (الفراهيد) فرحيله موجع وفراقه مؤسف، لم يكن ذاك المسؤول الإداري الكبير وليس بالغني صاحب الثراء العريض!! بل تجاوز ذلك إلى حياة يصعب على الكثيرين من أبناء هذا الوقت ان يعيشوها أو أن يلتزموا بمنهجها ذاك,أبوسليمان الذي شاهدته في آخر ايامه هو نفسه ابو سليمان الذي عرفته لأول مرة قبل خمسة وعشرين عاما يوم أن كنا اطفالاً نجوب شوارع الحارة قبل أن نلتحق في مدرستنا الابتدائية، ثم بعد ذلك كبرنا وتفرقنا ومضى كل حبيب في طريق!! وأبوسليمان على حالته تلك التي رأيناه عليها قبل، يتهادى في شوارع الظلمة وفي العتمة بعد منتصف الليل إلى جامع الحميدي ليرفع شعائر الأذان الأول تطوعاً ثم يمكث في المسجد إلى أن ترتفع الشمس فيعود لبيته ويذهب إلى مزرعة أبناء عمه (آل عساكر) الساكنين في دولة الكويت الشقيقة، يُشرف عليها ويوجه بأناة ورفق ثم يعود قبل صلاة الظهر أو ما يعرف عند العوام ب (الضحى الكبير) إلى مسجده، وهكذا دواليك، من المسجد إلى البيت ومن البيت إلى المسجد، وإذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان,لقد آمن أبو سليمان بربه وشهد له بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، ومضى اليوم إلى جوار ربه راضياً مرضياً عنه من قبل كل من عرفه، لم يكن له في حياته خصم أو منازع، حظي باحترام الكل وتقدير الجميع، وكان على جانب كبير من الثقة وحافظا لبعض الأخبار والآثار وقد استفدت منه في جوانب كثيرة من تاريخ البلدة ورجالاتها، لا يتحدث كثيراً وكان يكثر من قوله (لا أعلم) إذا سئل عما لا يعلم، وقليل هم أولئك اليوم الذين يلتزمون بهذا المبدأ!!رحم الله أبوسليمان ونوّر ضريحه وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا لأبنائه وبناته ولعموم أسرته الكبيرة.
محمد بن عبدالله السيف
الزلفي


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved