أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd November,2000العدد:10282الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,شعبان 1421

مقـالات

الانتفاضة العربية
د, خليل إبراهيم السعادات *
يستمر الشعب والشباب الفلسطيني في انتفاضته التي بدأها دفاعاً عن أرضه ومقدساته وكل المؤشرات والأحداث وتطورها وتسارعها تدل على أن الفلسطينيين مصممون على الاستمرار في هذه الانتفاضة حتى يتحقق ولو جزءاً يسيراً من متطلباتهم, الناس في فلسطين رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً يريدون استمرار هذه الانتفاضة التي يرون أنها الوسيلة الوحيدة المؤثرة في العدو الصهيوني لاسترداد بعض الحقوق إذ إن هذه الانتفاضة الباسلة تخيف اليهود وتؤرقهم بشكل كبير وتجعلهم يستنجدون بأمهم أمريكا كلما ارادوا إطفاء هذه الانتفاضة والقضاء عليها, الشارع والشعب العربي يؤيد هذه الانتفاضة ويقف إلى جانب الفلسطينيين ويدعمهم ويساندهم بكل ما يستطيع وبحسب المتاح له.
في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها إخواننا المسلمون في فلسطين، حيث يقدمون الشهيد تلو الآخر ويعيشون حياة يومية صعبة من عدم توفر حاجاتهم الأساسية اليومية لا بد من انتفاضة عربية شاملة وعامة تدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وتسانده وتدعمه, هذه الانتفاضة العربية الشاملة لا بد ان تقوم بها الدول العربية جميعها لتضع حداً للاستهتارات الإسرائيلية اليهودية بمقدرات الشعب الفلسطيني وممتلكاته وأرواحه, تسيل دماء الناس في فلسطين يومياً وتزهق أرواحهم بدون حساب وبدون رادع وبدون مقياس لكمية الدماء المهدرة وإلى أين تذهب, إن مواقف بعض الدول العربية في هذا الوقت العصيب غير مقبولة إطلاقاً ولايستطيع المواطن العربي أن يفهمها أو يقبلها, نحن نريد انتفاضة عربية تسحب البساط من تحت أقدام الأمريكيين فالانحياز الامريكي الفاضح والمقيت لإسرائيل اصبح أمراً لا يمكن السكوت عليه او قبوله, أكثر من مائة وسبعين شهيداً وأربعة آلاف جريح ومصاب ومعاق من الفلسطينيين ليس لهم اي قيمة في أعين الإدارة الأمريكية بينما يتقاطرون للشرق الأوسط لإنقاذ اليهود من مجرد حجارة ويمارسون جميع أنواع الضغوط ليحققوا ما يريدون ويريحوا يهودهم ومجرميهم, يجب أن تواجه الدول العربية هذا الظلم والتجبر الأمريكي بمواقف حازمة تؤيد الشعب الفلسطيني وتقدم له الدعم بشتى أنواعه كما يجب إدخال أطراف اخرى لترعى عملية السلام وتنقذ أرواح الفلسطينيين كالدول الأوروبية وروسيا والصين.
فأمريكا لم تعد راعية السلام، بل أصبحت راعية الإرهاب الاسرائيلي وحامية حماه, كنا نتمنى ان تكون الدول العربية هي راعية السلام وهي المشرفة عليه وهي الحامية بعد الله لأرواح الفلسطينيين ولكن بما ان الظروف الراهنة لا تساعد على ذلك فعلى الأقل يجب الصمود أمام هذه البعوضة والجرثومة في جسد الأمة العربية المسماة بإسرائيل.
ومؤتمر القمة العربية يجب ألا يكون نهاية المطاف فبقدر القرارات الجيدة التي خرج بها فمن المفروض ان يكون الخطوة الأولى نحو تخليص الشعب الفلسطيني مما هو به, يجب علينا ألا ننتظر خيراً من الولايات المتحدة والأمم المتحدة فهؤلاء لن يحلوا قضيتنا ولن يأبهوا بنا وهذا ليس بجديد فأسلوبهم المعروف هو المماطلة والمناقشة وعقد اللقاءات وتمطيط الوقت بدون نتيجة واضحة او ملموسة وإن كان هناك نتيجة فهي لصالح اليهود إذا أتت من هذه المصادر, أيضاً يجب علينا ألا نؤمّل كثيراً على اللجنة التي شكلت لتقصي الحقائق والبوادر بدأت عندما غيّرت إسرائيل اسم هذه اللجنة من لجنة تحقيق إلى لجنة تقصي الحقائق, ومادام في القضية يهود وفيها إسرائيل فلن يتم إدانة هذه الجرثومة، بل سيدان الفلسطينيون على أنهم هم البادئون فيما يسمونه بالعنف، هذا إذا لم تستخدم امريكا فيتوها المعروف قبل أن تبدأ أعمال هذه اللجنة وهي لن تغير من اي شيء حتى وإن بدأت فنتائج تحقيقاتها عفواً تقصياتها معروفة, ليت هذه الانتفاضة العربية تبدأ حيث سيكون لها وقعها وتأثيرها ليس على أمريكا وبنتها إسرائيل، بل على العالم وهذه الانتفاضة عليها أن تتبنى ثلاثة مواقف: الوقوف أمام إسرائيل بكل قوة ومساعدة الشعب الفلسطيني بكل ما تستطيع وقطع العلاقات الدبلوماسية والرجوع إلى المقاطعة الاقتصادية التي اخترقتها إسرائيل وقضت عليها هذا أولاً, وثانياً: عدم اعتبار أمريكا الراعي الرسمي لعملية السلام، حيث زادت الأمور سوءاً بسبب أمريكا وتحيزها الأعمى وهذا ليس بمستغرب ما دام أننا قد وضعنا ثقتنا فيها وأملنا عليها وإدخال أطراف اخرى في عملية السلام بجانب الدول العربية.
وثالثاً: تأييد الشعب الفلسطيني في انتفاضته وتأييد حقه في الجهاد والدفاع عن أرضه وممتلكاته ومقدسات الأمة الإسلامية بجميع الوسائل والطرق الممكنة, وعلى رب العالمين الاتكال.
كلية التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved