أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd November,2000العدد:10282الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,شعبان 1421

مقـالات

البوارح
الباحثة السعودية
(1 - 2 )
د, دلال بنت مخلد الحربي
منذ أشهر خلت دعتني السيدة الفاضلة سلطانة السديري الأديبة والكاتبة المعروفة للمشاركة في منتداها الأدبي الثقافي في إطار اهتمامها الجميل بكل ما يتصل بالمرأة خاصة الجانب الثقافي وسعيها لتنمية حس المشاركة والإسهام من خلال إبداء الرأي والنقاش في موضوعات تتمحور حول اهتمام المرأة أياً كان موقعها.
وكان الموضوع المقترح الباحثة السعودية بين الواقع والمأمول وفي فترة إعدادي لتلك الورقة كان يلح على ذهني سؤال:
هل في استطاعتي ان اقدم صورة حقيقية نابضة عن واقع الباحثة السعودية؟
وأتت الإجابة النافية التي شكلت مضمون ما طرحته، لان الوصول إلى إجابة مؤكدة كان يتطلب بحثاً دقيقاً متأنيا يستند على مسح دقيق يقوم على أسس علمية.
وامام هذه المعضلة فضلت طرح صورة شمولية تستند على متابعات فردية، فمن خلال هذه المتابعة قلت ان ما هو منشور للباحثات السعوديات قليل في عدده محصور في أطر لا تخرج عن:
1 الرسائل الجامعية المتحصل بها على درجة الماجستير أو الدكتوراة.
2 بعض الدراسات التي تنشر بغرض الترقية.
3 قليل من الدراسات التي تمثل إسهاماً او مشاركة من المرأة السعودية في ميدان البحث العلمي.
ومن الطبيعي انني لا استطيع ان اصدر احكاماً على مستوى هذه الابحاث ولكن استطيع ان ابدي وجهة نظري في ناتج بعضها والذي يشكل ضعف التوجه البحثي عند المرأة الا وهو هزال الاشراف وعدم جديته، ولعلي استقرىء عينة من الرسائل الجامعية تكون هي الحكم إلى ما ذهبت إليه، وتكون المحصلة تخريج دارسات حاصلات على الماجستير أو الدكتوراة ، ولكن ليس على باحثات ممارسات قادرات على الإنتاج بوعي وفق منهجية علمية دقيقة.
وإضافة الى قضية الإشراف وهي الأبرز والأهم، هناك ما يسهم في ضعف التوجه البحثي عند المرأة، الا وهو محدودية قدرتها على تحصيل ما تحتاج إليه من مصادر ومراجع دراساتها.
فالمكتبات ومراكز المعلومات المتخصصة هي للرجال، أما المرأة فلها الفتات، فقد يسمح بأن تأتي على عجل لتطالع في بعض المراجع التي تبحث عنها خاصة تلك المراجع النادرة وغير المتداولة مثل الوثائق والمخطوطات والدوريات القديمة.
وقد تخصص بعض المكتبات اياماً لها، ولكن لا يفتح امامها الا بعض القاعات وتغيب في ذلك اليوم الخدمات الإرشادية التي تتوافر للرجل في بقية الأيام.
واعرف ان هناك من سيقول ان المرأة الباحثة تتاح لها المراجع وغيرها من خلال مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ودارة الملك عبدالعزيز, ومكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومكتبة جامعة الملك سعود وغيرها.
إلا ان ما تحتوي عليه الأجنحة أو القاعات المخصصة للنساء في هذه المكتبات او حتى الخدمات التي تقدم لهن لا تغطي بحال من الأحوال الحاجة الكبيرة للمرأة الباحثة، فهي تظل محدودة في إطار ما تحتوي عليه هذه المكتبات، وبالتالي فإن مثل هذه الظاهرة السلبية تعد عائقاً اساسياً في وجه تطوير البحث العلمي عند المرأة، وهي بالتالي من مسببات القصور الملموس في النماذج المتوافرة من الأبحاث المقدمة من النساء، وكذا في قلتها العددية.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved