أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 22nd November,2000العدد:10282الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,شعبان 1421

الاقتصادية

القلم الابيض
الأمانة العامة للمنتدى الدولي للطاقة فكرة هل تتحول إلى مشروع
عبدالعزيز المهنا
أمضى وزراء ومندوبون لست واربعين دولة ورؤساء احدى عشرة منظمة اقتصادية وبترولية بينهم ثلاثون وزيراً للنفط والطاقة والاقتصاد أمضى كل هؤلاء مداولات ومناقشات على مدى ثلاثةايام في مدينة الرياض من نشاطات المنتدى الدولي للطاقة في دورته السابعة ويعد هذا المنتدى الذي تصدر توصياته بصفة لا تحمل الالزامية من ابرز وافضل التجمعات بين المنتجين والمستهلكين للطاقة عامة وللبترول بصفة خاصة.
كانت الاعمال في هذا المنتدى جادة منذ البداية، فقد اقترح سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي افتتح بها المنتدى قيام امانة عامة لهذا التجمع لتكون مدينة الرياض مقرا لهذه السكرتارية ولك تكن هذه الخطوة معدة مسبقا اذ لم تكن واردة في المناقشة ضمن جلسات المنتدى الاربعة,, لكن هذا المقترح ظل مسيطرا على الجو الصحفي اثناء اللقاءات الصحفية الخاصة او تلك المؤتمرات الصحفية العامة, هؤلاء الوزراء المعنيون بالطاقة والنفط خاصة والمال والاقتصاد والتجارة خاصة ما يركز منها على الطاقة يبحثون عن جو قادر على توظيف كل الاحاسيس لخدمة السلعة الاستراتيجية التي قدموا من اجل الكلام عنها وفيها,, ومع اجواء الرياض الممطرة طيلة ايام المنتدى طرح الوزراء على بساط البحث الهموم كاملة,, فالخوف من ارتفاع اسعار النفط بالنسبة للمستهلكين يخيم على آمال المستقبل بسعر معتدل ومعقول,, اما الدول المنتجة فتحمل مخاوف عديدة من ابرزها مدى التحقيق من مصداقيات كثيرة مثل نقل تقنية الطاقة والصناعة لهذه الدول من المستهلكين الصناعيين الكبار والصغار ومصداقية الحد من تأثير الضرائب على الواردات الكيماوية والبترولية ,, وامام هذه المعضلات وغيرها كان لابد من التخوف المشترك وظهور حاجز الثقة الذي يجعل من الصعب تحقيق المطالب المشتركة دون ادارات دائمة لهذا المنتدى.
لهذا جاءت فكرة الامانة العامة للمنتدى الدولي للطاقة ولكن ما هو رأي الدول الصناعية في هذه الفكرة ذلك ان رأي الدول الصناعية مهم لان الدول المنتجة للنفط لديها الرابطة الخاصة بها الا وهي منظمة الاوبك,, ولدى الدول الصناعية روابط اخرى مماثلة, اما الامانة العامة المقترحة فهي رابطة عامة تؤصل نشاطات واجتماعات هذا المنتدى وتوثق قراراتها.
في صبيحة يوم السبت التقيت بنائبة رئيس الوزراء الهولندية السيدة آن ماري جوريستما التي وصفت الفكرة بانها بناءة وجيدة جدا لكنها تحتاج الى المزيد من الدراسة وتفضل هولندا حسب ما تقوله الوزيرة ان يظل طابع النقاش في هذا المنتدى طابعا غير رسمي لكي يحتفظ بالصراحة والمكشافة التي تميز بها عن بقية ما يماثله من المنتديات والمؤتمرات.
وفي مساء يوم الاحد التقيت بوزير الطاقة الامريكي السيد بيل ريتشارد سون الذي وصف الاقتراح بانه بناء معقول وبناء جدا ويرى انه لابد من اخضاعه للمزيد من الدراسة وأبدى استعداد الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في مجموعة عمل تتولى وضع اسس لهذه الامانة.
اما مندوب المكسيك انكونيوس خونزاليس فيري ان اقامة أمانة عامة للمنتدى الدولي للطاقة امر ضروري بعد اشباعه دراسة ليكون في وضع يسمح بموافقة كل اعضاء المنتدى.
ومن محصلة نهائية لافكار الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة يمكن القول بان هناك رغبة عامة لدى الدول الصناعية من ان الامانة العامة للمنتدى تحتاج الى تحديد واضح لمفهوم قيامها, إذ ليس من الضرورة ان تكون الامانة العامة لسانا ناطقا للمنتدى وانما تعني سكرتارية تسعى لتقريب واتحاد وجهات النظر في امور تتعلق بتحديد موقع او زمن لعقد المنتدى وتقوم بابلاغ الوفود بالوقت المحدد لانعقاده, وتتولى جمع الدراسات واوراق العمل واستخلاص مطالب هذا التجمع دون ان تحمل الصفة الرسمية في كل خطوة تخطوها ولذا فان الامانة العامة للمنتدى الدولي للطاقة سكرتارية دائمة تحفظ ديمومة انعقاد المنتدى سواء بصفة دورية ولا يمكن ان تساهم الامانة في تعميم فكرة أو أية آراء على المنتدى, كما لا يمكنها وضع موعد لانعقاد هذا المنتدى الا بعد التشاور الثنائي بين دولتين او اكثر او عدة دول تقرر بعدها مجتمعة الاتفاق من حيث المبدأ على انعقاد المنتدى.
الدول الصناعية لا تريد امانة عامة بالمعنى الصحيح لانهم يريدون ان يظل المنتدى مكانا وزمانا يحمل صفة غير إلزامية في قراراته ومداولاته ومناقشاته والالزامية في القرار تعني تنفيذ ارادات كثيرة قد لا تكون من السياسة العامة في الاقتصاد الصناعي لدى الدول الصناعية المستهلكة التي تتفق في الرغبة واسلوب الحوار فيما يتعلق بالمنتدى وامانته العامة المقترحة.
الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول اوبك السيد رولوانو لقمان يعتقد ان دول الاوبك توافق من حيث المبدأ على قيام الامانة العامة للمنتدى لان وجود مثل هذه السكرتارية يضمن استمرارية انعقاد المنتدى وضمان بقائه في حين ترغب الدول الصناعية ان يظل المنتدى قائما دون الحاجة الى ضوابط سياسية او ادارية له خاصة وانه لا يتمتع بشخصية اعتبارية ذات قرارات ملزمة بل انه في الكثير من الاحيان يخرج دون قرارات او توصيات.
واذا كان اجتماع كيب تاون في جنوب افريقيا قد احدث نوعا من الصراحة فإن اجتماع الرياض قد اضاف قدرا من الجدية في الحوار اضافة الى الصراحة المتناهية التي خيمت على جو العمل.
إن افضل السبل لتحقيق مبدأ الاستقرار والاستمرار والضمان لهذا المنتدى قيام امانة عامة له بعد تكوين فريق عمل يتولى وضع أسس ونظام لهذا المنتدى لتتحقق من خلاله رغبة الدول الصناعية في كونه منتدى غير رسمي في مناقشاته وتوصياته لكنه يحول هذا المنتدى من كونه تجمعا دوليا يخضع لاوضاع غير ثابتة الى تجمع دوري يمكن ان يعقد في اي دولة من دوله دون ان يكون قاصرا على الدول الغنية دون غيرها.
ان الهدف من قيام اي تجمع اقتصادي هو تحقيق مطالب الاطراف التي تحكم وجوده فالدول الصناعية اطراف اساسية في تكوين هذا المنتدى وقد ارادت من خلال قيامه ان يكون موقعا تتبادل فيه الآراء دون الزامية اي طرف فيها,, الدول المنتجة للنفط لا تريد ان تغير من وجهة المنتدى,, اذ من غير المتوقع ان يجتمع البائع والمشتري في شراكة وانما يمكن اتفاقهم على العملية الاقتصادية,, لذا من الاسلم الشروع حالا بتكوين الامانة العامة وسط الشروط التي تضمن لهذا المنتدى القيام باعبائه من التقريب في وجهات النظر بين المنتجين والمستهلكين.
لقد طرح سمو ولي العهد الامير عبدالله الفكرة وترك تفاصيلها وآلية تنفيذها للمشتركين في المنتدى وهي فكرة خلاقة ومفيدة ويحسن بالدول المنتجة والمستهلكة للبترول ان تتعامل معها بجدية وان تتم ولادتها بالصورة التي تخدم المستهلك والمنتج وجميع الدول الصناعية على حد سواء.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved