أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd November,2000العدد:10282الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,شعبان 1421

الثقافية

د, أبو هيف يستعرض التحديات التي تواجه الثقافة الجماهيرية
يهدف المفكر السوري د, عبدالله أبو هيف في بحثه الآفاق المستقبلية للثقافة الجماهيرية الذي يلقيه يوم الاربعاء القادم ضمن جلسة عمل تحمل عنوان الخطط الثقافية العربية إلى رصد الاتجاهات الثقافية والأدبية والفنية وتحديدها لأفراد المجتمع العربي، مما يستدعي عرض مفهوم الثقافة الجماهيرية في نشأته وراهنيته في آن واحد، ويمحص أهم قضاياها مثل الهوية والتاريخية والنخبوية والشعبية والإنسانية والوظيفية والحداثة والانتشار، ويناقش بإيجاز أبرز تحدياتها المتصلة بالأمية والفقر، وتدني معدلات الدخل القومي، وتكنولوجيا المعلومات، والتفجر المعرفي، وثورة الاتصالات، وينظر في مجالاتها المتعددة التقليدية كأجهزة الثقافة والمؤسسات التربوية والمنظمات الأهلية، ووسائل الإعلام والوسائط الثقافية المتطورة كالإنترنت والنشر الإلكتروني وغيرهما، ويحدد آفاقها المستقبلية بالنظر إلى قابليتها وسبل النهوض بها.
وعن مفهوم الثقافة الجماهيرية، يقول: تنتمي كلمتا الثقافة والجماهيرية إلى سلالة المصطلحات الملتبسة، ويشير معنى الثقافة إلى سيل من المصطلحات والدلالات، ولعل أقربها إلى التناول ما تذكره المعاجم، على نحو يشير إلى الدلالات التالية: رياضة الملكات البشرية بحيث تصبح أتم نشاطاً واستعداداً للإنجاز، ترقية العقل والأخلاق وتنمية الذوق السليم في الأدب والفنون الجميلة، إحدى مراحل التقدم في حضارة ما، السمات المميزة لإحدى مراحل التقدم في حضارة من الحضارات, معدداً قضايا الثقافة الجماهيرية في الهوية والتاريخية والنخبوية والشعبية والإنسانية والوظيفية والحداثة والانتشار.
وعن التحديات التي تواجه الثقافة الجماهيرية قسمها أبو هيف إلى تحديات راهنة ومستقبلية تعوق في حالات كثيرة التنمية الثقافية، فتتعسر أو تتعثر أسباب تقريب الثقافة من جماهيرها الواسعة، وتتفاقم هذه التحديات في مثل مجتمعاتنا العربية، متفاوتة التركيب الاجتماعي، ومتفاوتة اقتصاد الوفرة أو الندرة ، ومتفاوته مؤشرات التغير الاجتماعي، ومتفاوتة عوامل المحافظة والتحديث, ومن أبرز هذه التحديات: الفقر وتدني معدلات الدخل القومي والأمية والتجزئة واللغة العربية والغزو الثقافي وتقانة المعلومات والاتصالات .
وبينما تناول مجالات الثقافة الجماهيرية ووسائلها يستعرض أبو هيف التكامل بين أجهزة الثقافة ووسائل الإعلام، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام لم يعد يماري أحد في هيمنتها على الناس مشيراً إلى ذوبان أجهزة الثقافة وتراجع فعالياتها أمام الأخطبوط الإعلامي، وهو ليس نافعاً على الدوام، بل ضرره كبير وفي بعض الأحيان يمحو التكامل بين أجهزة الثقافة ووسائل الإعلام.
ويشير أبو هيف إلى تفاقم الإحساس بقلق الهوية لدى المشتغلين بالتنمية الثقافية خلال العقد الأخير أكثر من أي وقت مضى، فقد أظهر الفكر العربي مخاوفه من الغرب عموماً، منذ اتصاله الباكر معه في القرن التاسع عشر، وتضاعفت هذه المخاوف مع تعدد أشكال معوقات وعي الذات من الاستعمار إلى التبعية إلى العولمة, وتثار المخاوف الآن ليس لدى المفكرين العرب وحدهم، بل لدى مثقفي ومفكري اليسار الجديد من جهة، ولدى نقاد نظرية الاستعمار وإمبريالية الثقافة داخل الدوائر الغربية والأمريكية نفسها من أبناء المستعمرات أو دول الجنوب، وعلى رأسهم إدوارد سعيد الذي وضع مجلداً ضخماً هو الثقافة والإمبريالية 1993 بالإنكليزية وتغطية الإسلام1982 بالإنكليزية ، وتكشف مقالة أخيرة له عن قلق الهوية بامتياز: الهوية: بالولادة أم الاختيار؟ مستهجناً دعوات التهوين بالتفكير بالهوية: أو الأفضل أن نقبل ببعضنا، في أسرع ما يمكن ، أعضاء كاملي العضوية في دولة علمانية واحدة مزدوجة القومية، بدل الاستمرار فيما وصفه البعض باستهانة على أنه حرب رعاة بين قبيلتين, إن اختيار تلك الهوية يعني صنع التاريخ، أما عدم اختيارها فيعني الاندثار.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved